BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Friday, October 30, 2009

المطر الأول




وقف –هو- تحت المطر
و قفت –هي- تحت المطر
كانا سعيدين ..
كانا يحبان المطر


كان يمشي في طريقه الجبلي
بخطاويه السريعة
يفكر فيها ..
هي أول من سيحدثه عن تفاصيله
ستبتسم ..
و تعطيه بعض من أمل
تفتح أمامة جميع الأبواب المغلقة
كان يحبها ..
لأجل ذلك .. لأجل كل ذلك


كانت تتمشى في الخلاء
ذهابا و إيابا
تفكر فيه ..
تنتظر عودته
و تبتهل ..
ستخبره أنها أمطرت
أنها ذكرته لـكل قطرة مطر،
و أنها حمّلت الملائكة بدعواتها إليه
كانت تحبه ..
لأجل ذلك .. لأجل كل ذلك



في السماء سحب بيضاء
تمطر بغزارة
قطرات كنجمات البَرَد
تقبل وجهيهما




كان يراقب القمم البيضاء للجبال
كانت تراقب ألوان السماء
أحلام فوق القمم و في الألوان ..............
تبتسم فقط و لا تنحني ......................

و عند اللقاء..
يأخذهما الحديث مليا
إلى أعماق البحار ، و الكهوف الرطبة
كانا يشعران بخفة في الروح .............
كأنهم الزبد الطائر على سطح الأمواج ..................

كان يحدثها عن ثوراته
فتنبثق الكلمات على أوراقها .. تتناثر


لم يعرفا ملامح الطريق
فلم يكونا ماهرين في قراءة الكف
أو حتى بقايا القهوة المترسبة في الفنجان



كان يعشق نظراتها التي لم يرها يوما
كان يعشق قلبها ..
" أحبــك ".........

قالها من دون حتى ان يدري

" أحبك .. هل تحبينني؟ "

إرتجفت أصابعها .. و بردت اطرافها
إنتفض القلب .. سافر في كل الدنيا
ثم عاد لتقول له ..

" نعــم! ".........

هل مازالت الطيور تهاجر ؟
هل مازال الدرب يدور ؟

إنتابها الخوف للحظات
و تمنت لو توقف صوت مرور الوقت

كان خشوعها خوفا
كان خشوعه خوفا
فحتى من يرقصون التانجو
تختفي جرأتهم أحيانا !

كان ينكر ضعفه أمامها
كانت تعترف بضعفها أمامه
يتعجب
ثم يبوح بكل الأسرار

حبيبي .. " قالتها بعفوية"
.. من يدري
لعل الرقصة التالية ..............
تكون ملكا لنا ..............
.. من يدري
لعل الحرب القادمة .............
نكون أسيادها .............



و برغم الأفكار
و برغم جميع المعتقدات
-برغم كل شيء-
إبتسمت لجرأتها في الحب
إبتسم لجرأته في الحب







نور بدر
الجمعة 5-6-2009
تعديل
الأحد 5-7-2009
الساعة السابعة مساء



" وعدت نفسي سرا بأن أنشر تلك القصيدة في أول مرة تمطر فيها السماء ، و قد"

Wednesday, October 28, 2009

درويش في غرفة المصادفة الأرضية - عبر الأثير


اليوم .. أقصد الليلة ، جاءتني "هوجة" شعرية فذهبت للمكتبة و عبثت في الرف الشعري ، وجدت الكثير كالعادة و أسماء شتة لكنني كنت أبحث عن ديوان معين و في الطريق قابلت الكثير مما وضعته على قائمة الأنتظار حتى يحين موعده -الذي سيكون "هوسة"- هو الآخر .. و وجدت مبتغاي ... "راهب الليل - طاهر أبو فاث" بأوراقه الخضراء من الداخل ، و من الخارج أزرق و بنفسجي و ذهبي و هلال رفيع يحتضن نجمة مشعة بشيء ما ... قرأت فيه قليلا ، فرأيته يبتعد بي إلى شواطئ لم أرد أن اذهب إليها ، فعدت به الى المكتبة و وجدت "لابد - محمود حسن اسماعيل" و قررت قراءته لأن أبي قال لي : قد تقرأين له يوما ! و ها أنا أقرأه .


اعجبتني القصيدة الأولى "لابد" و الباقي لم يركز كثيرا في عقلي ، فقط عناوين القصائد ، لكني أنهيته في ساعتها و أعدته ، و كنت مدركة تماما أن ما أريده سيأتي على يد درويش و بدون تردد كان ديوان الأعمال الكاملة بين يدي أتقلب بين صفحاته التي أعشقها ، و كلماته التي تبعث في حياة أخرى هي التي أبغيها.


و في كلمات كثيرة و قصائد كتفرقة من هنا و هناك ، تلملمت ذاكرتي و ظهرت لي "فلاشات" جميلة كنهر ليس بمستقر ، و لكن شعور بغربة تأكدت لي عندما كنت أقلب صفحات الكتاب و وجدت عنوان قصيدة "النهر غريب .. و أنت حبيبي" فعلمت أن روحي كانت سباقة في العلم بذلك و سرها قلبٌ مسافرٌ تحت المطر.
و كان من ربيع الصدف الشتوية ، أن بعدما نام الكتاب ثائرا في مكانه ، وجدت على التلفاز فيلم وثائقي عنه -درويش- في قناة فلسطين ، فعلت وجهي تقاسيم عرفتها من دون مرآتي و لم أسأل لأن فمي يتحرك للأعلى .. "آراءة - سفر - غربة عن النفس- زيارة للوطن كسائح "فما أقسى أن تزور نفسك" - و بكاء على أرض شقيقة - ..........." و أنا سافرت حيث هناك ... و انتهى الفيلم "بتتر" فرنسي لم يرجعني من سفري حيث أن ذاكرتي كانت هناك ، و موسيقى هادئة حاولت إحتواء كلماته عبثا.


فقلت بداخلي : محمود درويش في غرفة المصادفة الأرضية - عبر الأثير

Sunday, October 18, 2009

وردة حمراء


وردة حمراء
كانت تمسكها بِيَدَيها ..
تراقبها بعينيها ..
وردة حمراء
تنتهك حُرمَتُها ..
و بإصابعها ،
تتغلغل بين وريقات ملساء ناعمة ..
تبعدها .. تفرقها
ثم –بالعنف-
تنتف أوراق صغيرة
كانت تحميها ..

الوردة الحمراء تصرخ
و عيني معها تصرخ ..
تهتز وجعا
و قلبي ينزف جرحا ..


و مازالت تنتفها
و بكل العنف
و مازالت تصرخ !

حتى أبكاني .. عطرها


أرتعشت .. ثم إنفجرت
فطارت ألوانها الحمراء ،
حبا في الحياة ..
فزينت فستاني
و كأنها هربت .. منها / إليّ
فخرجت أتباها بقاهرة الموت
أقص حكايتها .. لبستاني

عدت .. و في الليل ،
علقت فستاني
ليقبل القمر بضوئه
أوراقها الحمراء ..
فتجمعت ،
و في رفق .. حملت نفسها
و استقرت
في كأس به ماء
لتنسى آلام الأمس ..
و تحلم بضوء النهار !

نور بدر
الأربعاء 22/4/2009 ---

الساعة 10:15 صباحا / الجامعة
تعديل :
الأحد 4/10/2009
الساعة 5:00 مساء
{تلك القصيدة وجدتها مشابهه لقصيدة أمل دنقل "زهور" في ديوانه - أوراق من الغرفة 8 .. و هذا ما شجعني على نشرها ، شكرا لك}

Monday, October 12, 2009

كوني .. أو لا تكوني !

على فراش الموت "كل ليلة"
أغمض عيناي ،
فتتردد عدة اصداء لصوتان
"لا تجعلي موتك مشهدا ينتسى"
"لا تكوني كالوردة التي داست عليها أقدام الشعوب"
"لا تجعلي دماؤك يابسة على الجدران حتى يحسبها المارون خدعة"
لا تكوني كالوليد الذي أتى خائفا من الشيطان "
"ثم مضى متعجرفا ليهوي في الحفر


!كوني .. أو لا تكوني

11/10/2009
السبت

Saturday, October 10, 2009

هذا تراثي

هذا تراثي ...
"أعتقد أنه تزامن(عرضا) مع جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها أوباما ، و مع ذكرى نصر أكتوبر (36) عاما ، و مع إنتهاكات
"الأقصى ، و مع تاريخ عريض من تراثي أصر على معرفته ! ...... أعتذر منكم لأنه يبين ضعفي
***

أماه ، ألم تسمعي بالنبأ الرهيب ؟

نعم ، أماه ، لقد تخليت عن رقتي و فار التنور بداخلي ... نعم ، بكيت لا إراديا عندما سمعت أغنية وطنية لوردة "حلوة بلادي ، السمرا بلادي" و كدت أركع هيبة لبلادي ، فلقد خالطتني مشاعر و كأني لم أعرفها من قبل ، مشاعر عزة عرفها شعبي العربي ، مشاعر وحدة مزقتها الحدود .. مشاعر ذل ، و قهر ، و ظلم و ظلام يأكلني ... مشاعر نصر ولدت معي/داخلي بدمائي و لم يطمسها غبار السنين و لو مر (36) من الزمن ...

أماه ، ألم تسمعي بعد بالنبأ الرهيب ؟

نعم ، حلمت برمال سيناء حتى قبلتها ملتهبة -تحت قدمي- و جريت في خنادقها و صرخت الله أكبر "محمد أفندي رفع العلم" ... نعم ، أماه ، لقد تخليت عن رقتي و فار التنور بداخلي كرياح الصحراء ، شريط دار بداخلي ... هم يدعون بأنا نسينا ، ألم يسمعو ؟ لم أنساك يوما فلسطين .. أتذكر الحرب (48) و قبلها ، أتذكر مذابحهم في دار أبي ، في الحقل ، في الدير و المسجد ... في النكسة ، كنا كالفراش المبثوث نحفر قبورنا بأيدينا ، ثم يأتينا سكيرا يذبحنا ، و يلقينا ضحايا في أراضينا ...

أماه ، ألم تسمعي بعد بالنبأ الرهيب ؟

ألم تسمعي عن عذراء دنشواي ؟ ألم تسمعي عن مصر و السودان؟ و الفراعين الذين يطغون في البلاد ؟
نعم ، أماه ، في كل يوم أسمع كلمة "سلام" و لم أعد أعرف معناها و لا وظيفتها ! كل ما اراه ، هو المزيد من اللون الأحمر في الطرقات ، المزيد من غبار المستوطنات ، المزيد من المحادثات و الفاوضات ..

أعتذر للسادات ، عن سلام كان "للحق" / عن أمل كان يقال أنه "إرادة الرب" ... أعتذر للسادات ، فقد إغتال الرجل السلام ، و إغتال السلام الأمل ...

أعتذر للعالم عن وقاحته ، عن صمته الساخر ، عن قتامته ... أعتذر للعالم عن ذلنا ، عن دمنا الرخيص ، عن مقدساتنا ... أعتذر عن تساؤله لماذا ؟ عن جهله بالإجابة !

أعتذر لدجلة و الفرات ، فلقد تحملنا منذ عهد الرقص على صوت الكؤوس .. سكر من دماء الحسن و الحسين / من حبر الثقافة التي غرقت / ثم من غارات أمم ابت إلا أن تحشر أنفها فيما لا يعنيها ، فغاب –النهر- في سبات عميق ..

أعتذر للبحر الميت ، قال لي أن من عرفني حقا لم ينعتني بالميت .. فأنا ، ليلي ابكي ملحي الذي يزيد علي من دمعي .. هم لم يعرفوني .. نهاري أنادي لمن قد يسمع : هذه قدسي /فلسطيني/ تنادي ، فهل من عابر شاطئيا فأوصله ؟ فيأتي إلي رجل ليبكي ، فأبكي لأنه زاد من ملحي و لم يطلب حتى عبوري ..

أعتذر للنيل ، الذي إختنق من الدخان/ قصائد ساكنة / خربشات تاريخ في حائط معتقل، من أنين و آهات من لم يناموا ظلما و بهتانا .. أعتذر من أوراق صفراء مهربة ملوثة بدماء من حفروا لها مكانا بين جدران السجون .. من مجهولين عبروا مصر إلى الأراضي المقدسة ، ثم لم يعودا إلا رمادا في رياح ..

أعتذر للقدس/للأقصى/ أمّاه ، من علم دنس ساحتة ، أقدام محرمة عليه و أصوات قبيحة تعلوا على صوت المصلين .. من نيران حرمت حمائمه الأمان / كما الأطفال على التراب قتلى .. من صمت أمتنا ، من إنتكاسة قلب شيخ / كما إنتكاسة رأس رجل خُلق حرا و من يقتله ليس ربا .. من يعفو عنه ليس ربا .. ليس ربا ..
أعتذر لك من طفل ولد على أصوات الهروب/و البارود ، فكيف يحلم بعدَ اليوم بسلام ؟

أماه ، ألم تسمعي بعد بالنبأ الرهيب ؟

تركت رقتي ، و أكبرت ذلك الوحش بداخلي ...

نعم ، أماه ، أنا إبنتك

و لقد سمعت –منذ عهد- بالنبأ الرهيب !


نور بدر
الخميس 8 أكتوبر 2009
الساعة 7:10 مساء