BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Tuesday, February 25, 2014

التجربة


Wednesday, February 19, 2014

وحيد في العاصفة



مقال وحيد في العاصفة
لـ أنسي الحاج
اكتشف بيتهوفن أن لا رفاق ولا زملاء. المؤلّف وحيدٌ في العاصفة. وكلّ لحظةٍ من حياته عاصفة.

«لقد أنجزتُ عملي»
قال وهو يستقبل سكرات الموت. بعدها بيومين، مساء 26 آذار 1827، وسط عاصفةٍ ثلجيّة أخذت بضرب فيينا، انطفأ بيتهوفن. أسلم روحه إلى مَن قد يحتملها.
لم يكن عند سريره أحد. غريبٌ من الغرباء أغمض له عينيه. لا رفاق ولا زملاء. وحدها الرفيقة الزميلة العاصفة.
■ ■ ■

لم يرث بيتهوفن عن موزار سهولته في التأليف.
كان يعيد التنقيح عشر مرّات بل عشرين، والنسخ الموثّقة من مؤلّفاته لا تُقرأ فرط ما شَطَبَ وصَحّح وأعاد وغَيّر. كان موزار هواء الموسيقى. كان أَجنحتها المخلوقة خلْقةً. في ساعات كان يبدع تحفاً. دون تصويب نوطة، دون إعادة. ولحّنَ كأنّه لم يلحّن إلّا سعيداً. مع أنّ حياته كانت في معظمها مأساة. أُعطيَ الرشاقة هبةً من السماء. الرشاقة والعفويّة والسليقة. لم يُعطَ لأحدٍ في التاريخ الأثيريّة التي أُعطيت لموزار، والبسمة الفتّانة التي انطبعت على وجه موسيقاه، كأنّها مَرَح الدهور.

بيتهوفن، على العكس، خاض التأليف كمعركة حياةٍ أو موت. كان بينه وبين الألم حلفٌ جهنّمي: أعطيك فتعطيني. وكلا بيتهوفن والألم خضعا لسوء تفاهم هلاكيّ، وخلّاقٍ بقدر ما هو هلاكيّ: الألم يفترس الصقر، والصقر تحت نهش الألم يمعن تحليقاً. إنّ السمفونيا الخامسة هي هذا: زدْني ضرباً أَزدْكَ عطاء! كأنه يطرق على بوّابة قبر ليقيم المُسجىّ من نومه. وبالفعل يقيمه. وتغدو الموسيقى عروساً في موكبها. وينسحب جو الخامسة المتوتّر لندخل في جوّ حبور التاسعة، سمفونيا الفرح الكبرى.
■ ■ ■

حين انغلق بيتهوفن تفتّح عطاؤه وكأنّه كان رهناً بعاهته.
كان «يحتاج» إلى الصعاب ليغالبها ويتغلّب عليها ويشعر بقوّته. مصارعٌ كئيب ومتكبّر ونشوان،

استعاض عن حبّ النساء بعبادة الطبيعة،
ويوم كان لا يزال يَسْمع، خلّدها بالسمفونيا السادسة «لا باستورال». وكما افتقد العشق النسائي افتقد ذوي الأنفة والأخلاق، فاستعاض عنهم بتمجيد المتمرّدين أمثال كوريولون وأغمون وبروميثيوس، ولولا قليل لمضى في تمجيد نابوليون كبطل للثورة الفرنسيّة، غير أنّه صُدم به يوم نصّب نفسه أمبراطوراً، فمزّق الإهداء الذي خصّه به على الصفحة الأولى من السمفونيا الثالثة، «سمفونيا البطولة»، وقال عنه باحتقار: «هكذا سقط القناع وبان الرجل مجرّد إنسانٍ عادي. سوف يدوس هذا الشخص جميع حقوق الإنسان! لن يأبه لغير طموحه وسوف يضع نفسه فوق العالم، كما فعل قبله جميع الطغاة».

هذا الوحيد الأصمّ عاش في الواقع مع صُوَر خياله وتموّجات حياته الداخليّة. تألّم جدّاً للحظوة الفائقة التي نالها روسّيني لدى أهل فيينّا، وانقهر قهراً لصعود نجم ملحّني الفالس وعلى رأسهم جوهان شتراوس، فيما كان بيتهوفن يغوص في الفقر والبؤس والمشكلات العائليّة. ومع ذلك واصل خَلْقه، ومعه واصل مدّ الجسور بين موسيقى «الباروك» وطلائع الرومنتيكيّة، وصولاً إلى فاغنر، فاغنر الذي، لدى سماعه السمفونيا التاسعة، هذا النشيد العظيم للفرح، هَتَف: «إنّي أؤمن بالله، وبموزار، وبيتهوفن!».
■ ■ ■

عام 1814 كان تاريخٌ آخر.
عزفٌ على البيانو يحييه بيتهوفن في فيينا، مُسَتّراً على صممه. بعد ذلك بثماني سنوات أراد، رغم استفحال الصمم، أن يقود بنفسه الأوركسترا في تمرينها الأخير، قبل الحفل للجمهور، على أوبّرا «فيديليو». كان كمَن يحاول إقناع الجمهور بأنّه انتصر على عاهته وتعافى. وقاد الأوركسترا. وظلّ يقودها، يقود المغنّين والعازفين، رغم أنّ الأوبّرا انتهت.
لقد انقطع كلّ اتصالٍ بينهم وبين المايسترو. راحوا يحدّقون إليه مذهولين بهذا المعلّم الذي واصل القيادة وسط بحرٍ من الصمت، كبحّارٍ مجنون يقود سفينة وهميّة في بحرٍ وهميّ. وجاءه من صديقٍ في القاعة كلمة على ورقة: «أرجوك، أرجوك، أستحلفك بالله، لا تُتابع. في المنزل أشرح لكَ السبب».

ولاذ بيتهوفن بالفرار كتلميذٍ رسب في امتحانه.

■ ■ ■

للحقيقة، المؤلّفون هم هذا المعلّم الذي يظلّ يؤلّف ويقود بعد أن ينتهي الآخرون من أداء أدوارهم. المؤلّف، للحقيقة، هو هذا التلميذ الراسب رغم عظمته. المؤلّف لا يتوقّف عن التأليف. صاحياً أم نائماً. حيّاً وميّتاً. لا يرسب إلّا في عيون الراسبين، للحقيقة. الجمهور الوهميّ هو جمهوره الفعلي. هو أخوه وأمّه وأبوه ورحمته. هو ذاته. هو رأسه. هو الرحم التي وَلَدته والرحم التي سيعود إليها.

أحسَّ بيتهوفن ذلك النهار بالعار.
لقد أشعره محيطه بالخجل من نفسه. بأنّه مهرّجٌ خَرِفٌ أحمق.

عملاقُ السمفونيّات سقط في الفحص الاجتماعي. مع أنّه فحص الرفاق والزملاء.

اكتشف بيتهوفن أن لا رفاق ولا زملاء. المؤلّف وحيدٌ في العاصفة. وكلّ لحظةٍ من حياته عاصفة.

«لقد أنجزتُ عملي» قال وهو يستقبل سكرات الموت. بعدها بيومين، مساء 26 آذار 1827، وسط عاصفةٍ ثلجيّة أخذت بضرب فيينا، انطفأ بيتهوفن. أسلم روحه إلى مَن قد يحتملها.
لم يكن عند سريره أحد. غريبٌ من الغرباء أغمض له عينيه.

لا رفاق ولا زملاء. وحدها الرفيقة الزميلة العاصفة.


----
(لروحك يا رفيقي)

Sunday, February 9, 2014

المَنسيُ

سأحلم ،
و أقف على حافة الشرفة
و أقطف بعض زهرات لأحميها
فعلى أرصفة الميدان أسفل الشرفة
يتجمد البَرَد الهش
و يمر السحاب منزها من كل ذنب
و يلفح وجه السماء بحمرة
"سبحاني"
و ينسى حكاية الشوق بينهما
يدور حول دروب النجوم
و يحسب أنه -سبحانه-
يملك الافلاك ،
و الشهب المحترقات من احلام من شردوا في الأرض

 السماء أدارت ظهرها
و الأرض وأدت مولودها
فسقط من كان بينهما في غياهب النسيان
و أغلق الجُبُ
و لم يعد هناك من يسمع الصوت

نور بدر
26 /12/2013
الخميس
الساعة 5 مساء