BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Monday, December 27, 2010

نور

في صمت هذا العالم .. هناك من يطق اسمي
في صمت هذا العالم .. هناك من يتحسس اسمي
في صمت هذا العالم .. هناك من ينظر اسمي

Saturday, November 27, 2010

جذور الجذور

جذور الجذور
جذور من جذور
فوقها جذور تحاول ألا تُـقتَـلع !
نيران تعشق الماء
تحولها إلى ذرات تنعش السماء
لينزل الماء من جديد
فتنمو الجذور من قلب الجذور
نور بدر
الجمعة 27 / 11/ 2010

Friday, October 29, 2010

شيء عنهما : فراشـات

شيء عنهما : فراشـات

(2)


في هذه الساعات الأخيرة قبل أن تدق تلك اللحظة و في تلك اللحظة أيضا أستطاعت أن تطير إلى قوس قزح أو أبعد ، فالسماء بالنسبة لها كانت مجرد لوح زجاجي رقيق تستطيع تحطيمه فقط ليكون نقطة الإنطلاق ...
"سنرقص فوق النجوم كأنها الرمال ، و تطأ قدمينا الرياح البارده كأنها شاطئ الأسكندرية ، و لن يكون هناك تصفيق من الجماهير الإغريق في المسرح الروماني .. سنمتلك العالم و معاركه و ثوراته و مستنقعاته و كهوفه ... و سوف نرى من بعيد سجود الأساقفة و العباد .."

كل تلك الموسيقى الفعاله في أذنيها ، تهدر و تهمس و تصرخ ... جيتار ، و ناي ، و كمان ، و بيانو ، و طبول .. و سوف تضحك لهم إفريقيا بأسنانها البيضاء ، و يرون أحلام الشهداء تمطر عليهم ، تباركهم ، تبارك جنونهما المغلف بكل الألوان النارية ، و الدافئة في أيديهما – هناك .. أو أبعد ..

إنها لا تعرف ، من أين لها بكل تلك الإنفجارات العظيمة الداخلية و الخارجية .. من أين جاءت بقلب يتحمل عواصف كانت تظن أنها أقوى منه .. عجبا لشيء لا تتعجب منه الآن !
قصة في كل يوم تتكون من جديد ، و تتولد مع الدقائق الأرضية لكنها في السماء تعلو .. هو / هي و شيء عنهما يبرق في إرتقاء كإبتسامة نبي مطمئنة بالإيمان .. فالكون يتوسع ، و هم في تقارب مستمر بخطوات حرة ، رقيقة أحيانا و أخرى تضرب بقوة لتكون مسموعة ..

"كانوا" ؟ "كانوا" كانت تقال في الماضي ، و حذفت من الحاضر بطريقة مستترة ، لتغيب في غياهب الزمن و العقارب مازالت تئن . و لكن ، كيف اللقاء ، كيف التوغل في النفس ، كيف كانت سهولة إنسياب الروح عبر الأثير الملوث ؟ و لكن هو قالها لها "انتِ .. و تبقين أنتِ" / "أصدقك .. أنت كذلك ، أنت" .. فكانت تستمع إلى نصيحته و تنصت إلى الفراشات ليلا من النوافذ ، و موسيقى مهداه في صميم القلب تدق لكن بصوت هامس لا يبعد الفراشات ..

"لأننا أحببنا الحياه .. لأننا لله .."
"لأننا نجوب الشطآن الهادرة التي لم تهدأ يوما أمام الصخور"
"لأننا في الليل الساكن ، سحب غير مستقرة"
"لأننا كنا في يوم "إثنين" و علمنا كيف نكون "واحد"

القلق الوجودي كثيرا ما ينقذهم من الوقوع في المحظور إذا وجد .. شِـعرُ الغربة كان يُـطربهم ، و يدميهم .. و مازالت الخريطة قائمة ، و مازال التبعثر وارد .. مازال الكون يدور ، و الروح تسرع إلى الأبدية ..
تعب هي الدنيا .. و النفس ماهرة في الغواية .. و ما همّهم ؟ إذا كان خلقهم فوق الصدوع مكتوبا .. و على الألواح مسطورا .. ما همهم؟ إذا كان القلب واحد ، و الروح هائمة خلف المرايا للقاء .. حتى أحلام الليل تؤرقهم كضجيج الصباح ، ليثوروا على الواقع تحت راية حمراء !

ما همهم؟ إذا كانوا واحدا يعبدون "واحدا" ..
و ما بينهما .. شيء عنهما / لهما .. للحياه .. ؟


نور بدر
صباح يوم الأربعاء
الساعة 4:23 فجرا
16/12/09

Tuesday, October 26, 2010

كائنات مهددة بالإنقراض

د. أحمد خالد توفيق




الحياة تزداد تعقيدًا بلا شك.. في بعض النقاط صارت أسهل بكثير؛ فقد كان من المستحيل في السبعينات أن تتخيل -حتى لو كنت "جول فيرن" نفسه- أن تحمل هاتفك الخاص في جيبك وتطلب به أي شخص في بلدك أو حتى في ألاسكا. كان الاتصال بالقاهرة أو الأسكندرية أو شبين الكوم يعني أن تذهب للسنترال في ساعة مبكرة من اليوم، وتمضي أربع ساعات تنتظر في توتر؛ بينما الصوت الهادر الحكومي يدوي من آن لآخر عبر مكبر الصوت
ـ"4543 مصر.. كابينة 8"ـ
فترى أحد الجالسين يهرع كالملسوع نحو كابينة 8 ويغلقها عليه ويبدأ في الصياح؛ بينما كل الجالسين يسمعون تفاصيل ما يقال.. عشر ثوان ثم تنقطع المكالمة فيخرج خائب الأمل ليجلس بانتظار محاولة ثانية.. باختصار كان الاتصال بالقاهرة، يعني أن تأخذ يوم إجازة من العمل، وأن تمضي خمس أو ست ساعات في مكان واحد


أنت تعرف القصص من هذا الطراز، وتعرف كذلك عبارة الشيوخ المعتادة: كانت الحياة أبسط وأمتع برغم كل شيء، كنا نعرف كيف نستمتع.. على كل حال يسهل أن تلاحظ هذا مع الأطفال؛ اليوم يملك الطفل تلفزيونًا يرى فيه عشرات القنوات، وفي بيته كمبيوتر، ولديه جهاز بلاي ستيشن؛ لكنه بالتأكيد ليس سعيدًا بالقدر المفترض أو بالمقارنة بأطفال جيلي، الذين كانوا يقصون الطائرات من ورق الكراريس، ويتيه الواحد منهم فخرًا ببندقية تقذف قطعة من الفلين.. لا أعتقد أن أولادي أحبوا أية لعبة غالية الثمن مثلما أحببت أنا الجمل المحشو بالقش الذي ابتاعه أبي لي من جوار السيد البدوي


عندما كنت أذهب للمدرسة كنت أرى الهداهد في الحديقة المجاورة للبيت.. هل ما زالت هناك هداهد في العالم؟.. هل انقرضت؟.. أشياء كثيرة انقرضت من العالم للأبد، ومنها قوس القزح الذي رأيته مرارًا في طفولتي، وأمطار أكتوبر.. دائمًا ما كانت الأمطار تنهمر مدرارًا في أول أسبوع لنا في المدرسة، فأين ذهبت أمطار أكتوبر؟.. ولماذا ظللت ألبس القميص قصير الكمين حتى شهر ديسمبر من العام الماضي؟
الآن ينتابني الذعر على كائنات أخرى مهددة بالانقراض، يجب أن تسجلها المنظمات الدولية باعتبارها
Endangered species
وتنشئ لها صندوقًا خاصًا عليه شعار آخر غير شعار الباندا إياه. خذ عندك مثلاً



ـ بائع الدوم والحرنكش والنبق، العجوز الطيب، الذي يدفع عربته أمام المدارس. يعرف بدقة تامة موعد الانصراف من كل مدرسة. يقف هنا حتى يبيع القليل ثم يهرع بعربته نحو مدرسة أخرى جاء وقت فتح بابها -فشلت في العثور على مراهق يعرف معنى (النبق) على فكرة
ـ بائعة البيض العجوز التي تمرّ على بيتنا يوم الجمعة، وتجلس على السلم وتتفاوض مع أمي التي تُعدّ لها كوب الشاي، وتدور مباحثات معقدة طويلة جدًا تستمرّ ساعتين تقريبًا.. كل هذا من أجل عشرين بيضة.. بيض صغير الحجم كأنه بيض ثعابين يستحيل أن تراه اليوم. في المرة الأخيرة كانت منهكة جدًا مريضة جدًا، وطلبت من أمي أن تُعدّ لها شايًا باللبن، وتذوّب فيه ملعقة من السمن البلدي لتغذيها!.. إلى أن فهمنا كيف تتحمل شرب الشاي بالسمن كنا قد عرفنا أنها توفيت. لا بد أن هناك أخريات حيات يجب الحفاظ عليهن


ـ جيل الأمهات والخالات والجارات اللاتي يعرفن كل شيء.. يعرفن كيف يذوّبن السمن لإعداد تلك المادة الملحية الشهية (المورتة)، وتقدر الواحدة منهن على ذبح وتنظيف خمس دجاجات أو تنقية خمسة كيلوجرامات من الأرز، أو تنظيف كيلوجرامين من السمك، كل هذا في ساعتين لا أكثر، يطلب زوجها وجبة من الفِشّة واللسان ولحم الرأس؛ فلا تجد مشكلة. تعرف جيدًا من أين تبتاع هذه الأشياء وكيف يتمّ طهوها


الكحول الأحمر مشكلة حقيقية؛ لأنني لا أعرف أي شخص يعرف أين يُباع، ومن دون كحول أحمر ينقرض ذلك الاختراع الجميل المدعو (سبرتاية) الذي يصنع أروع قهوة شممتها في حياتك -طبعًا محاولة ملء السبرتاية بالبنزين هو الطريقة الأقصر لصنع قنبلة "مولوتوف"- لكنهن يعرفن أين توجد "السرجة".. هذا المكان الغامض الذي يبيعون فيه الطحينة والزيت الحار والكحول الأحمر. عندما يذهبن للسرجة يقمن كذلك بتحويج البُنّ.. هؤلاء النسوة وقودهن في الحياة هو القهوة.. وبالطبع تقود القهوة لفنّ جميل آخر موشك على الانقراض هو قراءة الفنجان


هؤلاء النسوة يعرفن بالضبط ما يجب عمله بقطعة اللحم الحمراء الغضة الباكية التي خرجت لتوها من بطن الأم، ولماذا يجب تسخين الماء وقت الولادة.. يعرفن ما يجب عمله للمشيمة، ويعرفن كيف يحسبن موعد السبوع ... وفيما يتعلق بالموت هن خبيرات في حساب يوم الأربعين بدقة ومن دون استعمال تقويم، وكيف يمكن التخلص من الليفة والصابونة اللّتين تمّ غسل الميت بهما بالرمي في مجرى ماء
إنهن حريصات على أن يشهقن عندما يوضع الثوم المقلي مع الكسبرة على الملوخية، وبعضهن يصرخن مولولات لأن هذه الطريقة المثلى كي لا "ترقد" الملوخية. كانت خالتي تُصرّ على أن "البسلة" الناضجة هي "مومياء" وتعتبر هذه علامة على الجودة؛ بينما كنت أنا أرمق طبق "البسلة" في ذعر شاعرًا أن كلمة مومياء لا تريحني كثيرًا

خالتي كذلك كانت تجلب لنا في زيارتها أكياسًا من الفول السوداني واللبّ.. وفي موعد سنوي لا تتأخر عنه، تقرر أن تنظف حقيبتها فتفرغها لتتناثر بقايا الفول السوداني المهشم على الجريدة.. وكنا –كأطفال- نتصارع حتى الموت لالتهام هذا الفول.. أتذكر هذا المشهد كلما رأيت محاولات الشركات النصابة لتعبئة بعض الفول المهشم في أكياس بجنيه.. أقسم أن فول خالتي كان ألذ بمراحل وكان مجانيًا
هؤلاء النساء يعرفن كيف يدمّسن الفول ومتى تُضاف ملعقة سكّر في لحظة استراتيجية معينة تضمن له النضج، كما أنهن يعرفن كل شيء عن أبخرة قلي السمك التي تصيب بالجذام (نفس ما اعتقده صيادو النرويج في القرون الوسطى)ـ ... أما عن عالم الحسد والعين والأعمال المدفونة؛ فحدث بلا حرج.. لا يستطيع الساحر الشهير "كراولي" نفسه أن يزعم امتلاكه لربع خبرتهن

هذا الكنز سوف ينقرض أو انقرض فعلاً.. أليس هذا قاسيًا؟


ـ الآباء الغارقون بالعرق ذوو الكرش، الذين يعودون من العمل ظهرًا ومعهم بطيخة وجريدة.. يتوارى الصِّبْية ذعرًا في غرفهم لأن هذا هو وقت تنفيذ الأم لتهديدها المخيف (هاقول لأبوك أما ييجي).. لا بد أن يُشرف على ذبح البطيخة كأنه يؤدي طقوسًا كهنوتية ما، ويتأكد بنفسه من أن البائع لم يخدعه، يجلس ليلتهم الغداء في نهم وينهيه بكمية هائلة من البطيخ، ثم يدخل لينام وقت العصر
لو لم تكن عندهم ثلاجة يتأكد من أنه دفن السكين في نصف البطيخة وغطاها بمنشفة حتى لا تشمها الشمامة.. لا أحد يعرف كنه الشمامة بالضبط؛ لكنها كائن سام يحب البطيخ جدًا


عندما يصحو عند المغرب لن يذهب لأي عمل لأن الراتب يكفيه، بل سيجلس -بالفانلة الداخلية وسروال البيجامة الكستور- في الشرفة نصف المظلمة على الأرض يشرب الشاي بالنعناع.. لديه مذياع صغير يفتحه ليسمع آخر أخبار الجبهة، ثم يعلن نظريته العميقة
ـ"إسرائيل تنوي شيئًا ما.. أنا متأكد من ذلك.."ـ
فتدعو زوجته على إسرائيل.. وهكذا ينتهي الجزء السياسي من السهرة


من مكانه هذا يدير شئون الأسرة ويصدر تعليماته.. جبل من المسئولية والثقة والهيبة. بعد هذا قد يدخل لينام ثانية أو ينزل ليقابل أصدقاءه في المقهى، أو يذهب للعزاء.. هناك دائمًا شخص مات في مكان ما، ولا بد من العزاء فيه
هذا الأب يجيد كل شيء؛ إصلاح الصنابير التالفة، وتغيير فتيل المنصهر، وإصلاح لعبة الولد الزنبركية، وتغيير سلك المكواة

أليس من الخسارة أن ينقرض هذا النوع أيضًا؟

الزمن يتطور.. قد نتحمل رحيل مكوجي الرجل وصانع الطرابيش؛ لكن هناك أنماط من البشر يؤلمني بشدة أن نفقدها، والأقسى من هذا أن تقابل شبابًا لم يلقوا هذه النماذج قط.. انقراض هذه الكائنات الرائعة هو الأقسى والأخطر من انقراض "الباندا" أو ذئب "تسمانيا" أو النسر الأمريكي الأصلع؛ لكنك لا تستطيع أن تنشئ محميات طبيعية لتجار الدوم وبائعات البيض والخالات المحنّكات، أو أن تستنسخهم.. يجب أن تقبل دورة الزمن التي تُحتّم أن ننقرض نحن كذلك

Sunday, October 10, 2010

شيء عنهما

(1)

من دون أن تدري ، كانت تستمع إلى تلك الأغنية مرارا و تكرارا و عيناها تمر بين تلك الكلمات التي حفظتها عن ظهر قلب .. لم تكن تراها ، بل كانت تبصرها بطريقة ما !

كانت تعلوا و تهبط مع التشكيل أعلى الأحرف ، تأخذها الرياح القادمة من العنوان إلى فراغات أرجوانية - مليئة بعلامات ملتوية و أسفلها نقطة –رغم أنه سيقول أنها ليست كذلك ، لكنها تعلم- .. هناك ، عالمها المفضل .. حيث يكون بإستطاعتها أن تتنفس ، أن تتلمس غموضا محببا لنفسها .. و رغم أنه يقتلها فإنه يحييها .. تغرق فيه ، تفقد الإحساس بالواقع / بحاجز الزمن / تتقد أفكارها و تختمر .. تفقدها هي كهي .. و عندما ترتفع للسطح ، كانت تعود لتغرق مرة أخرى لأطول فترة ممكنه ..

كانت عودتها للسطح تعني الغرق الحقيقي ، تعني إنقطاع وريد الحياة .. كانت عودتها ، تعني السطح بكل معنى الكلمة ... !

مازالت تلك الأغنية تتردد –كالصدى- فيما حولها ... - كانت تخبرها بشيء عن نفسها - ... فترتعد كأنها تعود للحياة في كل لحظة .. تتساءل: "هل هي عنّي لي؟" .. "هل مازلت أتدفق في عروق ذاكرته؟"

كانت تحاول أن تقلع عن عادة التحليل المقيتة تلك ، لكنها تفوقت عليها ، و كانت تقذف إليها المزيد من التساؤلات .. كانت تشعر دائما أنها ستنفجر و لكنها لا تفعل .. – تبا - .. فقط بعض البخار الساخن يتصاعد من خريطة "العقل" !

"كانت تعتقد بأنها لا تطلب الكثير ، فقط أن تظل معه ، و كأنها تنحني علّ ذلك يجدي نفعا"

كان/كانت تعلم أن قلبيهما أوسع و أعظم من أن "يحب" فقط .. "يعشق" فقط ... كانا يبحثان عن شيء يدعى الكمال في قاموسهما - في كل شيء .. كانت حربهما ، ثورتهما ضد الأنصاف – لكنها كانت تلاحقهما بإستمرار .. في عيون الوطن ، أفعال البشر .. في كسوف الشمس ، و خسوف القمر .. في إنهيار الجبل ، و تغير مواقع الرمال .. –حتى أنهم قرروا السريالية!- ..

كانوا يحاربون حتى لا يطأ قلبيهما "النصف" .. حتى يحققوا "كمالا" ..

كلمة "الحب" هي أصغر بكثير من أن تصف ذلك الجموح تجاهه .. كم حاولت أن تتحدث عنه أمام الآخرين - أنه أكثر من أن يٌرَى- .. لكنها علمت أنها بذلك تنتهك حرمة ذلك القلب ، تنتقص منه فيقل .. فقررت أن تمتص الصدى و تصمت فيكون صمتها شيء مقدس .. – بل قدس الأقداس - ...





و مازالت الحدود قائمة
و هم ... هم على طريق البداية المميتة
الذي كان "بداية" !

نور بدر
الثلاثاء 14/4/2009
10:00 ليلا -كمسودة
الجمعة 16/10/2009
10:00 ليلا

Wednesday, October 6, 2010

أمير الشهداء : إبراهيم الرفاعي

الجزء الأول :




الجزء الثاني :

Thursday, September 30, 2010

في الذكرى العاشرة لانتفاضة الأقصى


28 سبتمبر / أيلول
في عام 2000 إندلعت انتفاضة الأقصى "الإنتفاضة الفلسطينية الثانية" إثر تدنيس شارون ساحات المسجد الأقصى بزيارته له ... و كانت تلك هي الشرارة التي جعلت تراكمات السنين داخل الفلسطينيين تنهار في صورة إنتفاضة اشتعلت من الإقصى لتشعل كل فلسطين

و أنا هنا ، كنت على أمل باشتعال الثالثة على إثر حرب غزة الأخيرة ... لكن خاب ظن الجميع >> في هذا الزمن لا تتوقع شيئا حتى يأتيك !

Friday, September 24, 2010

ذكرى ! " ... المذبحة "

هنا .. و للأبد ،
ننادي ..
أللأبد ..؟
أنظل للأبد ؟

أنموت موتا ؟
أنظل موتا ؟
أنكون صمتا ؟
و نظل غصبا؟

هنا .. و للأبد
نترقب الصوت الكتوم
نعود بالصمت الصموت

أنموت موتا ؟
و نظل خوفا ؟
فنموت فجرا ؟

أنا الجبان ..
و للأبد التحية ،
هنا .. الفان
هنا إنسان
فللقبر عمق ..
و للكون ثأر ..

أنا هنا ،
أحدث فرقا
من الموت عمرا
و للموت حبا ..
و في الله
لله
بالله
نصرا !

أنا الجبان
أنا الشجاع
أنا المسؤول
و السائل ..
أنا المعروف
و المنبوذ
و المنفي في خبر

أنا التابوت
و الكفن
أنا الموت
و البارود

أشعلت ماء
و رقصت حوله
فــأخرج قلبي
بقايا .. دماء
فلملمت شملي
و أخفيت ينعي
عن أعين السماء
إني جريح ،
مصاب بعرضي !
فلا كنت انت
إلا بكائي
و صوت تكَسَّـر
عند الضريح

أنا الآن أعرف ،
كما كنت أعرف
بل الروح تعرف
بوحي الظنون ..
أني اليقين !



نور بدر ،
16/9/2010
مساء
"في ذكرى مذبحة صبرا و شاتيلا"

Tuesday, September 21, 2010

جيفارا يتحدث ،

إن من يعتقد أن نجم الثورة قد أفل فإما أن يكون خائنًا أو متساقطًا أو جبانًا, فالثورة قوية كالفولاذ, حمراء كالجمر, باقية كالسنديان عميقة كحبنا الوحشي للوطن.. .. إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني. كل قطرة دم تسكب في أي بلد غير بلد المرء سوف تراكم خبرة لأولئك الذين نجوا, ليضاف فيما بعد إلى نضاله في بلده هو نفسه, وكل شعب يتحرر هو مرحلة جديدة في عملية واحده هي عملية إسقاط الإمبريالية.

إن الطريق مظلمٌ وحالك، فإذا لم نحترق أنت وأنا فمن سيُنير الطَّريق ؟!

تمسكي بخيط العنكبوت ولا تستسلمي عزيزتي - من رسالة إلى زوجته إلييدا

Monday, September 20, 2010

خسئت

تستحق الشنق لما تقول و تفعل ،
تستحق القتل ظلما و عدوانا ،
تستحق الجهل بعد العلم أعواما ،
تستحق أن تكون .. للعبيد إماما ...

خسئت ، فقد قلت ما لا تفعل !

Thursday, September 16, 2010

صبرا و شاتيلا : المذبحة


صبرا و شاتيلا : المذبحة
16 - 17 - 18 أيلول - سبتمبر 1982

تأليف و تقديم : صفاء حسين زيتون
قراءة : نور بدر

http://www.4shared.com/document/-CJkMsIO/_______16__18__1982.htm


بصوت بارد ، أعلن إيريل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية دخلت بيروت الغربية للقضاء على ألفين من المقاتلين الفلسطينيين ، ادعى أنهم بقوا في العاصمة بعد خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية. و بحماس أعلن أن هذه المهمة تركت لميليشيات الكتائب. ... . أكثر من أربعة آلاف ضحية .. لكل منهم قصة ، بعضها قصير جدا؛ ولد أثناء حصار بيروت و ذبح و هو يرضع قبل أن يبلغ سن التمييز بين الاصوات و الألوان. و بعضها طويل جدا؛ ولد في فلسطين في أواخر القرن الماضي ، أجبر على الهجرة مرارا ، دَفَن ابناء و أحفاد اسقِطُوا شهداء على طريق العودة إلى فلسطين ، حمل ذاكرته و حاول الخروج من المخيم أثناء المذبحة ، .. ذُبِحَ نهارا وتعرفت عليه كاميرات المصورين حيا و مذبوحا !


"مقدمة لصاحبة الكتيب"


***

إبتداء من اليوم و حتى بعد غد ، ندير من جديد أمام أعيننا شريط ذكرى أهوال مذبحة "صبرا و شاتيلا" و بالتصوير البطيء .. امشي هناك و دع أقدامك تغرس في التراب المسقي من دماء الأبرياء الشهداء ، دع عينيك تصرخ مثلهم ، دع يديك تعتصر صدرك لأجلهم ، ... فيا أم قبلي أولادك ، و يا أب ضم أولادك ، و يا جد اجمع أحفادك .. واستعدوا لليالي الرعب الحقيقية .. فلا تصالح حتى الثأر.

و لأننا آمنون الآن .. لأننا ننعم بالهدوء .. لأننا ننام و أعيننا تغفل بسهولة .. لأننا نجلس على الارائك نتكئ عليها مبتسمين و يلتف أولادنا و أحفادنا و أهلونا حولنا .... نسينا كل شيء عن أهوال الماضي و الحاضر و المستقبل القادم أيضا .. لأننا لم نسمع عظام طفل رضيع تتهشم في الجدار أو سقف المنازل .. و لم نستمع لأصوات استمتاع الجنود القذرين عندما يلتفون جميعا بالدور أو كتلة واحدة حول إحدى فتيات المخيم .. و لم نجرب أن نغوص في أعماق الأدرينالين المندفع في أدمغتهم بينما يطلقون الرشاش على أسرة صغيرة ... لم نعد نتذكر إلاّ أرقام ذكرى المذبحة و نترحم ، "اللهم ارحم شهداءنا جميعا" !!!

Sunday, September 5, 2010

ضــاد .. و فرسان ضــاد


ضــاد .. شبكة إعلام عربية على الإنترنت

Tuesday, August 10, 2010

فنار الأسكندرية


الأسكندرية : لن ترفع الراية البيضاء 2

بعدما هاجت الدنيا و قامت و قعدت لأجل منع إقامة المطاعم و الكافيهات * في مكتبة الاسكندرية أمام البحر لأجل السياحة و رواج المنطقة و زيادة أعداد الوفود - حيث الصرح الثقافي الاكبر- نفذت الحكومة ما أرادت كعادتها و تركت للشعب حرية غختيار الحائط المناسب لضرب رؤوسهم فيه ... و لأول مرة أرى صرح المكتبة بعد التجديدات في زيارتي الأخيرة للأسكندرية الشهر الماضي ، و رأيت مبنى مدرج مليء بكل الأسماء المشهورة لتلك المطاعم و الكافيهات و هي بالطبع مكتظة بالبشر و اراهن على أن معظمهم من المصريين سواء الزوار أو أهل الإسكندرية أنفسهم.

رايتها و كأنني رايت الشيطان يرقص هناك في موضعها : بعدما وقف أهل البلد و الرفاق هناك منقوعين تحت الشمس أمام المكتبة إحتجاجا ، تمضي الأمور عادية جدا ، و يسارع الناس ليملأوا تلك الاماكن ، و يملأون بطونهم من هذا الهراء ... إحباط و حسرة لا حدود لها أراها و أشعر بها مع كل محتج لم يرد أن يرى تلك المهزلة ... و يزداد الشعور عندما يعيدوا على مسامعنا أسباب هذا القرار الرجعي منهم ، الا و هي : ليرتاح القارء و ينعم بالقراءة أثناء الأكل أو الشرب في المقهى .. لنروج للسياحة و إزدياد أعداد مرتادي الاسكندرية .. و لنمزج الثقافات و ننشر الثقافة و ، و ، و ... و كلها أمور مشتبهات .

و من قال لكم أن الاسكندرية الساحرة و المثقلة بكل هذا التاريخ العظيم تحتاج للترويج لها ؟ أو تحتاج لمثل تلك الإضافات المزرية لزيادة السياحة فيها ؟ .. و حتى لو شعروا بأهمية تلك الاماكن ، لكانت بالأولى أن صارت محلية ... اي أنها مطاعم و مقاهي لها رائحة الطعام المصري و الأجواء السكندرية لإتاحة عمل لمواطنين مصريين اكفأ و يعملوا في أماكنهم الخاصة و تحت أسماء مصرية. و هذا أخف الضررين. لكني في العموم ضد تلك الفكرة ، لأن :
أولا : تلك الأماكن في كل مكان في الأسكندرية نفسها و على طول الكورنيش
ثانيا : أماكن الثقافة يجب أن تحترم ، كمكان عام ، و كجنسية ، و كرقي ثقافي و علمي
ثالثا : أن المال الذي تحتاجة المكتبة لا يجب أن يأتي منها ، بل من مخصص تخصصه الحكومة للإنفاق عليها

و ما جعلني أفتح هذا الموضوع في الأساس ، خبر** آخر صادم : هو أن الصين تعرض على الحكومة المصرية أن تقوم بإعادة بناء فنار الأسكندرية "الذي هو واحد من عجائب الدنيا السبع" من جيد ، و أن حكومتنا الموقرة تدرس الموضوع ، أي أنها توافق على المبدأ نفسه. و أيضا جاء خلال الخبر أن بعد إقام الفنار من جديد ، سيتم إستغلاله "إقتصاديا" عن طريق بناء المطاعم *** و المحال التجارية و الاسواق حوله لإحياء المنطقة سياحيا ! ... أي أن هذا يعني : فنار الأسكندرية صنع في الصين

يالله ، يا الهي .. لماذا يباع التاريخ بأيد ملوثة بالأموال و الدماء و الخيانة معا ؟ .. لأننا خائنون معهم للوطن بسكوننا المستمر و تخاذلنا المريع .. كيف يمكن أن يكون الفنار التاريخي يباع للصين بتلك الطريقة ؟ و لماذا لا تتبناه الحكومة لإعادته بأيدي و أموال مصرية خالصة ؟ ... "مش مليين عينكم ؟" ... ثم لماذا يتم إستغلال مكان أثري إستغلالا "إقتصاديا" ؟ ألن يكفيهم الرسوم التي سيقيمونها علينا و على السائحين لزيارة المكان فقط ؟

لا أفهم .. أقسم أنني لا أفهم ! ...... و لا أريد أن أفهم سوى ان بقايا الفنار المقدسة لدي تبقى بقايا باقية تاريخية محتفظة بمكانتها الخالدة ، على أن تصير قائمة مشوهة بلا قيمة حقيقية ... الفنار الذي لم تحطمه غير الطبيعة ن لن تحطمه أو تمحوا قيمته يد الإنسان.


نور بدر
10/8/2010 - الثلاثاء

"العنوان يشبه إلى حد كبير عنوان مقال د. أحمد خالد توفيق عن موضوع مكتبة الاسكندرية و أنا اقتبست معناه"
المطاعم و الكافيهات الأمريكية *
جاء الخبر في جريدة الشروف المصرية **
نفس المطاعم المذكور - الأمريكية ***

Wednesday, July 28, 2010

رسائل -2- للنيل

تعلمت يوما أن أحارب ،
أن أرفض الذل .. أن أقاوم ..
فما بال الزمان بلا زمان ،
و أنا مازلت أحارب ..
الكل يتركني
يقاطعني
يقطعني
و أنا ما زلت أعشقهم
أقاوم جُلّ نكستهم ؟

فيا أيها النيل ..
قبلني ،
و عانقني ،
و لا تعدني إلى الأرض
تقتُلني


نور بدر ،
الساعة 3:00 صباحا
الأربعاء 28/7/2010

Thursday, July 15, 2010

موسيقى .. في أذن صغيري


احلم يا صغيري ..
بعينيك الدقيقتين ،
و ابتسم
كن جميلا .. ترى الوجود جميلا

يا أيها الطفل الذي
لم يعي طعم الجاهلية
قلبك المسك الذي ولد مُحِبَا ..
روحك الغابات المطيرة ..
و عينيك عيون الجنة

يا صغيري ..
قد كان خطأ أن وُلِدتَ في عقر الظلام
أن تفتّحت على الرماد
لكن صواب الأمر ،
أن جئت مقاوما ..
مستنشقا رحيق النار
من بين دُخَان السلام ..

احلم
كن الحلم
كن الطير في السحاب ..
كن رذاذ البحر
لتُمطِرَ قوس قزح
كن في الارض ..
رياح الشمال الرقيقة
تقبل وجه البشر
و كن التربة السمراء
تعشق أرض الوطن ..

احلم أيها الطفل الجميل
و دع نجوم السماء من عينيك تنهمر
ففي ساعة العسرة،
رجال لم يهبوا لحسرتهم ..
احلم و لو كنت على خط الدمار
و لو قامت الحرب و سُفِكَت دماء
احلم ،
و لو دكت الجبال دكا
فكانت هباء منبثا
احلم يا صغيري ..
و دعني للحلم احلم
فمازال في العمر بقية ،
لبعض أحلام خلت .. !

نور بدر
الخميس 1/4/2010 - 11 ليلا

Monday, July 12, 2010

فلاسفة في حسائي : الخلاص

يقول نيتشة : "نحن "الرجال" الجدد الذين لا اسم لنا و لا أحد يقدر على فهمنا" - "أن نخلّص الماضي و أن نحول كل "ذلك ما كان" إلى "ذلك ما أردت" .. فذلك فقط هو ما أسميه خلاصا"

أعتقد أننا أصبحنا تماما هؤلاء "الرجال" : لا اسم لنا ، و لا أحد يقدر على فهمنا .. و لا حتى نحن نقدر على فهم أنفسنا. صرنا شيئا جديدا حديثا ، و هذا جاء بعد تجارب مريرة .. حلوة .. عميقة .. جارحة .. خارجة عن/على القانون .. مرفوضة أو مقبولة. نحن فقط نكتشف انفسنا تدريجيا مثل الهبوط من فوق قمة الكليمنجارو ، و من يعرف هذا الجبل و قرأ عنه سيعرف ما أتحدث عنه أو يقترب على الأقل !
قد تكون تلك الفلسفات أو حتى الافكار البسيطة تفهمنا أكثر مما نفهمها. هي قوية بصورة قد تقتل في حالة الإستسلام. و لكن هنا سؤال مهم : هل نحن وسط تلك الدوامة ننفذ شيء من مقولة نيتشة الثانية ؟

أعتقد أنه لا. حيث أن سبب كل ما نحن عليه هو "ذلك ما كان" .. أما "ذلك ما أردت" فهو قد يكون في الطريق حيث ستكون بداية الحصار الحقيقي و ليس الخلاص !
حيث أن بداخل كل منا دكتاتور خاص به .. و عليه هزيمته ، و بداخل كل منا جشعه الخاص ، و عليه التخلص منه. و بداخل كل منا غرور و تعالي في النفس ... و هذه معارك كبرى ، و صدقوني، هي صعبة فعلا

* المقولتين من كتاب "هذا هو الإنسان - فصل هكذا تكلم زرادشت" - نيتشة .. حيث أن الكتاب يعد قراءة عامة في كتب و أفكار نيتشة.

Saturday, July 3, 2010

خالدنا و خالدهم

ـ"خالدنا" هو شهيد الطوارئ
ـ"خالدهم" هو شهيد البانجو؛ لكن العبقري الذي اصطكّ هذه العبارة سوف يدفع ثمنها يوماً ما، ولسوف يتمنى لو قُطعت يده قبل أن يكتبها إرضاء لفلان باشا.. هل أنت متأكد يا سيدي من أن طائرة الفرار المتّجهة إلى سويسرا سوف تُقلع في وقتها حقاً؟ - د. أحمد خالد توفيق

Saturday, June 12, 2010

عباس مش جدع !

أحمد خالد توفيق ،
تابعت بنصف اهتمام أخبار القافلة المتجهة لغزة لتوصيل المعونات وربما إحداث ثقب في الحصار. هذه الأخبار كثيرة علي كل حال، وفي الوقت نفسه لم أعتقد أن هناك خطرًا حقيقيًا علي أعضاء القافلة.. هي لعبة إعلامية مدروسة جيدًا تهدف إلي إحراج إسرائيل وفضح تعنتها، وربما يصيب مصر جانب من الهجوم اللفظي كذلك. السيناريو المتوقع والمنطقي هو أن تحتجز الحكومة الإسرائيلية القافلة عدة أيام ثم تعيدها من حيث جاءت.

كان هذا اعتقادي إلي أن فتحت قناة «الجزيرة» في ذلك اليوم، فوجدت المذيعة تتحدث عن الاعتداء علي سفن القافلة.. بل رأيت جرحي ينزفون وأناسًا يرقدون علي الأرض غارقين في برك دم، مع حديث عن الفعل الإجرامي وكلام عن 19 قتيلاً ونحو 50 جريحًا.. وهناك لقطات من علي سطح سفينة توحي بحرب.. لا شك أن عددًا كبيرًا ممن رأيتهم أمس يتناولون طعام الغداء صاروا موتي غارقين في دمهم.

يا نهار اسود ومنيل!... لم يبلغ أكثر كوابيسي جموحًا هذه الدرجة. هل جن الإسرائيليون تمامًا؟.. كل طفل يعرف أن هذه سفن مدنية محملة بنشطاء سلام من كل الجنسيات. أي أن أي دولة استعمارية تملك عقلاً كانت ستسمح بمرور هذه السفن وتكسب نقطة، أو - إن كانت ماضية في غيها - تحاصر هذه السفن عدة أيام لتمنعها من المرور وتضطرها إلي العودة. أما أن تطلق النار وتحدث مجزرة فهو الجنون بعينه.

هل جن هؤلاء وصارت لهم بدل العقول عبوات من النابالم، أم هم يعرفون ما يفعلون جيدًا؟.. لعلهم أرادوا البرهنة علي أنهم لا يمزحون ولا يهادنون علي طريقة (الصدمة والترويع). لقد اعتادت إسرائيل العقاب.. أدمنته منذ مذبحة دير ياسين مرورًا ببحر البقر ومذبحة قانا وانتهاء بمهاجمة هذه القافلة المدنية.

وماذا عن دم الغربيين الذين ماتوا أو جرحوا؟... لقد اعتدنا أن الدم الغربي له ثمن إلا في هذه المواقف.. لقد رأينا في موقف سابق كيف تلقي الناشطون الغربيون علقة علي يد الشرطة المصرية لم يتلقها حرامي في مولد أو حمار في مطلع، ولم تتكلم دولة غربية واحدة لأن هؤلاء ضربوا أثناء قيامهم بعمل مشين هو الاحتجاج علي إسرائيل.

لقد رأينا الجرافة الإسرائيلية تهشم رأس راشيل كوري في جريمة موثقة جيدًا، وهي مواطنة أمريكية، أي أن دمها غال جدًا، لكنها لاقت حتفها وهي تدافع عن الفلسطينيين.. إذن فلتمت بلا ثمن، ولتتسامح الحكومة الأمريكية كما تسامحت مع قتلي السفينة «ليبرتي» من قبل.

علي الفور تداعت الأحداث بسرعة، وبدأ الروتين المعروف الذي يتكرر كلما حدثت مذبحة: اللعبة المملة مستمرة.. غضب.. مظاهرات في عدة عواصم.. اجتماع عاصف في مجلس الأمن.. العجز عن اتخاذ قرار يوجه اللوم لإسرائيل خاصة أن الفيتو الأمريكي جاهز، وعضو الولايات المتحدة يصحو من نومه يوميًا ليستعد للفيتو إلي أن يجيء المساء فينام.

كالعادة ظهر عمرو موسي وبدا منهمكًا ومتعجلاً جدًا تحاصره الميكروفونات، ودعا لاجتماع مجلس الجامعة العربية، ثم أدلي بتصريح مهم جدًا هو أن إسرائيل علي ما يبدو لا تريد السلام!

تذكرت صديقًا لي يعاني مشاكل لا تنتهي مع جاره (عباس).. الجار قد ألقي القمامة أمام بابه.. سكب الماء القذر علي غسيله.. في كل مرة يأتي صديقي لي ليقول في دهشة: «تصدق عباس ده طلع مش جدع؟!»

وتستمر نفس المسرحية.. عباس جرجر صديقي في الأقسام واتهمه بالتحرش بزوجته، واستأجر بلطجية لضربه، واستأجر نسوة يمزقن ثياب زوجته في الشارع.. في كل مرة يأتي صديقي ليقول وهو يجفف عرقه أو دمه: «علي فكرة عباس ده طلع مش جدع!». فأجن أنا غيظًا.. عباس فعل كل شيء ممكن ليثبت أنه وغد، فماذا تنتظر أنت؟

بالله عليكم كيف تثبت إسرائيل أنها غير جادة في عملية السلام، بل هي لا تريد السلام أصلاً؟.. ماذا تفعل وعلي أي شيء تقسم؟.. أحرقت الديار وقتلت الأطفال وخنقت غزة وأنتم مصرون علي أن السلام خيار استراتيجي.. كيف تثبت هذه الدولة المسكينة أنها عدوانية شيطانية و«مش جدعة»؟.. لو علقت أطفالكم علي المشانق وسكبت عليكم الكيروسين المشتعل، لظللتم تعتقدون أن السلام ممكن.. فقط إسرائيل تجعله صعبًا بعض الشيء.

كلما شعرت بأنني فاشل في حياتي أو لم أحقق شيئًا، تذكرت وزراء الخارجية العرب.. عندها أشعر بأنني رائع وترتفع معنوياتي. كل كائن في العالم له نفع ما، حتي الذبابة تلعب دورًا عجيبًا في أنها تنقل لقاح شلل الأطفال من طفل لآخر قد يكون غير مُطعّم، لكن من العسير فعلاً أن تجد نفعًا لهؤلاء السادة.

يأتي رد الفعل الأقوي - كما هي العادة منذ أعوام - من تركيا.. ويبدو أن نبوءة هيكل القديمة عن تضخم دور دولتين محوريتين في المنطقة هما تركيا وإسرائيل كانت دقيقة جدًا. هذا الكلام قيل منذ خمس سنوات تقريبًا.. لا شك في أن تركيا احتلت بالضبط الموقع الذي كان يجب أن تحتله مصر، حتي إنها توشك أن تصير الشقيقة الكبري لكل العرب، بينما مصر مشغولة.. بم بالضبط؟! بانتخابات الشوري ومشاكل شوبير ودية سوزان تميم ومباراة الجزائر وأشياء كثيرة جدًا لا جدوي منها غالبًا.

إن لهجة تركيا قوية وغضبتها صادقة بلا شك، ويبدو أن هذا راق للعرب جدًا.. أن يكسبوا في صف القضية الفلسطينية دولة قوية شامخة مثل تركيا.. دولة من الدول التي يعمل حكامها من أجل شعوبهم لا ضدها. إن تركيا وإيران عمق استراتيجي إسلامي لابد من الاستفادة منه كما قال الأستاذ فهمي هويدي يومًا، ومن الخطأ أن نفقد إيران لأن الولايات المتحدة أقنعت البعض بأن إسرائيل أقرب لهم منها. لماذا تعالت صيحة (هؤلاء رافضة يسبون الصحابة) بعد هزيمة إسرائيل مرتين في لبنان؟. لم يتغير شيء وتاريخ الشيعة وفكرهم معروف، فلماذا تعالت حرارة الشحن في الأعوام الأخيرة بالذات؟

لاحظ بعض المعلقين أن لهجة الغضب التركية بدأت تخف مع الوقت، ولربما تغلبت لغة المصالح الاقتصادية والاستراتيجية في النهاية.. إن المصالح الاقتصادية أقوي من أي مبادئ أو عواطف، والدليل أن الدول الغربية لم تحرك ساكنًا ضد إسرائيل بينما المظاهرات الغاضبة تملأ شوارعها، لكننا بالتأكيد نشهد أيامًا فريدة. عزلة إسرائيل تتزايد برغم أنها تثبت للمرة الألف أنها فوق العقاب.. جنون القوة يعميها تمامًا.. ساستها يتصرفون بغباء واضح.. أي جولة في المواقع الغربية علي الإنترنت تتيح لك قراءة كلام لم تتصور أن يكتبوه عن إسرائيل من قبل، لدرجة أنني حسبت بعض العبارات قد كتبها عرب. إن الحقيقة التي نعرفها نحن منذ عقود قد بدأت تتكشف ببطء للغرب. بالتأكيد ستكون هناك قوافل أخري ولسوف يزداد موقف إسرائيل سوءًا. لا جدوي من أوباما فهو مجرد رجل مثقف طيب وغلبان أمام الديناصورات التي تحرك السياسة الأمريكية. لا جدوي من الحكومات العربية فقد ارتضت الجلوس في كواليس التاريخ تراقب المسرحية الدائرة علي الخشبة، ولا تجرؤ علي المشاركة ولو بسطر.. فقط تكتشف بعد كل صفعة جديدة أن (عباس مش جدع).

Wednesday, June 9, 2010

"I'm Israel - أنا إسرائيل " - Documentary Film



فيلم وثائقي عن إسرائيل ... حقائق نحن نعرفها ، لكن لا يعرفها كثيرون بسبب التعتيم الإعلامي. و هؤلاء الآخرون هم الغرب و أمريكا و اللاتينيين. لذلك وضعت الفيلم باللغة الإنجليزية لتنشروه على أوسع مدى ممكن و في كل الجهات. هناك على اليوتيوب عدة لغات و ليس فقط الإنجليزية ، كونوا نشطاء بطريقة أخرى : و انشروا هذا الفيلم

Thursday, June 3, 2010

رسائل - للنيل

أكتشفت بعضي منك ..
و تكشف لي الباقي مع بعض الستائر الملقاه عليه ،
أستائر حمراء هي كما أتمنى ؟
استائر زرقاء هي كما يشتهي بعضي الآخر ؟
أم خضراء كما يشتهي العالم ؟

رسائل ..... قد يفهما النيل مني ذات يوم ،

...


"و الله زمان يا سلاحي ... إشتقتلك في كفاحي "


صلاح جاهين


رد على - ضد من ؟

بل سأكون حينها انا..
وبموتي سأنير الطريق...
لأمه من بعد موتي تستفيق..
أرفض حياه الذل في عز النهار...
وأرفض دموع الام في كبد الظلام...
ان كان موتي احتراقا امامهم..
فهو في نظري يضيىء قلوبهم...
لا لن اموت


أيمن (أيمون) أحمد
ردا على قصيدتي السابقة - ضد من ؟
و كان الرد كإشعاع نووي يفجر ما بين سطوري

"شكرا"

Saturday, May 22, 2010

ضد من ؟ *

ماذا يفيد إذا احترق الحلم ؟
إذا إحترق القلب ؟
ماذا يفيد إذا احترقت أنا ، ..؟
ماذا يفيد إذا احترق الرجال ؟
إذا احترق الجمال في رحم إمرأة ؟

ماذا تفيد علامات الطريق ،
إذا مضينا على الرصيف ؟

ماذا يفيد؟
لو مات سجاني على السرير ،
و مت أنا شهيدا
.. على المنصة شنقا
و سط هتاف الجماهير ؟


نور بدر
السبت 4:00 عصرا
22/5/2010

* ضد من ؟ - عنوان قصيدة لأمل دنقل **

Wednesday, May 19, 2010

في ذكرى المارد - فارس الكلمة

الذكرى 27 للمارد و فارس الكلمة "أمل دنقل" .. لن أقل غير كلماته الحية كالبارود


"من قال -لا- .. لم يمت"
و هو لم يمت أيدا .. و قد شهد له القلم ، أنه لم يقف بين لا و نعم



أيدوم النهر


أيدوم لنا بستان الزهر
و البيت الهادئ عند النهر
أم يسقط خاتمنا في الماء
و يضيع .. يضيع مع التيار
و تفرقنا الأيدي السوداء
و نسير على طرقات النار
لا نجرؤ تحت سياط القهر
أن نلقي نظرة خلف الظهر
و يغيب النهر


أيدوم لنا البيت المرح
نتخاصم فيه و نصطلح
دقات الساعة و المجهول
تتباعد عني حين أراك
و أقول لزهر الصيف .. أقول
لو ينمو الورد بلا أشواك
و يظل البدر طوال الدهر
لا يكبر عن منتصف الشهر


.. آه يا زهر
.. لو دمت لنا
أو دام النهر



أمل دنقل

Monday, May 17, 2010

لوني الأحمر



ولدت أيها الأحمر لتحرق ،
لترقص فوق الرماد المدنس ..

لتلون وردتي البرية التي لم أقطفها بعد ..
بل التي سأزرع نفسي بجانبها
الأمل الذي أعطيه لمن فقد شموعه ،
ليعود لي عندما أفقده !
هو قصيدتي اللا منتهية ..
فمازالت العنقاء تبعث من جديد من بقاياها ،

بعض الأغاني حزينة في الأفق ..
تنزف مع دماء السماء من الشمس ،
و اتت أناتها ممزقة للسحب

و مازال يولد ، لا ليموت ..
بل ليزداد حرارة !


نور بدر ،
بتاريخ ولادة اللون الأحمر -
و ساعة إنفجار الكون به

Tuesday, May 4, 2010

في عيد العمال .. ؟

سؤال قفز إلى "عقلي" كشيء بديهي جدا : لماذا؟
مع كل تلك اللافتات المزركشة من قبل نواب و مدراء شركات أو مصانع أو من الرئيس نفسه ، لماذا ؟

لماذا ماذا ؟

لماذا عيد ، و هم "يا حبة عيني" يستيقظون هذا إن ناموا لا ليذهبوا للعمل و الإنتاج ، بل للإضراب ليحصلوا على حقوقهم ؟
أليس بالأولى أن يكون عيدهم عيدنا جميعا ؟ عيد الرقابة الحقيقة بوضع العيون على العامل المصري الحقيقي و نرى كيف حياته من العيد للعيد ؟ أليس من حقهم أن يكونوا "مرتاحين" يقدموا للناس ما يريحهم ؟

لماذا ؟

لماذا في عيدهم ، لا نضح خطة جيدة للإنتاج الصناعي المصري الوطني و التي تجعل العامل يشعر بأنه يعمل من أجل غاية كبرى ، ألا و هي منزله الأكبر "الوطن"؟ أليس من جقهم أن يشعروا بفائدة ما من العمل ؟ أم أنهم يعملون من أجل المال فقط ؟

لماذا إذن ؟

Sunday, April 18, 2010

مواطن مستهدف - فريق عدالة

يتوافق مع ما قلته في الخاطرة السابقة ،، فيلم قصير

Targeted Citizen - Arabic from Adalah on Vimeo.



يقوم فيلم "مواطن مستهدَف" (15 دقيقة)، الذي أخرجته السينمائية راحيل ليه جونس لـ "عدالة" ، باستعراض التمييز الممارَس ضد المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل في جميع نواحي الحياة. ومن خلال مشاركة المختصين د. يوسف جبارين من التخنيون ود. خالد أبو عصبة من معهد "فان لير" ومحامي "عدالة" سوسن زهر وعبير بكر وحسن جبارين، جرى التطرق إلى مسائل عدم المساواة في الأراضي والبناء والعمالة والتعليم والحقوق السياسية والمدنية، بطلاقة وانسياب.

وقد جرى تدعيم هذه اللقاءات من خلال لقاءات غير رسمية وعشوائية مع عابري سبيل أجراها الثنائي الفلسطيني الكوميدي "شماس نحاس"، ومن خلال فواصل القوافي القوية التي قدمها ثلاثي dam الفلسطيني للراب. وقد كُتبت أغنية "مواطن مستهدف – بدنا عدالة" لفرقة dam وسُجلت خصيصًا لـ "عدالة" ولهذا الفيلم، بحيث تروي القصة وما يجري، كما هي، ومن دون أيّ نقصان.

Saturday, April 17, 2010

يوم الأسير الفلسطيني


في وسط الأسبوع الماضي تقريبا ، قالت إسرائيل و قررت أن هناك أكثر من 50 ألف مواطن فلسطيني في الضفة الغربية غير مصرح لهم المكوث هناك حيث أنهم إنتقلوا إلى الضفة من غزة بغير تصريح من إسرائيل و هم مهددون بالإعتقال بقرار من أي جندي إسرائيلي يرى أنهم خطر على الدولة الإسرائيلية و الجيش ... و هو قانون جديد طرحته إسرائيل

و يمر اليوم - يوم الأسير الفلسطيني - و نحن نطالب بحرية الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية و هناك أصلا آلاف الآلاف من "المواطنين" مهددين بالإعتقال ، هذا غير الإعتقالات اليومية القائمة

**

في هذا اليوم ، مهما كان ، سنحاول الإلتزام بشريط الأمل الذي نلتف به من وقت لآخر .. سيكون يوما لا محاله للحرية قائما .. ستكون فلسطين كلها حرة من الأسر و سياج الإحتلال ... سنكسر مع بزوغ الفجر "حائط" الصمت

Tuesday, March 23, 2010

"على حافة القدس .. "مكتوب


هكذا شئتَ ، و شئتُ
هكذا شاء القدر ، و انحنينا
أتوقف عند عتبات قصائدك
و نثرك المنبث في قلبي
فأتأمل ،
و تبتعد عن شفتي القرآءة
و تكف ألسنة ،
و تهدر شطآن ..

***

حب صامت
في بلاد
خرساء ، صماء ، عمياء
" لله أكبر ، الله أكبر"
بلا إقامة !
" حي على الصلاة ، حي على الفلاح "
بلا عبادة !
و أنتَ مازلت تحب ،
و مازلت أنا أعشق ؟

***

و افترقنا على أعتاب أقصانا
لكن الأرض تتهاوى في الخنادق
و الزيتون يعلو في السماء ،
يريد أن يرفعنا بعيدا
و تتمزق أيدينا
"لن نفترق ..."
و أصواتنا تتصايح
"لن ننهزم ..."
و أرواحنا إمتزجت
" أحبكـَ/كِ للأبد ..."

***

و هكذا شئتُ ، و شئتَ
هكذا شاء القدر ، و انحنينا
حب صامت ، و إفتراق
.. شوق ، لا انهزام
أبدية سُطرت على الألواح
، و ثبتت
لا في رحلة الشمس
! لكن .. في نواميس الحياة



نور بدر
الجمعة 25 /9 / 2009
الساعة 7:39 مساءا

Sunday, March 7, 2010

لازلت أنكرك أيها العالم

إنكر العالم .. لامضي فيه قدما


الشعور بالغربة و الإغتراب و التقوقع حول الذات .. ذلك الشعور الذي يمزقني من الداخل تمزيقا .. العالم الذي يباعد بيني و بين ربي ، و يضع الدين في خانة الأفكار القديمة .. ذلك العالم الذي يبعدني عن أمي و أبي ، و يفرق بيني و بين من أحب ، و يخلق فجوات بيني و بين أصدقائي .. ذلك الذي بغربني عن نفسي ، و يقطّع روحي اربا .. يستمتع بأن يصيبني بالذهان و العصاب من جراء إعمال عقلي بشكل دائم ، و يتهمني بالجنون و يحرمني الأمان و يهددني بالحرمان.

ذلك العالم ، الذي أنكره ، يجعل نفيي في الإمكان ، فيشكك في لغتي و انتمائي و هويتي و قضيتي و وطني و كتابي و قلمي و أوراقي. هو من سلب منا البدائية و البراءه ، و أعلى المصالح على الإنسان ، ألغى الرحمة على حساب القوة ، و إطمأن إلى صمتنا -الذي هو كصمت الحملان- و استأنسنا جميعا كوننا من أصحاب الكهف.

ذلك الذي يجعلني أفضل الموت على الحياة مخافة أفتن ، ثم أقرر الحياة على الموت إبتغاء إنسانيتي ، ثم أقرر أن أضحي بنفسي و كلي لأجل ثورتي ، ثم يخذلني لأخمد ، لأقرر أن الموت أفضل من بيع روحي للشيطان .. و تستمر الدورة بلا توقف ، حتى يصيبنا الإرهاق بين لحظات الإرهاق الأخرى ، و حتى نصبح كبراده ناعمة في صحراء كالاهاري البعيدة تأخذنا الرياح بلا رجعة.

حرب في الخارج و حرب في الداخل و حرب في داخلك و خارجك و بينك و حولك ... صراع دائم لا يتوقف بينما تزداد سرعة كل شيء فلا تبطء أبدا. أنا من أنا ، و كل شيء حولي له علاقة بي - يقيم بيني و بينه معادلات ناجحة و أخرى فاشلة - المهم أن تستمر و يستمر معها بغض النظر عن وجودي. -أنا و ضميري و هو

عقلي محدود بوسع قدرته .. فكيف يريد مني أن اوجد حل جميع الألغاز ؟
لقد أصبت أيها العالم بالعمى ، و ستقابل الجدار "العازل" قريبا لترتطم به و تنفجر لتبدأ من جديد -ربما- أو من نفس نقطة الإنتهاء لكن على الخط الآخر



كتبتها -الآن- في أشنع اللحظات التي دائما ما تخبرني أنني كبرت قبل الأوان
و أنني أكتسب الحكمة سريعا من جراء التجارب الكثيرة
! التي تخبرني .. أنني لم أعد بعد صغيره

-أثناء قراءتي لكتاب ثقوب في الضمير للأستاذ الدكتور أحمد عكاشة-

Saturday, March 6, 2010

على بعد حافتين

"أنت ترحم لأن الحب قد زار قلبك"


قالها جبران في لحظة صفاء مع أوراقه و لكنه بعدها أقسم أن ذلك الشاب قد مات و أن جبران الحالي يريد أن يهدم بقدر ما يبني ، و يكره بقدر ما يحب

Tuesday, March 2, 2010

عبث أنا -


عبث أنا ..
ألا تخشاني ؟
فإني أخاف نفسي ،
و اضطراباتي ..
أتطور ،
في طريق عكسي موحش
و دستويفسكي صديقي الحالي ..
قلبي أحلامي
تهجرني إلى سيبيريا ،
و سط الثلوج و القضبان ..

عبث أنا ..
و أقسم أنني ،
بلا عينين يمكن أن يتخللهما السلام
عبث أنا ..
و ليدة كل يوم
و لا أدري
أيا لوحاتي العشر ،
أتوصيني بشيء ؟
فعند الليل يكون مماتي
و أحلامي ..
رماد البعث تحييني
لكني أشك في هذا ..
فلقد سحقت أشلائي

أقسم ،
أنني روح ..
باعها الناس للشيطان
فلم يمهلوها –حتى- لتُغسَل من رحيق الورد
بالورد ..
أقسم ،
أنني أبكي ..
و لا أدري لماذا ؟
أبكي لأجلك يا حبيبي ..
يا واسع كالكون
ترقبه النجوم بلا هواده
عبث أنا يا حبي ..
فاقتلني رجاءً ،
لأسكن كما أنا في قلبك
دعني أبكي
أرجوك و اقتلني
لا تمحوا آثار دموعي و لا أقدامي
و انتظر ،
حتى خروج الروح
لتطمئن أنها سلكت أخيرا
طريق السلام ،
عندها ،
قد ترى ابتسامتي الحقيقية
ترتسم في هدوء على وجهي ..
و تعطيك السلام


13/1/2010 – الأربعاء صباحا
نور بدر .. بين جامعة القاهرة و البيت

Sunday, February 21, 2010

سيناء


سيناء
... الأرض البكر
... الأرض المقدسة
سيناء
... حيث تتعلم كيف تحب الوطن ، مصر

Sunday, February 14, 2010

أسطورتهما

"حوار بين العزيزة ماجي ماكليوب و العجوز رفعت إسماعيل"



"قالت ماجي العزيزة لي:"إن ما يجعل القمر جميلا هو كونه بعيدا

"و مهما طال الزمن ، فسيعرف كل منا أن الآخر يحمل له ذات العاطفة و ذات الذكريات .... أنا لن اسمح لك بأن تملني أبدا"

: و لم تنس أن تسألني

للأبد؟ -
ماذا؟ -
ستكون ملكي للأبد ؟ -
... و حتى تحترق النجوم كلها .. و حتى -


لكنني لم أكمل العبار الأخيره كالعاده .. كنت أبكي كطفل تركته أمه وحيدا في الدار


"مقتطفات في أسطورتها "

Thursday, February 11, 2010

... ! بعض مما عندنا ...

أزمة كبيرة في إسطوانات الغاز في معظم محافظات مصر ، في القرى و المدن الكبرى و الصغرى لدرجة و صول سعر الإسطوانة إلى 70جنية مصري


المسؤولون كالعادة صامتون ، و لو تحدثول لكذبوا كل احاديث العامة من الشعب أو يلقوا المسؤولية على إسراف بعض مزارع الدجاج في الإستهلاك لتدفئة الدجاج !!! ... أي أنه العار ، "لف و دوران" حول أسباب الأزمة و كيفية حلها ، و السبب الرئيسي يشع أمامنا جميعا و لكننا نتجاهلة لسبب أو لآخر .. ألا و هو : أننا نصدر الغار لإسرائيل و نستورده في نفس الوقت ! .. أسمعت عن معادلة مائلة بهذا الشكل من قبل ؟



الجنون هو مصير الشعب ، بعدما حولوه إلى مجتمع مريض .... نطرح السؤال : و لا نجد الإجابة



و الله عليم بذات الصدور

Monday, February 1, 2010

تحية حمراء لازمة























ألا يستحقون فوزهم و كأس أفريقيا للأبد ؟
ألا يستحقون أن يلقبوا بأبطال أفريقيا ؟
ألا تجعلك أخلاقهم العالية ، و همتهم ، و لعبهم النظيف سعيدا حد الإنبهار ؟
ألم ينجحوا في تحقيق أهدافهم الخاصة ، و طموحاتهم ، و سعادة الآخرين ، ورفعة وطنهم في مجالهم ؟
ألم يتفوقوا على أنفسهم - ثم على الآخرين ، فيطرب قلبك و تدعوا لهم ؟
ألا تشعر بحبك لمصر و فخر لأنهم مصريون ؟
مجرد رؤيتي لهم ، تجعلني أرى الأمل في كل شيء ، تصيبني بالسعادة و الرضا .. أعتبرهم ثوار ، ثوار رياضيين
فليحميكم الرب ، و يحفظك لأنفسكم/لأهلكم/لنا/و للوطن ، و يزيدكم جمالا داخليا في أرواحكم
مبروك على أمتنا فريق مثل هذا الفريق ، قدوة للآخرين

Sunday, January 24, 2010

مودي .. البوهيمي العزيز

،مودي العزيز
نعم .. هذه هي ذكرى وفاتك بشكل ما أنت و الحبيبة جين ، لكني أيضا أرفض أن أقول عنكما تلك اللفظة "ميت" لأني عندها سأكون كاذبة ، منذ متى و أنا اؤمن بأن من يموتون ، يموتون حقا ؟ ... مادمت أشعر بهم ، أذكرهم ، و أؤمن بوجودهم فهم بالطبع موجودون بلا نقاش

عندما أرى الريشة ترسم بدفء و عصبية على الورق / أبلاكاج / توال .. بكل الألوان أو بحيادية الأسود و الأبيض .. أو ببراعة الفحم .. فماذا ينقصني إذن لأعرف أنكم تبعثون سرا بذراتكم الفتية التي غادرت تلك الحياة الشقية باكرا في قلوب الكثيرين ممن يعرفوكم أو لم يعرفوكم ... فقط يكفي أن يستنشقوا رحيق الزيت مع العرق و إختلاط المواسم فيهما ، و كل هذا في غرفة ضيقة / واسعة هي المرسم

مودي / جين .... أليس من العجيب أن أعرفكما في ليلة غير مكتمل قمرها ، و أذكركما ايضا في نفس التوقيت تقريبا -موعد عدم إكتماله ؟
أتعتقدان بحزنه ؟ أم أنه في تلك الليلة بالذات يردد أشعار دانتي ؟ أم يطل بدفء على إيطاليا - توسكاني ؟ أم أنه يراقب باريس و يلومها ؟

لا أعرف يا صديقي ، أنا أعرف تماما أنه يعرف ما يفعله و أثق فيه ، و هذا يكفيني .. .. أتسمع ما أسمعه ؟ إنها قيثارة قادمة من أشعته الفضية ، تعزف لأجلكما و تجعل الشموع ترقص بلهبها على القبر البعيد بل تردد ، بلا تراجع ، و لتنتعش الزهور للأبد بالندى لذي يغلف الليل الطويل الأزرق ..... لذلك أرجو أن تكون الليلة تماما كما تحب ، و أسعد بمعرفة أن جين معك

تلك رسالة عابرة ، من فتاة إفريقية نيلية مصرية تتذكرك كثيرا ... و ترى وجهك و حبك و بؤسك في الألوان و على الأبواب و بداخل اللوحات .... إذن ، انت حي على طريقتها و تمرح في الطرقات بروحك كما في نظريتها

ألقاك قريبا ، يا صديق ، في طريقي إلى المرسم

Friday, January 8, 2010

عبث

عبثا يكون الحلم ..
عبثا احلم
عبث حريتي ،
عبث انا ..
و فيّ بعض الإعوجاج
فلا تسألني عن تعريفه ،
أو حتى تطرح الجواب ..

أنا من أنا ..
عبث أنا ..
بلا عينين
يمكن أن يتخللهما السلام ..
ليتني لا أستطيع الكلام
ليتني لم أخلق ،
ليتني لم أكن هنا قدر الإمكان ..

في سماء الحلم رجل يقول :
" لم تُخلَقِي عبثا"
كيف يكون للحلم يا حلمي ..،
سماء ؟
كلها لوحات
أنا من سميتها يوما !
و أهملت فيها المعجزات ..

في كل يوم ،
تشرق الدنيا و تغرب ..
تبتسم
عبثا ، لتعبث في الدجى
تسكر مني ،
لأني أسكرتها يوما ..

بلا حرية ،
بلا قيد ،
سوى أني قيدت نفسي ..

لماذا تنظر إلي ..؟
ألا تستحي ؟
فأنا من أنا
و أنت بعض من سطور خرافة ،
سطرت بلا أمجادِ !
فلا تنظر الي ،
و لا إلى أحلامي ..
و لا الى عينين ،
كعيني نفرتاي ..
فأنا من أنا ..
عبث أنا ،
و هل أبالي ؟


نور بدر ،
الأوبرا/ متحف الفنون التشكيلية
5/1/2010 ... الثلاثاء ، صباحا