BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Thursday, May 21, 2009

خريف ... في ربيع العمر



ما قد قيل .. قد قيل ... ما قد كتب .. قد كتب ... رفعت الأقلام ، و جفت الصحف ... و لكن ، هل ترى أمل في العودة ؟ ... أعتقد أنك تستطيع ... فقط لو أردت ...

نعم أستطيع ... مادمت معي –يا الله- أستطيع ... و لكن لماذا يستمر الناس في تحطيم تلك الصورة الكاملة لدي ؟
أكره الناس ... لذلك السبب ... أكره الناس عندما احبهم ...

أكره نفسي لأن بها تلك الشرور ... لأنها ضعيفة ... تدور حولي ... توسوس لي ... لا تتركني أهدأ ... أحب روحي ، لأنها بيضاء ، غير ملوثة ... لأنها من روح الله ...

أكره الأشياء المادية ... أكره الجسد ... أكره المحددات ... صندوق من العاج الفرعوني يحتجز أفكاري ... تعاويذ ذهبية تزين الصندوق ... كأنه تابوت الحياة ...

أحب تلك الهالة المحيطة بي ... تمنحني حيزا لا نهائيا من – أنا - ... تعرّفني ... تمنع الأخرين من تجاوزي ... تجعلهم يقفون أمامي ... لحظات ، ساعات ، أيام ، سنوات حتى ... من هي ؟

لا أريد لذة أو متعة كالتي يشتهيها البشر ... أريد زبد البحر ... عندما ترتطم موجة وراء موجة ... تتطاير حبيبات في الهواء ... ذرات الماء تلامس وجهك على الشاطيء ... تذكرك بطهرك الإنساني ... تأخذك للحظات ... ذلك أنا ...

يقولون أنك لا تختار الأشياء التي تؤمن بها ... هي تختارك ... يقولون أن هناك من يولدون عظماء ... و هناك من يصنع العظمة ... و هناك من نؤمن بعظمتهم ... ... ... لا أريد أن أولد عظيمة ... بل أصنع العظمة ليؤمن الأخرون بعظمتي ...

سوف ينفجر جسدي طاقة بركانية ... عقلي ينصهر ... أريد أن أنطلق ... ذلك القالب – الجسد – يمنعني ... كأن الله قد نفخ فينا من روحه ، قوة و إرادة عظمى ، ليتحكم فيها الجسد الطيني ... ضعف و وهن و تردد ...

نفكر كثيرا بالنهاية ... لبداية شيء جديد ؟ ... هل نخاف الإعتراف ... المسؤولية ؟ ... واثقون نحن مما في داخلنا ... لما لا ننطق ؟ ... لا شيء واضح ... واضح و غير واضح ... حديث لا فعل ... رقابة دائمة ، يملون عليك بألسنتهم و يمنون ... لا يصمتون أبدا ... ذلك المرض الذي يدعى التحكم ... إذا ، فإنفخ في الصُور ، ليعرف كل حي قدره ...

ما قد قيل .. قد قيل ... ما قد كتب .. قد كتب ... رفعت الأقلام ، و جفت الصحف ... و لكن ، هل ترى أمل في العودة ؟ ... أعتقد أننا نستطيع ... فقط لو أردنا ...

قد قلت قبلا : أنا إبنة هذا العالم ... إبنة البحر من الشمس ساعة الغروب ... ذلك الشفق الأحمر ... يرمي بضوئه على الجبل الشامخ ... فيتحول إلى عقيق ناري ... تنعكس صورته على الشلال المنهمر من تصدعاته ، كأنه أحزان كونية ...

أقول أني مجرد عابر سبيل ... أبَى أن يكون ضيفا ثقيلا ...
غريب عن الدنيا ... قد طال مكوثي ... لا أريدها ... لقد تعب القلب من كونه قلب ، أو لأنه قلبي ... لقد تأخر البراق ... متى أعود لموطني الأصلي ؟


نور بدر
الإثنين
الساعة 12:00 ليلا
16/2/ 2009