BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Thursday, September 26, 2013

رقصة كونية

يكمن الجمال في أن الدائرة تمتليء بالعباد و الزاهدين و المتصوفة الراقصين في محراب الكون اللانهائي .. فتتوجه الزهرة إلى ربها متى أضاءت الشمس و تتوحد على نفسها في سجود دائم ما طال الليل أو قصر .. و الراقصين لا يتوقفون لحظة عن الدوران و التجرد في سبيل أن تتفتح الزهرة من جديد فيتطلعون إلى وجه الله ..






نور بدر
26L9L2013

رفيق الليل

لو أني أستطيع أن أزرع الليلك بجوارك، رغم أني لم اعرفه يوما، إلا أنك سوف تستأنسه رفيقا بالليل و قد تحن لي حينها و تخطو إلى أحلامي فتهدر قصصا و أمطارا قدسية أو تخطو و تنظر و تبتسم فيسقط الحلم في شباك الخوف من أن يكون واقعا .. و تسأل الزهرات: أين قِـبْـلَتِي و انا بين يديك و على بابك ؟

تنحني الزهرات شوقا، و أنثني أنا على نفسي تعبا من أسفار روحي المثخنة من زوايا جسدي. فلماذا يا رفيقي ؟ لماذا ؟
لماذا ارتحلت بكل ما تملك من متاع الروح و الجسد و الأوقات المحتملة ؟ لماذا لم تشركني بإلحاح المستعجل ؟ كنت قد أتيتني في الحلم و كأنك تهبط إلي و على أرضي من سماوات البحر الهائج لترتاح ، لم أفهم وقتها سر الحزن الرائق على وجهك الجميل كمرآة مصقولة من روحك الحائرة الساطعة كزهير. لم تتحرك شفتاك إلا من ابتسامة خجلى بينما كان اندفاعي إليك ينبثق من فرح و من خوف ، من اشتياق و من توجس ، أأضممك إلي و ألبي رغبة ملحة للنفس التي تشتهي و للروح التي تحن و للجسد الذي يرتعش ، أم  أصافح كفك الغض كطفل لم تتمسسه قسوة الحياة بعد؟

و كان خيالي في الحلم يلعب بعقلي إذ فتحت لي ذراعيك في استقبال حنون كعيناك حين تعصف بهما الرقة ، فكان عناقي لك بأن لففتُ ذراعي حولك و أطلقت مساحة حتى لا يلامس دفئي دفأك و ابتسمت برعشة العاشق و المعشوق في آن واحد و كانت ابتسامتك تنظر إلى الارض و أنا أراك و لا أصدق ، و لم تتكلم و لا أعلم إن تكلمت أنا .. ولكن يطول الحلم بطول تأملي فيك ،


نور بدر
26/9/2013
الخميس - الساعة 4 عصرا
المكتب

لو ... !

لو كانَ لي قلبان لعشتُ بواحدٍ
وأفردتُ قلبًا في هواكَ يُعذَّبُ
لكنَّ لي قلبًا تّمَلكَهُ الهَوى
لا العَيشُ يحلُو لَهُ ولا الموتُ يَقْرَبُ
كَعُصفُورةٍ في كفِّ طفلٍ يُهِينُها
تُعَانِي عَذابَ المَوتِ والطِفلُ يلعبُ
فلا الطفل ذو عقلٍ يرِقُّ لِحالِها
ولا الطّيرُ مَطلُوقُ الجنَاحَينِ فيذهبُ

 قيس بن الملوح

Monday, September 23, 2013

حفيف أجنحة جبرائيل - شيخ الإشراق السُهْرَوردي

 هذا أثر مما قاله شيخ الإشراق شهاب الدين السُهْرَوردي في قصته "حفيف أجنحة جبرائيل" و هي النصوص الفصوص:

لـمَّا انطلقتُ من حُجرة النساء، وتخلصتُ من بعض قيود ولفائف الأطفال. كان ذلك فى ليلةٍ، انجاب فيها الغَسَقُ الشُّهَبىُّ الشكل، مستطيراً عن قبة الفلك اللازوردى، وتبددتْ الظُلمةُ التى هى أخت العدم، على أطراف العالم السفلى.

وبعد أن أمسيتُ فى غاية القنوط من هجمات النوم، أخذتُ شمعاً فى يدى، متضجراً، وقصدت إلى رجال قصر أمى. وطوَّفتُ فى ذلك الليل ، حتى مطلع الفجر. وعندئذ، سنح لى هَوَسُ دخولِ دهليز أبى. وكان لذلك الدهليز، بابان: أحدهما إلى المدينة، والآخر إلى الصحراء والبساتين. قُمْتُ، فأغلقتُ الباب الذى يؤدى إلى المدينة إغلاقاً محكما، وبعد رتجه، قصدتُ إلى الفتق الذى يؤدى إلى الصحراء. وعندما رفعتُ الترس، نظرتُ، وإذ عشرةُ شيوخٍ، حسان السيماء، قد اصطفوا هناك صفاً صفاً.

وقد أعجبتنى هيئتهم وجلالتهم وهيبتهم وعظمتهم وسناهم، وظهرتْ فىَّ حيرةٌ عظيمة من جمالهم وروعتهم، حتى انقطعتْ عنى مُكْنةُ نطقى. وفى وَجَلٍ عظيمٍ، وفى غايةٍ من الارتجاف، قَدَّمْتُ رجلا وأخَّرتُ أخرى. وعندئذ قلت لنفسى: لنتشجعْ، ولنكنْ مستعدين لخدمتهم، وليكن ما يكون.

سرتُ رويداً إلى الأمام، للسلام على الشيخ الذى وقف فى طرف الصف، غير أنه بسبب غاية حسن خُلُقه، سبقنى بالسلام، وتبسَّم فى وجهى تبسُّماً لطيفاً، حتى تجلَّى شكلُ نواجذه أمام حدقتى. ورغم مكارم أخلاقه وشِيَمه بقيتْ مهابته تغلب على نفسى. فسألته: من أين أقبل هؤلاء السادة، إن جاز لى السؤال؟ فأجابنى الشيخُ الذى على طرف الصف، قائلاً: إننا جماعة متجردين، وقد وصلنا إليك من كجا آباد.

لم أفهم مقاله، فسألته: فى أى إقليم توجد تلك المدينة؟ فقال: فى إقليم لا تجد السبَّابة إليه متجهاً. وإذ ذاك علمت أنه شيخٌ مطَّلع. قلت: أخبرنى بفضلكم، ما الذى يشغلكم أكثر أوقاتكم؟ قال: إن حرفتنا الخياطة، وكل واحدٍ منا يحفظ كلام الرب عن سلطانه، وإننا لسائحون. سألته ولماذا يلازم الصمت هؤلاء الشيوخ، الذين يقفون على رأسك؟ فأجاب: لأن أمثالكم ليسوا أهلا لمحاورتهم، أنا لسانهم، وأما هم فلا يكلمون أشباهك. ..

قلتُ: أتسبحون الله عزَّ وجلَّ؟ قال: الاستغراق فى المشاهدة يشغلنا عن التسبيح، وإن كان هناك تسبيح، فإنه ليس بواسطة الألسن والجوارح، ولا بحركةٍ واهتزازٍ وما إليه . قلت: هل تعلمنى علم الخياطة؟ فتبسَّم وقال: للأسف، ليس لأشباهك ولنظرائك قِبَلٌ بهذا، فإن ذلك العلم غير ميسَّر لنوعك، وذلك أن خياطتنا لا تتعلق بعمليةٍ وقَصْدٍ وآلةٍ، لكنى سأعرفك من علم الخياطة، قَدْر ما يمكِّنك من تصليح خرقتك الخشنة المرقعة.

وقد علمنى ذلك القدر من العلم.. ثم قلت: علِّمنى الآن كلام الله. قال: إن المسافة عظيمة، وما دُمتَ فى هذه القرية، فلا يمكنك أن تتعلم كثيراً من كلام الله تعالى، ولكنى أعلِّمك قَدْر ما أنت ميسَّر له! وأحضر لوحاً وعلَّمنى حروف هجاء عجيبة، حتى إننى استطعت أن أفهم بواسطة الهجاء، معنى كل سورة من السور. ثم قال: الذى لا يفهم هذا الهجاء، لا يصل إلى معرفة سُوَر كلام الله، على ما ينبغى؛ وأما الذى اطَّلع على أحوال ذلك الهجاء، فقد يظهر فيه رسوخٌ ومتانة.


د. يوسف زيدان
 مقالة منشورة في المصري اليوم:- فصوص النصوص الصوفية (3/7)حفيف أجنحة جبرائيل
الأربعاء 20 يناير 2010
كتاب دوامات التدين

Friday, September 13, 2013

مقتطفات غوثية من غوثية الغوث عبد القادر الجيلاني

قال الغوثُ الأعظمُ، المستوحشُ من غير الله، المستأنسُ بالله: قال اللهُ تعالى: ياغوثَ الأعظم. قلتُ: لبيك يا رَبَّ الغوث. قال: 

 كُلُّ طَوْرٍ بين الناسوت والملكوت
 فهو شريعةٌ

 وكُلُّ طَوْرٍ بين الملكوت والجبروت
 فهو طريقةٌ

 وكُلُّ طَوْرٍ بين الجبروت واللاهوت
 فهو حقيقةٌ


 يا غوث الأعظم، ما ظهرتُ فى شىءٍ كظهورى فى الإنسان.


 يا غوث الأعظم، مَنْ قصَّر عن سفرى فى الباطن، ابتُلى بسفر الظاهر ولم يزدد منى إلا بُعداً .. ومَنْ أراد العبارة بعد الوصول، فقد أشرك .. ومَنْ رآنى استغنى عن السؤال فى كل حال، ومَنْ لم يرنى لم ينفعه السؤال، لأنه محجوب بالمقال. 

 يا غوث الأعظم، المحبة حجابٌ بين المحب والمحبوب، فإذا فنى المحبُّ عن المحبة، وُصل بالمحبوب.

 يا غوث الأعظم، نَمْ عندى لا كنوم العَوَام، تَرَنى! فقلتُ: يا رب كيف أنام عندك؟ قال: بخمود الجسم عن اللذات وخمود النفس عن الشهوات، وخمود القلب عن الخطرات، وخمود الروح عن اللحظات، وفناء ذاتك فى الذات. 

 يا غوث الأعظم، قُلْ لأصحابك وأحبابك، مَنْ أراد منكم صحبتى فعليه بالفقر، ثم فقر الفقر، ثم الفقر عن الفقر! فإذا تَمَّ فقرُهم فلا ثَمَّ إلاَّ أَنَا. 

ياغوث الأعظم، ما بَعُدَ عنى أحدٌ بالمعاصى، ولا قَرُبَ منى أحدٌ بالطاعات.. أهل المعاصى محجوبون بالمعاصى، وأهل الطاعات محجوبون بالطاعات، ولى وراءهم قومٌ ليس لهم غَمُّ المعاصى ولا هَمُّ الطاعات! 

 ياغوث الأعظم، أهل الطاعة يذَّكَّرون النعيم، وأهل العصيان يذكرون الرحيم. وأنا قريبٌ إلى العاصى إذا فرغ من العصيان، وبعيدٌ عن المطيع إذا فرغ من الطاعات. 

 ياغوث الأعظم، إذا عرفت ظاهر العشق فعليك بالفناء عن العشق، لأن العشق حجاب بين العاشق والمعشوق.. وإذا أردت أن تدخل حَرَمى، فلا تلتفت بالملك وبالملكوت وبالجبروت، لأن الملك شيطان العالم، والملكوت شيطان العارف، والجبروت شيطان الواقف. فمن رضى بواحدٍ منها، فهو عندى من المطرودين. 

 ياغوث الأعظم، كمال المعراج (مازاغ البصر وما طغى) ولا صلاة لمن لا معراج له عندى .



 د. يوسف زيدان
 مقال: فصوص النصوص الصوفية (١-٧) الغَوْثيةُ .. ووَصْفُ القُطْبِ
 كتاب "دوامات التدين" - الفصل السابع

Wednesday, September 4, 2013

أنين الناي

جبران خليل جبران

أعطني الناي و غني، فأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود