BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Tuesday, December 23, 2014

سهم الله

كان في البدء أن تفتحنا على المحبة
كان في البدء أن قال سلاما عليكِ
سلاما على الدنيا التي لفظتني
و على الأرض التي ضمتني
سلاما على من لا سلام لهم
سلاما على روحينا معا
حين ثارتا و حين غضبتا
و حين هدأتا على حين غفلة

كان في البدء أن تكلم
فـأحب الله صوته
و أطلقه سهما في السماء
حيث ثمة وجهه
و المنتهى


إلى عماد ،،،
(22 في شتاء 88)

نور بدر
22/12/2014

Monday, August 11, 2014

كما لم تعرفه من قبل ..

يمر علي اليوم -و هو ليس اليوم بالتحديد- و توجعني ذكرى درويش ، و تلهمني ، و تكشف المستور من خبايا القلب و تنبش بأظافرها فتحك حكا في جدار القلب بعد الشرايين. و اراه من خلالك ، يلبس النظارة كما تلبسها غير ان الشعيرات البيضاء في حاجبيه تزيده بهاء. انت كما لم تعرفه من قبل. كيف امتزجت به فأصبحت تنادي على النهر البعيد خشية ان يضيع. كيف كنت تهاب الحنين احيانا فتضمه إلى صدرك و تحن عليه مشفقا على حاله منك. كنت تناجي الموت من بعيد و تسخر منه أمام الشمس فلا انت ترحل و لا هو يبتعد، مسافة الحذر بينكما متروكة للوقت. و أنا، كلما ذكر اسمى على مسمعي يدق القلب كما لو أصابته رصاصة. كيف لاسم ان يترك صداه رعشة و توجسا كما كنت تكتبه. ان تفهم كل شيء بمجرد المرور على الإسم و تفصصه على الورق أو حتى في الفراغات البينية للوهم. هو -قد- يعرف ان لاسمه حرمة و ان النطق به يغير الآيات و أن المعنى لا يكتمل الا بذكره.  كماك أنت ، أنت أنت. فكيف كان الفارق بينكما ايام ، و كيف كان لقاؤنا في الحلم وداع، و كيف كانت المرآة ثغرة للعبور ، و كيف كان الرقص و سيلة للوصول ، و كان الوصول في حد ذاته لا ينتهي. لي هوس تجاه نفسي، بتفسير الأحاديث و الأسماء و الأبيات و كأنها لي ، لست واثقة من أنها لي، و لست أجرؤ على تأكيد ذلك و لا السؤال عنه حتى اني لا أستطيع نفيه. ابحث للتأكد دون أن أقول شيئا و أترك كل شيء للإحتمال. هو التمحور حول نفسي في الوقت الذي لا اثق فيه بنفسي. و هنا كانت نقطة التلاقي. هل تذكر يوم سطرت درويش في بيته قائلا "للنيل عادات وإني راحلُ" ؟كنت أنا ، و كنت ابكي. كيف لا و كنت اقسمت بداخلي انها لي ، و أنك تسرقني في عبارة درويش و تسرق مسافتنا التي بين أرضين، و طنين .. بين ما كان و ما سيكون. أكنت تقصدها بمدلول "و إلى لقاء إذا استطعت" ؟ .. لم تكذب في اللقاء كما لم تكذب في الوداع. و علمت ان اسمي يدل علي و لا أحد يدل علي سواي؛ و هنا تكمن المفارقة. فأنا لست أنا بدونك.


نور بدر
11/8/2014
الإثنين - الساعة 2:30 بعد منتصف الليل
في ذكرى محمود درويش

Sunday, May 11, 2014

قد يكون اكتشاف


مباديء الدياليكتيك: الكلية-الصيرورة-التناقض-التحول الكيفي
2-الصيرورة:
يقول مبدأ الصيرورة بالتحول الدائم،فلا شيء ثابت في هذا الكون،والحقيقة أنه ينبغي علينا أن نتوقف عن إستخدام هذا المفرد المضلل:"الكون"،فإذا ما توخينا الدقة في التعبير نحن لسنا في"كون"،بل في"تكون"(بتشديد الواو).

حاتم بِشر
__________

و أنا اتصفّح ، و أقرأ هذه الجملة و ما سبقها - و جزء منه هو ما قاله ماركس: "الإنسان يتمرئى باديء بدء،ويتعرف ذاته،فقط،في إنسان آخر" - و اكتشفت ان قد يكون تحليل حالة اللاشعور و اللا إندماج هو بسبب حالة "اغتراب"



11/5/2014
2:30 بعد منتصف الليل

هكذا كان و كنا ...

"حلو بس بسيط .. محتاج عمق اكثر اعتقد ان الفكرة محتاجة تنضج أكثر يا عزيزتي
كتير بفكر لما بقرأ كتب أدبية و شعر اني اقدر اكتب بسهولة ، و امسك بتلابيب الأمور .. بس الموضوع صعب ، لأني بحس اننا لم ننضج بعد .. مازالت الأفكار تتصارع و لا تكتمل .. المفروض الصراع بيولد كتابة عميقة تعبر عن حالة الشاعر ، بس في نفس الوقت قد تكون حجاب ساتر"

هكذا كتبت "نقدي" لما كتبته الرفيقات البعيدات ، رفيقات الكتابة .. كنت أفكر بداخلي ان لدي الكثير لأكتبه هنا كرسالة ، و لكن .. كل شيء يطير مع رذاذ امواج البحر في شكل نسمات تصّعّد في إلى السماوات إليك ،،

و بعد ،




نور بدر
2 بعد منتصف الليل
11/5/2014


Friday, April 25, 2014

مقاتلون .. سيناء .. استبسال .. شهداء

بالصور.. شهداء سيناء «المنسيون»



تقفز كلمة سيناء إلى عناوين الجرائد وبرامج الإذاعة والتليفزيون وقت الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر 1973، أو التغني برفع العلم عليها عام 1982، أو استعادة طابا كاملة عام 1989، لكنها تظل أغلب الأيام منسية إلى أن تستعيد نبض الإعلام، فتعود للظهور مرة أخرى.
القصة نفسها مع شهداء سيناء في مختلف الحروب، التي خاضتها مصر، والذين من بينهم أشخاص يركز الإعلام عليهم في كل مرة، ويغفل البحث عن «منسيين» ربما لا يعرف الكثيرون عنهم أي شيء.

«المصري اليوم» تعود إلى ذاكرة مجلة «الهلال»، عام 1976، حيث نشرت تقريرًا مصورًا بعنوان «في موكب الشهداء»، تتحدث خلاله عن «أبطال الأساطير» في معركة أكتوبر، ناشرة عنهم السطور التالية:


فاروق نجم.. أول شهيد:
كان «نجم» أول شهيد يسقط في ميدان القتال بعد نكسة 1967، بالتحديد في عمليات الاستنزاف، التي خاضتها مصر ضد العدو الإسرائيلي عام 1968.

طلال سعدالله.. الطيار الانتحاري
رفض الهبوط بمظلته بعد إصابة طيارته بنيران العدو، وقرر إنهاء مصير طائرته باقتحام موقع يضم بين أرجائه مجموعة من الصواريخ الإسرائيلية، في عملية انتحارية بالغة الجرأة والتضحية، كما وصفت، آنذاك.

اللواء الزمر.. بطل الاستبسال
يصفه زملاؤه بـ«رمز البسالة والصمود»، فكان يعمل بمبدأ «القتال حتى آخر طلقة»، واسمه بالكامل، أحمد عبود الزمر، كان أحد أبطال معركة رأس العش، عام 1967، وكان صاحب أول نفق مائي يصل بين الدفرسوار وسيناء، كما جاء على صفحات «الهلال».



إبراهيم عبدالتواب.. بطل كبريت:
في حرب أكتوبر تمركزت مجموعة من كتيبة الصاعقة المصرية في منطقة كبريت بالقرب من خط بارليف، مانعة تقدم العدو الإسرائيلي ناحية السويس، وتعرضت تلك الكتيبة لحصار دام 134 يومًا، لكنها صمدت بقيادة «عبدالتواب» وأبعدت العدو عن اختراق خطوط الجيش المصري، واستشهد خلال تلك الملحمة.

فتحي عبدالرازق.. صياد الدبابات
نجح مع عناصر كتيبته في تدمير العشرات من الدبابات الإسرائيلية في القطاع الأوسط من ميدان القتال، ودمر اللواء 190 الإسرائيلي المدرع، واستشهد هو وشقيقه الضابط بالدفاع الجوي.

زكريا كمال.. بطل الفرقة الأولى
كان قائدًا للتشكيل الجوي، الذي كان يضم شقيق الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، الطيار «عاطف»، الذي استشهد أيضًا في المعركة. كان من بين «عمالقة الضربة الجوية الأولى»، ونال الشهادة في 6 أكتوبر بعد تنفيذ مهامه المكلف بها في سماء سيناء.



حواش.. بطل سيناء
عبدالسلام حواش.. أحد قادة وحدات المظلات، التي عبرت خلف خطوط العدو في سيناء، وكان من بين المقاتلين في القنطرة شرق، ونال شهادته بعد معارك «انتحارية» تصدر مشهدها لصد تحرك القوات الإسرائيلية.

صبحي الشيخ.. تلميذ «سعدالله» الانتحاري
سار «الشيخ» على درب «سعدالله»، الذي وصف بـ«الطيار الانتحاري»، حيث دخل في معركة مع 4 طائرات فانتوم إسرائيلية، ونال الشهادة، لكنه استطاع قبلها تدمير طائرات العدو.

عمر عبدالعزيز.. نسر سيناء
من أبطال القنص الحر في المعارك الجوية.
والقنص الحر يعني دخول منطقة الهدف دون حماية، وتوصف بأخطر عمليات الهجوم بين طائرات وطائرات.




إسماعيل إمام.. صائد طائرات العدو
قاتل في صفوف القوات الجوية بداية من 6 أكتوبر إلى 17 من الشهر نفسه، عام 1973، وتمكن من إسقاط 6 طائرات فانتوم إسرائيلية، كما أسقط من قبل طائرة ميراج عام 1969.
تميز بقدرته على الإفلات من كمين طائرات العدو، ويظهر ذلك عندما حوصر وسط 3 طائرات إسرائيلية، فأفلت منهم بإسقاط واحدة، قبل العودة لقواعده.

غريب عبدالتواب.. بطل الصاعقة
نال شهادته في حرب أكتوبر، بعد قتال عنيف قاده بمفرده ضد 3 دبابات إسرائيلية، حيث استطاع تدمير واحدة منها.

مبارك عبدالمتجلي.. بطل السلة والصاعقة
أحد مشاهير لعبة كرة السلة، آنذاك، وكان أحد أبطال الصاعقة في المعركة، وواصل قتاله حتى النهاية عند جبل شهابي بسلاحه الأبيض إلى أن نال الشهادة.




«هزاع».. 48 ساعة قتال دون توقف
أحد أبطال حرب أكتوبر، واصل قتاله لمدة 48 ساعة متواصلة قبل نيله الشهادة، حيث واجه مع أفراد كتيبته لواءين للعدو، إلى أن تدخل الطيران الإسرائيلي لإنهاء ملحمته البطولية.

«شومان».. بطل 73 و76
شارك في حرب الاستنزاف إلى أن نال الشهادة في 1973، وكرمه زملاؤه بإطلاق اسمه على عملية إنقاذ الطائرة المخطوفة في الأقصر، تكريمًا لذكراه.

عبدالجواد.. بطل للنهاية
اشترك ضمن قواته في صد الهجمات المضادة لإسرائيل سواء كانت غارات جوية أو قاذفات دباباتها، حيث كثف العدو نيرانه مع توالي أيام الحرب، وظل يواجهها إلى أن نال الشهادة، متقدمًا صفوف كتيبته، التي كان يقودها.



«صقّال».. أصغر العمالقة
نال شهرته لتدميره أكبر عدد من المدرعات، التي لم تحص عددها «الهلال»، واستشهد خلال مواجهته لإحدى الدبابات أثناء ترجله بسلاحه.

«زرد».. بطل المشاة
أحد أبطال المشاة، الذين واصلوا القتال للنهاية، لدرجة أن النيران التي أصابت جسده جعلته يجري وهو يحمل أمعاءه بين يديه، بينما تواصل بندقيته اصطياد جنود العدو إلى أن نال الشهادة.

مجدي قلادة.. عامل الكباري
مجدي زاهر قلادة، أحد العمال المشاركين في صناعة الأجزاء الهندسية للكباري، التي عبرت عليها الجنود إلى قلب سيناء، ونال الشهادة بعد أن أمسكت النيران بجزء من أحد الكباري في المصنع، الذي كان يعمل فيه.
وكادت النيران تلتهم المصنع بكامل أجزائه إلا أنه عمل على إخماد الحريق وإنقاذ محتوياته من الدمار، ونال وسام العمل بإهداء من السادات قبل اندلاع الحرب بشهور.



مرتضى.. بطل الممرات
عمل على إبطال مفعول القنابل التي تلقيها طائرات العدو على ممرات مطاراتنا الحربية ونال شهادته، بعدما كان يعمل على إفساد مفعول 3 قنابل في وقت واحد، حيث أبطل 2، وانفجرت الثالثة التي كان يحملها بين يديه.

نبيه جرجس.. بطل حقول الألغام
ساهم في فتح ثغرات داخل خطوط العدو، بإزالة الألغام المتواجدة بمحيط خط بارليف، كما شارك في تجريف الساتر الترابي بطلمبات المياه، واستشهد أثناء إزالته لغمًا إسرائيليًا.

التميمي.. بطل رمي الألغام
تفوق سلاح المهندسين في حرب أكتوبر برمي الألغام أمام الدبابات الإسرائيلية، واستشهد أثناء تلك العملية، التي كانت تعتمد على إلقاء الألغام على مسافة 5 أمتار من مدرعات العدو، بينما يفتح الجنود النيران عليها أثناء تقدمها وسطها.




البحيري.. محطم نجدات العدو
استشهد أثناء تعرضه لقصف وقت زرعه الألغام أمام نجدات العدو المدرعة والميكانيكية.

السرساوي.. بطل صواريخ البحر
أحد أبطال القوات البحرية.. نال شهادته وقت مواجهته زوارق العدو البحرية، فكان يطفئ الحرائق التي تضرب لنشه، بينما يواصل قتاله، إلى أن احترقت يداه قبل أن يجود بحياته.

غنيم.. بطل الزوارق
واحد من قادة البحر الذين أطلق عليهم صحفيو الغرب «سادة البحرين الأحمر والأبيض»، قاتل بلنشه 90 دقيقة متواصلة، وتلقى 12 قنبلة من طائرات الفانتوم، واستمر يناور ببسالة إلى أن نال الشهادة.



عدلي مرسي.. بطل البحرية
أحد أبطال البحر الذين قاتلوا في معركة الصواريخ، ونجح في إسقاط 3 طائرات هليكوبتر إسرائيلية حاولت قصف لنشه، ونال شهادته في معركته مع لنشات للعدو.

شبل.. بطل اللنشات
طارد قاذفات العدو أثناء اقترابها من وحدات البحرية المصرية، وكان أحد أبطال معركة البحرية العالمية في 8 أكتوبر 1973.

سيد هنداوي.. بطل الدبابات
جندي من قرية شنطور، بني سويف، قاد دبابته في القطاع الأوسط بسيناء وهي محترقة، واقتحم بها وحدة إسرائيلية تضم قوات المشاة فانفجرت فيهم.


شنودة.. بطل الشط
أحد أبطال الصاعقة، أصيب بمدفع رشاش هو وقائده غريب، وحمل كل منهما سلاحه وواجها 3 دبابات إسرائيلية، إلى أن استشهدا وكل منهما قابض على بندقيته.

فاروق.. بطل جنيفة
في منطقة جنيفة، دارت معركة عنيفة أسفرت عن استشهاده، بعدما قاتل لمدة 96 ساعة متواصلة، وتمكن من أسر طاقم دبابة إسرائيلية بمفرده، إلى أن أنهت 4 طائرات للعدو حياته.

الكسار.. بطل الكمائن
اشتهر بتدبير الكمائن الناجحة للدبابات الإسرائيلية، وكان يفتح رشاشه على جنود العدو الهاربين من دباباتهم المحترقة، واستشهد بعدما دمر 4 أطقم دبابات بمفرده.



نشأت.. بطل الإشارة
أحد جنود الإشارة، الذين رفضوا إخلاء مواقعهم والانسحاب، وظل صامدًا في معارك القطاع الأوسط بسيناء، إلى أن نال الشهادة وقائده بمقر تمركزهما داخل ميدان القتال.

هاشم.. رمز لملحمة السويس
استشهد في معركة السويس وسبق له المشاركة في ميدان القتال وسط سيناء.


«الهلال» أنهت تقريرها بوصف أبناء الجيش بأنهم «تجاوزوا قدرات البشر المحدودة»، في وقت كان تركيزهم على عدو خارجي بهدف «تحرير الأرض»، بينما تبدّلت الحال مع مرور الزمن فأصبحت المواجهة في قلب سيناء بهدف «تحريرها من الإرهاب»، الذي يسقط بين حين وآخر شهداء ينضمون لسابقيهم، كما حدث في «مجزرتي رفح الأولى والثانية».

Friday, April 18, 2014

غرفة رقم 8

هذا السرير ظنني ..مثله.. فاقد الروح
فالتصقت بي أضلاعه
و الجماد يضم الجماد ليحميه من مواجهة الناس !
صرت أنا و السرير
جسدا و احدا .. في انتظار المصير !

أمل دنقل

Tuesday, February 25, 2014

التجربة


Wednesday, February 19, 2014

وحيد في العاصفة



مقال وحيد في العاصفة
لـ أنسي الحاج
اكتشف بيتهوفن أن لا رفاق ولا زملاء. المؤلّف وحيدٌ في العاصفة. وكلّ لحظةٍ من حياته عاصفة.

«لقد أنجزتُ عملي»
قال وهو يستقبل سكرات الموت. بعدها بيومين، مساء 26 آذار 1827، وسط عاصفةٍ ثلجيّة أخذت بضرب فيينا، انطفأ بيتهوفن. أسلم روحه إلى مَن قد يحتملها.
لم يكن عند سريره أحد. غريبٌ من الغرباء أغمض له عينيه. لا رفاق ولا زملاء. وحدها الرفيقة الزميلة العاصفة.
■ ■ ■

لم يرث بيتهوفن عن موزار سهولته في التأليف.
كان يعيد التنقيح عشر مرّات بل عشرين، والنسخ الموثّقة من مؤلّفاته لا تُقرأ فرط ما شَطَبَ وصَحّح وأعاد وغَيّر. كان موزار هواء الموسيقى. كان أَجنحتها المخلوقة خلْقةً. في ساعات كان يبدع تحفاً. دون تصويب نوطة، دون إعادة. ولحّنَ كأنّه لم يلحّن إلّا سعيداً. مع أنّ حياته كانت في معظمها مأساة. أُعطيَ الرشاقة هبةً من السماء. الرشاقة والعفويّة والسليقة. لم يُعطَ لأحدٍ في التاريخ الأثيريّة التي أُعطيت لموزار، والبسمة الفتّانة التي انطبعت على وجه موسيقاه، كأنّها مَرَح الدهور.

بيتهوفن، على العكس، خاض التأليف كمعركة حياةٍ أو موت. كان بينه وبين الألم حلفٌ جهنّمي: أعطيك فتعطيني. وكلا بيتهوفن والألم خضعا لسوء تفاهم هلاكيّ، وخلّاقٍ بقدر ما هو هلاكيّ: الألم يفترس الصقر، والصقر تحت نهش الألم يمعن تحليقاً. إنّ السمفونيا الخامسة هي هذا: زدْني ضرباً أَزدْكَ عطاء! كأنه يطرق على بوّابة قبر ليقيم المُسجىّ من نومه. وبالفعل يقيمه. وتغدو الموسيقى عروساً في موكبها. وينسحب جو الخامسة المتوتّر لندخل في جوّ حبور التاسعة، سمفونيا الفرح الكبرى.
■ ■ ■

حين انغلق بيتهوفن تفتّح عطاؤه وكأنّه كان رهناً بعاهته.
كان «يحتاج» إلى الصعاب ليغالبها ويتغلّب عليها ويشعر بقوّته. مصارعٌ كئيب ومتكبّر ونشوان،

استعاض عن حبّ النساء بعبادة الطبيعة،
ويوم كان لا يزال يَسْمع، خلّدها بالسمفونيا السادسة «لا باستورال». وكما افتقد العشق النسائي افتقد ذوي الأنفة والأخلاق، فاستعاض عنهم بتمجيد المتمرّدين أمثال كوريولون وأغمون وبروميثيوس، ولولا قليل لمضى في تمجيد نابوليون كبطل للثورة الفرنسيّة، غير أنّه صُدم به يوم نصّب نفسه أمبراطوراً، فمزّق الإهداء الذي خصّه به على الصفحة الأولى من السمفونيا الثالثة، «سمفونيا البطولة»، وقال عنه باحتقار: «هكذا سقط القناع وبان الرجل مجرّد إنسانٍ عادي. سوف يدوس هذا الشخص جميع حقوق الإنسان! لن يأبه لغير طموحه وسوف يضع نفسه فوق العالم، كما فعل قبله جميع الطغاة».

هذا الوحيد الأصمّ عاش في الواقع مع صُوَر خياله وتموّجات حياته الداخليّة. تألّم جدّاً للحظوة الفائقة التي نالها روسّيني لدى أهل فيينّا، وانقهر قهراً لصعود نجم ملحّني الفالس وعلى رأسهم جوهان شتراوس، فيما كان بيتهوفن يغوص في الفقر والبؤس والمشكلات العائليّة. ومع ذلك واصل خَلْقه، ومعه واصل مدّ الجسور بين موسيقى «الباروك» وطلائع الرومنتيكيّة، وصولاً إلى فاغنر، فاغنر الذي، لدى سماعه السمفونيا التاسعة، هذا النشيد العظيم للفرح، هَتَف: «إنّي أؤمن بالله، وبموزار، وبيتهوفن!».
■ ■ ■

عام 1814 كان تاريخٌ آخر.
عزفٌ على البيانو يحييه بيتهوفن في فيينا، مُسَتّراً على صممه. بعد ذلك بثماني سنوات أراد، رغم استفحال الصمم، أن يقود بنفسه الأوركسترا في تمرينها الأخير، قبل الحفل للجمهور، على أوبّرا «فيديليو». كان كمَن يحاول إقناع الجمهور بأنّه انتصر على عاهته وتعافى. وقاد الأوركسترا. وظلّ يقودها، يقود المغنّين والعازفين، رغم أنّ الأوبّرا انتهت.
لقد انقطع كلّ اتصالٍ بينهم وبين المايسترو. راحوا يحدّقون إليه مذهولين بهذا المعلّم الذي واصل القيادة وسط بحرٍ من الصمت، كبحّارٍ مجنون يقود سفينة وهميّة في بحرٍ وهميّ. وجاءه من صديقٍ في القاعة كلمة على ورقة: «أرجوك، أرجوك، أستحلفك بالله، لا تُتابع. في المنزل أشرح لكَ السبب».

ولاذ بيتهوفن بالفرار كتلميذٍ رسب في امتحانه.

■ ■ ■

للحقيقة، المؤلّفون هم هذا المعلّم الذي يظلّ يؤلّف ويقود بعد أن ينتهي الآخرون من أداء أدوارهم. المؤلّف، للحقيقة، هو هذا التلميذ الراسب رغم عظمته. المؤلّف لا يتوقّف عن التأليف. صاحياً أم نائماً. حيّاً وميّتاً. لا يرسب إلّا في عيون الراسبين، للحقيقة. الجمهور الوهميّ هو جمهوره الفعلي. هو أخوه وأمّه وأبوه ورحمته. هو ذاته. هو رأسه. هو الرحم التي وَلَدته والرحم التي سيعود إليها.

أحسَّ بيتهوفن ذلك النهار بالعار.
لقد أشعره محيطه بالخجل من نفسه. بأنّه مهرّجٌ خَرِفٌ أحمق.

عملاقُ السمفونيّات سقط في الفحص الاجتماعي. مع أنّه فحص الرفاق والزملاء.

اكتشف بيتهوفن أن لا رفاق ولا زملاء. المؤلّف وحيدٌ في العاصفة. وكلّ لحظةٍ من حياته عاصفة.

«لقد أنجزتُ عملي» قال وهو يستقبل سكرات الموت. بعدها بيومين، مساء 26 آذار 1827، وسط عاصفةٍ ثلجيّة أخذت بضرب فيينا، انطفأ بيتهوفن. أسلم روحه إلى مَن قد يحتملها.
لم يكن عند سريره أحد. غريبٌ من الغرباء أغمض له عينيه.

لا رفاق ولا زملاء. وحدها الرفيقة الزميلة العاصفة.


----
(لروحك يا رفيقي)

Sunday, February 9, 2014

المَنسيُ

سأحلم ،
و أقف على حافة الشرفة
و أقطف بعض زهرات لأحميها
فعلى أرصفة الميدان أسفل الشرفة
يتجمد البَرَد الهش
و يمر السحاب منزها من كل ذنب
و يلفح وجه السماء بحمرة
"سبحاني"
و ينسى حكاية الشوق بينهما
يدور حول دروب النجوم
و يحسب أنه -سبحانه-
يملك الافلاك ،
و الشهب المحترقات من احلام من شردوا في الأرض

 السماء أدارت ظهرها
و الأرض وأدت مولودها
فسقط من كان بينهما في غياهب النسيان
و أغلق الجُبُ
و لم يعد هناك من يسمع الصوت

نور بدر
26 /12/2013
الخميس
الساعة 5 مساء