BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Tuesday, June 30, 2009

لوحة سريالية

أمسِكُ ريشة
و برشاقة ،
أرسم لوحة سريالية
حمراء .. حمراء
أودع فيها أحزاني
لأجد الأحزان في فزع
تهرب منها ...
لا أهتم ..
و أرقص ..
على أطراف أصابعي
رقصة بدوية ..
على موسيقا المزمار البدوية
و اللوحة تراقبني ..
في ترقّبٍ للإكتمال
و تدغدغها ريشتي
أدور حولها ..
أفتِنُهَا ..
فَتَفتِنُنِي ..

اللوحة تكتمل
و لم تكتمل رقصاتي بعد
اللوحة تبتسم
و لم تهرب الأحزان بعد
تنفضها في عنف ..
فأهشمها تحت قدميّ ..
و تستمر رقصاتي
حتى أني كدت أرى ..
الخطوط الحمراء .. تتلوى
تلتف و تنحني ..
لتضع لمستها الأخيرة .. بنفسها
فتبهرني ..

هدأت الموسيقا ..
و هدأ الرقص البدوي ..
لأرى شخصين
و في اللوحة ..
تبدأ ..
رقصة ..
جديدة ..

نور بدر
الخميس 23/4/2009
الساعة 3:00 عصرا

Tuesday, June 23, 2009

الثقافة و المقاومة – إدوارد سعيد

الثقافة و المقاومة – إدوارد سعيد


حاوره : دايفيد بار ساميان
ترجمة : علاء الدين أبو زينة


http://www.4shared.com/file/56201210/95219a6a/___.html?s=1


****


" ربما يذكرنا هذا اللقاء بداية بقصة البحار القديم في قصيدة كوليردج الشهيرة the Rime of the Ancient Mariner التي تحكي قصة بحار قديم جاء من أقاصي الأرض محملا بالتجربة و الحكمة و هبط إلى عالم الناس. و في الليل إلتقى برجل كان في طريقه لحضور حفلة الزفاف ، فإستوقفه ليقص عليه حكايته. تردد الرجل في البداية لأنه كان على موعد مع الزفاف ، لكنه سرعان ما وجد نفسه مسمرا في حضرة هذا الملاح. و لشدة ما أبدع الملاح في سرد الحكاية و جد الرجل نفسه مأخوذا و مشدودا لسماع القصة قبل أن يواصل سيره للعرس . و ما إن انتهى البحار من رواية قصته ، حتى شعر الضيف أن مشاعره قد تغيرت. و هكذا ، تنتهي القصيدة بنهاية تلخص تجربة إنسانسة تتخطى حدود الزمان و المكان : أفاق الرجل في صبيحة اليوم التالي و قد صار أكثر حزنا و حكمة" - من مقدمة الكتاب بقلم محمد شاهين


هذا تماما ما شعرت به عندما قرأت ذلك الكتاب الرهيب ... إدوارد سعيد كان أشبه بهذا الملاح ، و كنت أنا ذلك الرجل الذي رمى به القدر في طريقه ... فقط ، كلما توغلت أكثر في الكتاب ، شعرت برغبه شديدة في أني أريد أن أقرأ أكثر و أكثر ، و أن أظل في حضرة ذلك الرجل أطول فترة ممكنه ...


ثلاثة أيام و ليالي عكفت فيها على قراءته ، كل يوم 5 – 7 ساعات يوميا تقريبا .. صباحا أو ليلا حتى الفجر ... و عندما إستيقظت في صباح اليوم الذي إنتهيت فيه من هذا الكتاب .. كنت قد إزددت حكمة و حزنا فعلا .
شعرت بأني بقراءتي هذه ، قد حُملت مسؤولية كبيرة جدا تثقل كاهلي .. مسؤولية كبيرة جدايجب ألا أحملها وحيدة ...


بين طيات هذه الصفحات .. تناول المحاور مع إدوارد سعيد مواضيع كثيرة ، و نقاط حساسة و مثيرة .. و أحب أن أتناول بعضها معكم هنا :


بداية ، تحدث عن معنى الثقافة ، فقال أن " ماثيو أرنولد في مقالته الشهيرة "الثقافة و الفوضى" قال بأن الثقافة هي : أفضل ما قيل و ما جال في الفكر. و كذلك أن الثقافة هي معبر إلى الجمال و الإشراق و تمثل الخلاص من الحياة المادية. و قد آمن آرنولد أن الثقافة قيمة عالية تمتلكها صفوة المجتمع ، بينما كان ريموند وليمز يؤمن أن الثقافة ليست للصفوة ، بل هي ثقلفة جمهور و ثقافة مجتمع ، للفرد نصيب فيها مثل المجتمع كل يؤثر في الآخر.


أما عن الثقافة من وجهة نظر إدوارد سعيد ، فهي نمط من العيش يمارسه المجتمع بتلقائية تجعل من الصعب إخضاعه لمنطق جاهز أو تبرير مسبق. أي أنك تكون مثقف عندما يكون لديك منطقك الخاص ، و آرائك الخاصة و الا تكون منساق وراء منطق و آراء الغير ، و يكون لديك الجرأة و الحرية الكافية في إختيار موقفك و التعبير عنه بكل حرية .
و يخبرنا إدوارد سعيد أيضا أن الثقافة تمتلك عنصرا كونيا يجعلها تسمو على الإقليمية و القومية و المحلية و الآنية و العرفية و الطبقية ...... إلى آخر تلك التصنيفات التي ظلت تثقل كاهل الثقافة. حيث أن ثقافات العالم متداخلة و أنها تأخذ من بعضها و تعطي بعضها.


***


كان إدوارد سعيد منتميا تماما لقضية بلاده ، قضية فلسطين و كان يصفها بأنها أقل القضايا شعبية على الإطلاق. لسنوات طويلة كان إدوارد هو المتحدث الرسمي بإسم القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة.
" إن فلسطين قضية غير مجزية .. فأنت لا تأخذ شيئا في المقابل إلتزامك بها سوى الإزدراء و النبذ .." من أقواله.


و هو في الحقيقة محق تماما فيما يقوله ، في أي مكان هذا ما ستقابله لمجرد الحديث عن القضية ، و يؤسفني بشدة أن أقول حتى في البلاد العربية هذا ما ستقابله في كثير من المواقف ..


"كم من الأصدقاء يتجنبون الخوض في هذه المسألة ! ، و كم من الزملاء لا يرغبون في سماع أي خطاب فلسطيني ! ..." و هذا تماما ما قد يواجهه أي مواطن عادي عربي مهتم بقضية فلسطين ، خوفا من الإعتقالات أو في عدم إقتناع بآراء معينة ، أو كعادة كل العرب .. لماذا نحارب نحن ، و لماذا نبدأ نحن بالحرب ؟ .. لماذا الحرب أصلا بينما السلام متاح بين ايدينا ؟! .. ثم نبدأ بإختيار مبادرات السلام التي أشعر بأنها لم تصبح مبادرات بعد الآن من كثرتها ... و نحن أساسا لسنا على علم و لا نمتلك مهارات التفاوض أمام العدو أو أمريكا أو الإتحادات الكبرى أمامنا ...

و إستكمالا لحديثه "و كم من الليبراليون المتحمسون من الوقت في الإهتمام بقضايا البوسنة و الشيشان و الصومال و جنوب إفريقيا و فيتنام و الحقوق الإنسانية و المدنية في أي مكان على وجه البسيطة ، و لكنهم لا يفعلون شيئا من ذلك عندما يتعلق الأمر بفلسطين أو الفلسطينين؟" ..


و من خلال تلك الكلمات .. أستطيع أن أربط بين ما قاله إدوارد سعيد عن الثقافة و عن القضية الفلسطينية ... حيث أننا لا نملك ذلك القدر من الثقافة الذي يجعلنا أحرارا في إختيار موافقنا الحقيقية ، بل الإختباء و راء الأقنعة المزيفة لإرضاء الآخرين .. من هم ؟ .. لكل منا من يخشاه و من يريد إرضاءه بطريقة أو بإخرى !
لا يمكننا إخفاء ذلك ... تلك حقيقة موجودة ، و لكننا نستطيع أن نحصل على حريتنا و ثقافتنا مع إرضاء الآخرين عندما يتقبلنا الآخرين بآرائنا و معتقداتنا و حرية إختيارنا للأشياء ، و عندما يمتلك هو الآخر تلك الحرية و الثقافة ، عندها سيقدر و يفهم و يشعر بالرضا لإمتلاكنا تلك القدرة ... سيحترم تماما تلك العقلية و منطق من أمامه .. سيأخذه بالجدية و الحوار الراقي ، ليس لإقناع الآخر بوجهة نظره ، بل لطرح الأفكار على الطاوله ، و النقاش فيها و الإستفادة و الوصول للحقيقة ، و لتبادل الثقافات ، و ليزيد من إدراكه للموجودات و الحقائق من حوله. و قد يتضح لأحد الأطراف فيما بعد بخطأ رأيه ، أو عدم منطقيته بينما الصواب عند الآخر. أو يتضح أن الرأيين على صواب و يكملا بعضهما من زاويتين مختلفتين.. عندها لا أستطيع أن أطلق علي ذلك إرضاء الآخرين .. بل عرض و إتفاق.


***


تحدث إدوارد سعيد أيضا عن التطبيع مع إسرائيل عن طريق السفر لفلسطين ، حيث أن هناك الكثيرين ممن يرفضون السفر إلى فلسطين حتى لا يختم جواز السفر الخاص بهم بختم إسرائيل .. و لكن هذا خطأ ، فيجب أن يكون هناك سفر من جانب الأقطاب الكبيرة و الثقافية من جميع الدول العربية إلى فلسطين و إلى الجامعات هناك لمقابلة الطلبة و إقامة جسر للتواصل معهم ثقافيا و إنسانيا .. حتى لا يشعروا بأنهم منبوذين ، أو وحيدين في العالم و محجوبين عن كل جديد و عن التعامل الطبيعي مع جيرانهم العرب .


و هذا يذكرني بدعوة وزير الأوقاف المصري بالسفر لزيارة الأقصى و الصلاة فيه ، و زيارة فلسطين مادام هناك سلام بين البلدين .. لأن هذا من حقنا ، لأن هذا المسجد ثالث الحرمين من حق جميع المسلمين ، و بعدم السفر إليه نحن نترك حقنا لمن لا حق له فيه من الأساس .. و قال أنه سيسهل الطريق و السفر و سينظم تلك الرحلات إليه .. و لكن هل من سينفذ أو يلبي النداء ؟


و يقول أيضا في كتابه ، أن أمريكا و إسرائيل و معظم البلدان ، لا يعرفون شيئا عن حقيقة العرب و تاريخهم ، و لا يعرفون شيئا عن المسلمين و الإسلام .. و لا يعرفون شيئا عن معاناة الشعب الفلسطيني ، حيث التعتيم التام و الخالص على أي معلومات عنا .. حيث أنهم مازالوا يعتقدون اننا بدو متفرقون في الصحراء ، و نركب الجمال و الحمير .. أننا بلا ثقافة ، بلا حضارة ، بلا هوية ، بلا تقدم أو تطور ... و الدليل على ذلك بأنهم يعتقدون أننا نتعامل على أساس العنف البربري الهمجي ، و في مرة كان أحد الساتذة يدرب مجموعة مديرين في شركة للسيارات ، فقالوا له : "مالكم و مال السيارات .. انتوا لسة بتركبوا الجمال!"

أنهم يتعاملون على أساس غيابنا ، و ليس على أساس و جودنا .. و لكي تقال كلمة حق في صالح القضية ، يجب أن يقال أمامها خمسة كلمات في حق إسرائيل ، هذا غير الإتهام الجاهز دائما بأننا –أو أي أحد يقف معنا- ضد السامية !
فإسرائيل تحاول جاهدة أن تخفي الماضي البشع الذي إقترفته في حق العرب و فلسطين خاصة عن العالم ، و تظهر براءتها الخالصة .. فهذا هو خوفها الأكبر "التنقيب في الماضي" ...


لذلك ... يقول إدوارد سعيد أننا يجب أن نسعى جاهدين لأن ننشر التاريخ و الحقائق للعالم ، و أن نثقف أنفسنا جيدا ، و نطرد الجهل من عقولنا و تصرفاتنا و أن ننبذ طريقة العنف في الحوار و التصرفات و ردود الأفعال .. و يجب أن نركز على الجماعات الصديقة في أمريكا و الغرب ، و الجامعات ، و الكنائس ، و المجتمع اللاتيني و المجتمع النسائي ......... التي تجاهلناها نحن بكل بساطة.


و يجب أن يكون هناك قيادات جديدة .. تجديد للدم ، و السياسة .. قيادة جديدة من المثقفين ..
قال أفلاطون : "لن يتحسن المجتمع ما لم يحصل الفلاسفة على سلطة سياسية أو يصبح السياسيون فلاسفة"


يجب أن نسمع صوتنا للمجتمع الصهيوني اليهودي .. أن نخبره بأن الصهيونية لم تقدم شيئا على الإطلاق !


حيث أن الفلسطينين لا يملكون خيارا سوى المقاومة حيث أنهم لا يعاملون إلا بالعنف و القوة و القهر .. و حيث أنه لا مجال للتفاوض لأن الساحة السياسية مليئة بالفخاخ ..


و لكي نقوم بذلك .. يجب التركيز على طبقة المثقفين – الصحفيين – المنظمات المستقلة على الفرد نفسه لإيصال أفكارنا ، و المعلومات التي نريدها ... و أيضا تفعيل دور الإنترنت – المقالات – الأفلام الوثائقية – الإعلانات – تنمية و عي الفرد العربي و المسلم حتى يعرف الطريق الصحيح لتوصيل تلك الأفكار .. تنمية وعيه سياسيا حتى لا يكون مغيبا عما يحدث في الساحة العالمية .. حيث علق آماله علينا نحن الشباب صناع المستقبل و الحياة .. نحن الدماء الجديدة التي تجري في عروق الوطن ..


نور بدر
الثلاثاء
23/6 / 2009

Friday, June 12, 2009

لوحات أميديو مودلياني

Amedeo Modigliani





***

Modigliani's Painting

(Jeanne .. his wife)





Lola .. (model)



****

othor links fro his paintings :

Lola
http://www.flickr.com/photos/underwaterclownconspiracy/387972690/

A man with a pipe
http://www.flickr.com/photos/ujwala/259741164/


________________________________

الفنان البوهيمي - أميديو مودلياني

Amedeo Modigliani

Born : 12 July 1884
Livorno, Tuscany

Died : 24 January 1920 (aged 35)
Paris, France

****
الملاك الفاسد ...أميديو مودلياني

بقلم : يوسف فرانسيس

كنت جالسة في غرفة المكتبة ، على "الأنتريه" أذاكر .. و لكني في كل مرة أجلس فيها هناك ، لا أستطيع مقاومة كل ذلك الكم الهائل من الكتب في المكتبتين أمامي .. قادتني قدماي للمكتبة الفنية و الأدبية .. تجولت فيها و توقفت خاصة -ككل مرة- أمام كتب جدي القديمة .. و لكني لم أجد ما يناسب مزاجي في كل تلك الأغلفة السوداء ... فهبطت عيني على رف الروايات ، و هي تقرأ نفس العناوين التي تقرأها كل مرة ..

توقفت عند ذلك العنوان الأزلي "الملك الفاسد" .. لطالما قرأت ذلك العنوان مرارا و بغير إهتمام نظرت إليه و عيناي تحاول إختراق ذلك اللون الأزرق الذي يخفي العنوان الباهت الأسود .. "الملك الفاسد – مودلياني" .. ماذا ؟ مودلياني !!! ... خطفت الكتاب سريعا و نظرت للغلاف و العنوان من جديد .. الملاك الفاسد- مودلياني .. لم أستطع أن أخفي فرحتي العارمة التي إجتاحت كل خلجات نفسي و زوايا جسدي .. إنه مودلياني الذي حدثني عنه و قلت له أني سأبحث عنه في المكتبة .. لقد كنت أشعر بأني سأجد ذلك الرجل متخفيا بين الكتب الأخرى ، ليخفي ملائكيته عني حتى تحين اللحظة المناسبة !

لقد ظللت عدة أعوام أقرأ العنوان بطريقة خاطئة ، و لم أعيره أي أهمية ، أو أني لم أكن أساسا أعرف الرجل حينها ! ... نظرت للغلاف و لم أتأمل كثيرا حيث أني كنت متلهفة لقراءة ما وراءه من صفحات .. قرأت الإهداء ، بأذناي ، و بقلبي :


... إلى كل إمرأة شجاعة
تستطيع أن تتحمل نزوات فنان


كم ألهمني ذلك الإهداء ، و فجر أفكارا كثيرة جعلها تحوم كالأشباح في رأسي ..
قرأت المقدمة ، و كان الكاتب يتحدث عن تلك " المرأة الهزيلة العارية التي ترتجف بردا و حزنا .. و شعرها الذي ينسدل على كتفها العارية ، يضم وجهها الصامت الذي ينحني في أسى عميق " و جد فيها ذلك النبل الفني و البشري و تمنى بأن يقابل صانعها .. عندها علمت أنه يتحدث عن غلاف الكتاب .. فعدت بسرعة إليه ، و نظرت ........... و جدت عالم آخر بالفعل ، و جدت أشياء كثيرة ، مشاعر ، و مكنونات ، و .......... و قد تجرأت و جمعت كل تلك المعاني عن الصورة في كلمة واحدة " الحياة " .........0

بالفعل .... " الحياة " ..... تلمست أطراف الغلاف و لم أجرؤ على تلمس المرأة المرسومة نفسها .. فقط كانت عيني تتأمل في صمت قدسي رهيب .. من قد يستطيع أن يجسد الحياة في خطوط رفيعة قليلة ، و ألوان جريئة هادئة طبيعية في نفس الوقت ؟ ... كلما أنظر لها ، وجهها ، و جسدها ، أشعر كأني أراها لأول مرة .. و تنتابني مشاعر اخرى جديدة بعيدة كل البعد عن مقدرتي في وصفها !

و على ضوء الشموع "بسبب إنقطاع الكهرباء" ، و في جو ثقيل بالحرارة .. بدأت أقرأ ......... لم اتوقف إلا عندما جاءت الكهرباء ، فإنزعجت و دخلت غرفة المكتبة من جديد ، و أغلقت الباب ، و أضأت نفس الشمعة ، و أكملت القراءة ..........

مرة أخرى تُقطع حبال أفكاري بقدوم أمي و أبي إلى المنزل ، و جلسنا قليلا نتكلم و أنا أشعر بشيء يجذبني بشدة و على غير هوادة للغرفة و مودلياني و المرسم الضيق و رائحة الألوان و الفوضى و شوارع باريس المظلمة و أصوات فنانيها السكارى ، و صوت مودلياني يردد أشعار " دانتى" ... فنهضت و نظرت للقمر ، و كأني أطلب منه شيئا ما .. لم أدر كنهه ، و لكنه –القمر- كان غير مكتمل !

و بعد سكون كل ما/من في المنزل ، إستلقيت و أناملي تتلمس صفحاته مرة أخرى ... .......... ...

سفر ، و وداع ، قلب يمزقه الحب ، عينان تدمعان ، أيدي تتلامس بينما تتسلل إليها الرجفة ... عودة و حب طاهر ، و حرب ، و زواجهما أخيرا .. .... "جين و مودلياني" .... .. و لم تكن سعادتهما مكتملة ، و لكنهما كانا راضيين .. و قد شعرا بالحياة مرة أخرى

ثم يأتي المرض ليتوحش في صدر مودي الرقيق الضعيف ، و تعجز جين عن مساعدته ، بل تتلقى الصفعات المتتالية ... لتعود و ترقد في حزن يلتهم جسدها ، و تدفن رأسها في صدر زوجها الحبيب البارد المرتجف ، و هو يهمس بتقطع إسمها "جين ... جين ..... جين" .. حتى إنطفأت الشمعة الأخيرة فيه مع إسمها "جين" و همس لها "إيطاليا ... إيطاليا العزيزة" ..................

و مع إنطفاء تلك الشمعة ، قررت جين أن تطفئ شمعتها هي الأخرى .. لينعما بأبديهما .....................................................................
بينما أنا أذرف دموعي في صمت و إرتجافة من قلبي و أنفاسي ، لم أمسحها ، فقط تركتها تسيل في رهبة ذلك الحب ، و في صمت أمام ذلك الفنان الذي ذُكِر و مُجّد فقط بعد موته ، بينما كان يتجول في آخر ساعات حياته الطرقات الباردة تحت المطر ، و المرض يمزق صدره ، باحثا عمن يبتاع له لوحاته الثمينة من السكارى لأجل بضع فرانكات للدواء ...... !

و في اليوم الخامس و العشرين من يناير في كل عام ... تذهب إبنتهما الوحيدة جين لتنثر الورود على القبر الوحيد الذي ضمهما سوية ، و تتلو صلاتها الصامته .

نور بدر
11/6/2009
12/6/2009
الخميس 3:15 فجرا
بعد الإنتهاء مباشرة من القراءة المستمرة في ليلة واحدة

*****

أما عن اللوحات .. فأنا لن أتحدث بغير الصمت أمامها ..... حيث تأسرني تلك الخطوط الرفيعة ، فتلهمني الصمت .................................................... .... ............ ...... ................ .. .........