BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Tuesday, August 10, 2010

فنار الأسكندرية


الأسكندرية : لن ترفع الراية البيضاء 2

بعدما هاجت الدنيا و قامت و قعدت لأجل منع إقامة المطاعم و الكافيهات * في مكتبة الاسكندرية أمام البحر لأجل السياحة و رواج المنطقة و زيادة أعداد الوفود - حيث الصرح الثقافي الاكبر- نفذت الحكومة ما أرادت كعادتها و تركت للشعب حرية غختيار الحائط المناسب لضرب رؤوسهم فيه ... و لأول مرة أرى صرح المكتبة بعد التجديدات في زيارتي الأخيرة للأسكندرية الشهر الماضي ، و رأيت مبنى مدرج مليء بكل الأسماء المشهورة لتلك المطاعم و الكافيهات و هي بالطبع مكتظة بالبشر و اراهن على أن معظمهم من المصريين سواء الزوار أو أهل الإسكندرية أنفسهم.

رايتها و كأنني رايت الشيطان يرقص هناك في موضعها : بعدما وقف أهل البلد و الرفاق هناك منقوعين تحت الشمس أمام المكتبة إحتجاجا ، تمضي الأمور عادية جدا ، و يسارع الناس ليملأوا تلك الاماكن ، و يملأون بطونهم من هذا الهراء ... إحباط و حسرة لا حدود لها أراها و أشعر بها مع كل محتج لم يرد أن يرى تلك المهزلة ... و يزداد الشعور عندما يعيدوا على مسامعنا أسباب هذا القرار الرجعي منهم ، الا و هي : ليرتاح القارء و ينعم بالقراءة أثناء الأكل أو الشرب في المقهى .. لنروج للسياحة و إزدياد أعداد مرتادي الاسكندرية .. و لنمزج الثقافات و ننشر الثقافة و ، و ، و ... و كلها أمور مشتبهات .

و من قال لكم أن الاسكندرية الساحرة و المثقلة بكل هذا التاريخ العظيم تحتاج للترويج لها ؟ أو تحتاج لمثل تلك الإضافات المزرية لزيادة السياحة فيها ؟ .. و حتى لو شعروا بأهمية تلك الاماكن ، لكانت بالأولى أن صارت محلية ... اي أنها مطاعم و مقاهي لها رائحة الطعام المصري و الأجواء السكندرية لإتاحة عمل لمواطنين مصريين اكفأ و يعملوا في أماكنهم الخاصة و تحت أسماء مصرية. و هذا أخف الضررين. لكني في العموم ضد تلك الفكرة ، لأن :
أولا : تلك الأماكن في كل مكان في الأسكندرية نفسها و على طول الكورنيش
ثانيا : أماكن الثقافة يجب أن تحترم ، كمكان عام ، و كجنسية ، و كرقي ثقافي و علمي
ثالثا : أن المال الذي تحتاجة المكتبة لا يجب أن يأتي منها ، بل من مخصص تخصصه الحكومة للإنفاق عليها

و ما جعلني أفتح هذا الموضوع في الأساس ، خبر** آخر صادم : هو أن الصين تعرض على الحكومة المصرية أن تقوم بإعادة بناء فنار الأسكندرية "الذي هو واحد من عجائب الدنيا السبع" من جيد ، و أن حكومتنا الموقرة تدرس الموضوع ، أي أنها توافق على المبدأ نفسه. و أيضا جاء خلال الخبر أن بعد إقام الفنار من جديد ، سيتم إستغلاله "إقتصاديا" عن طريق بناء المطاعم *** و المحال التجارية و الاسواق حوله لإحياء المنطقة سياحيا ! ... أي أن هذا يعني : فنار الأسكندرية صنع في الصين

يالله ، يا الهي .. لماذا يباع التاريخ بأيد ملوثة بالأموال و الدماء و الخيانة معا ؟ .. لأننا خائنون معهم للوطن بسكوننا المستمر و تخاذلنا المريع .. كيف يمكن أن يكون الفنار التاريخي يباع للصين بتلك الطريقة ؟ و لماذا لا تتبناه الحكومة لإعادته بأيدي و أموال مصرية خالصة ؟ ... "مش مليين عينكم ؟" ... ثم لماذا يتم إستغلال مكان أثري إستغلالا "إقتصاديا" ؟ ألن يكفيهم الرسوم التي سيقيمونها علينا و على السائحين لزيارة المكان فقط ؟

لا أفهم .. أقسم أنني لا أفهم ! ...... و لا أريد أن أفهم سوى ان بقايا الفنار المقدسة لدي تبقى بقايا باقية تاريخية محتفظة بمكانتها الخالدة ، على أن تصير قائمة مشوهة بلا قيمة حقيقية ... الفنار الذي لم تحطمه غير الطبيعة ن لن تحطمه أو تمحوا قيمته يد الإنسان.


نور بدر
10/8/2010 - الثلاثاء

"العنوان يشبه إلى حد كبير عنوان مقال د. أحمد خالد توفيق عن موضوع مكتبة الاسكندرية و أنا اقتبست معناه"
المطاعم و الكافيهات الأمريكية *
جاء الخبر في جريدة الشروف المصرية **
نفس المطاعم المذكور - الأمريكية ***