BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Monday, August 11, 2014

كما لم تعرفه من قبل ..

يمر علي اليوم -و هو ليس اليوم بالتحديد- و توجعني ذكرى درويش ، و تلهمني ، و تكشف المستور من خبايا القلب و تنبش بأظافرها فتحك حكا في جدار القلب بعد الشرايين. و اراه من خلالك ، يلبس النظارة كما تلبسها غير ان الشعيرات البيضاء في حاجبيه تزيده بهاء. انت كما لم تعرفه من قبل. كيف امتزجت به فأصبحت تنادي على النهر البعيد خشية ان يضيع. كيف كنت تهاب الحنين احيانا فتضمه إلى صدرك و تحن عليه مشفقا على حاله منك. كنت تناجي الموت من بعيد و تسخر منه أمام الشمس فلا انت ترحل و لا هو يبتعد، مسافة الحذر بينكما متروكة للوقت. و أنا، كلما ذكر اسمى على مسمعي يدق القلب كما لو أصابته رصاصة. كيف لاسم ان يترك صداه رعشة و توجسا كما كنت تكتبه. ان تفهم كل شيء بمجرد المرور على الإسم و تفصصه على الورق أو حتى في الفراغات البينية للوهم. هو -قد- يعرف ان لاسمه حرمة و ان النطق به يغير الآيات و أن المعنى لا يكتمل الا بذكره.  كماك أنت ، أنت أنت. فكيف كان الفارق بينكما ايام ، و كيف كان لقاؤنا في الحلم وداع، و كيف كانت المرآة ثغرة للعبور ، و كيف كان الرقص و سيلة للوصول ، و كان الوصول في حد ذاته لا ينتهي. لي هوس تجاه نفسي، بتفسير الأحاديث و الأسماء و الأبيات و كأنها لي ، لست واثقة من أنها لي، و لست أجرؤ على تأكيد ذلك و لا السؤال عنه حتى اني لا أستطيع نفيه. ابحث للتأكد دون أن أقول شيئا و أترك كل شيء للإحتمال. هو التمحور حول نفسي في الوقت الذي لا اثق فيه بنفسي. و هنا كانت نقطة التلاقي. هل تذكر يوم سطرت درويش في بيته قائلا "للنيل عادات وإني راحلُ" ؟كنت أنا ، و كنت ابكي. كيف لا و كنت اقسمت بداخلي انها لي ، و أنك تسرقني في عبارة درويش و تسرق مسافتنا التي بين أرضين، و طنين .. بين ما كان و ما سيكون. أكنت تقصدها بمدلول "و إلى لقاء إذا استطعت" ؟ .. لم تكذب في اللقاء كما لم تكذب في الوداع. و علمت ان اسمي يدل علي و لا أحد يدل علي سواي؛ و هنا تكمن المفارقة. فأنا لست أنا بدونك.


نور بدر
11/8/2014
الإثنين - الساعة 2:30 بعد منتصف الليل
في ذكرى محمود درويش