BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Tuesday, January 1, 2019

الخوف و الانتظار


الانتظار .. يقتلني الانتظار و يقتلني الخوف أكثر. أدخل نفسي في متاهات السؤال و لا جواب سوى المجهول. دوامة من الاحتمالات المفتوحة و اللانهائية يتخللها الكثير من الوحدة و الانعزال. قُلتَ لي ذات مرة انني شجاعة أستطيع أن أكون. لكنني مستمرة في خذلان نفسي قبل خذلانك. لا أدري متى يمكن للعنتي أن تنفك و لا أدري متى ستأخذني الشجاعة و ينقشع عني الخوف و أحلق بعيدا فوق الناس جميعا و فوق قلبي و أطلق العنان لروحي لترى النور. متى أستطيع أن أعيش لحظة الجنون التي أدعيها و متى أسمح للمغامرة أن تأخذني في طريقها بعيدا عن سلاسل الخوف و الانتظار. الخوف من ألا ينتظرني أحد. 

ما التغيير الذي حدث لي على مدار كل هذه المدة؟ لنقل الخمس سنوات الماضية؟ بعض التغييرات الطفيفة؟ و ماذا عن الأشباح الكبيرة و الغيلان المظلمة و السحب المثقلة بالهموم؟ ماذا عن الفرص الضائعة و عن سلاسل القيد العنيدة و الهروب المستمر و الدموع و البكاء. ماذا عن عواصف الحزن التي تعصف صيف شتاء و تحمل معها أوراق العمر و ترحل بالكثير مما حملناه من حب بداخلنا. ماذا عمن أحببناهم و ظننا انهم لا يحبونا بالقدر الكافي، و عمن أحبونا و كنا سبب هلاكهم؟


سألته مرة: لماذا ننتظر؟ هل من أحد ينتظرنا ؟ قال لا وسكت... سكت و سكت العالم و غزت السحب السماء و اضمحلت النجوم و خفتت الكواكب و غلف الضباب كل شيء. فسد القمح و شاخت الحقول و تبددت الأصوات في مساحات الفراغ الشاسعة و لم تعد المسافة بين الجبل و الصحراء تتسع لشيء. 



نور بدر
1/1/2019
7:00PM

Thursday, August 20, 2015

هو

تلك الإيماءة و الهدوء في نبرة صوته .. تلك النظرات التي تصحبها تجاعيد الابتسامة .. نظرات وادعة ابسط ما يمكن ان توصف به هو الجمال. الأمر لا يخلو من بعض الأهداف السوداء الخفيفة التي تضفي عليه بعضا من عبث الطفولة و الفضول. نظرات ليس على للآخرين فهمها، بل اني لا أريد لأحد أن يعرفها أو يضفي عليها تفسيراته غيري. أريدها أن تكون لي بقدر ما أعطيه لها من حريّة.

تلك العيون التي تعطيك الإهتمام المغري بالمزيد، و لكَم أرجوها بألا تنظر إلى اولئك الذين يسترقون النظر و الكلمات، و يتمايلون في دلال مبتذل. و لكم أرجوها أن تخفف من حدتها قليلا، فالقب قد صار ضعيفا غير قابل للصدمات، و العين ذرفت ما يكفيها من الدّموع، و الرّوح صارت مستنزفة مستهلكة و على حافة الهاوية.

لماذا كان حتما علينا اللقاء، و لماذا اتقد الأمل فجأة ثم انتحر، و لماذا انهار جدار القلب بعدما انتصب ؟ كان من الاولى أن ينتحر الحب في المذبح حين بكى الطّفل بكاءه الأول خوفا، و حين كبر و حين ذاق قبلته الأولى و احترق، و حين حاول مرة أخرى و انكسر. و حين ظنّ انه تصالح مع القدر. كان من الاولى للحب أن يتركنا تائهين على الطّريق عنوة. فلا نحن نلقاه و لا هو يتبعنا.


نور بدر

20/8/2015

بعد رحلة الصّحرا البيضا

Friday, February 27, 2015

فاكر أيام زمان.. تماما: قبل ديسيمبر 2010

أتتذكّر تلك الأيام التي كانت تسبق ميلاد شهر ديسمبر 2010، ذلك الشّهر الذي غيّر مسار حياتنا قبل العالم. أتتذكّر كيف كنّا نحلم ونتسلّح بأمل الثّورة التي كنا على يقين تام بأنها قادمة. كنّا مرضى بعدوى الأمل وكنّا نفعل “كما يفعل العاطلون عن العمل: نربّي الأمل”. أتتذكّر كيف كان حديثنا المُلتهب والمجرّد من أي خوف وكيف كنّا ننظر للعالم وكأنه ملك يميننا هو والحب والأبد. كيف كنّا نشتد على بعضنا أحيانًا ونتراشق بالأشعار وبالشّعارات ثم نهدأ ونغنّي للثورة والعالم الجديد. كيف كنّا نؤمن بجل أرواحنا وقلوبنا ونهزأ من كل اليائسين الذين سخروا من أملنا، وكنّا نريهم أننا ماضون مادام فينا نفس.
أتتذكّر كيف كنا نسخر من الموت ونُجِلّه في نفس الوقت، وكيف كنّا نراه حياة تقاوِمُ في فلسطين، وكيف كنّا نقف على أرض فكرها ونناجي المنسيين هناك ونتساءل عمن اتقنوا فن الحياة هناك ونندهش من الأطفال الأقوياء اللامبالين بالبندقية والذين يحفظون الأزقّة عن ظهر قلب ويعرفون أن الأرض تحميهم والبيوت القديمة والجد والجدّة والأبواب المصفحة في محال البلدة القديمة. كنّا نهتز هزًا للنساء والفتيات المتوشّحات بالكوفية والمتصدّرين للمشهد الدّموي ومن واتتهم الجرأة لأن يغرسوا عيونهم في الوجوه القبيحة، وأن يتسلّحوا بحجارة الجبال التي تزهر لوزًا وزيتونًا وبرتقالًا.
أتتذكّر حين مر الوقت على حين غفلة منّا ومن الزّمن وكبرنا أكثر وشعرنا بأن الأهل يضيّقون علينا بخوفهم وكنّا نشفق عليهم من تهورنا واعتقادنا بأننا مادمنا ثائرين، فإننا حتمًا نتصدّر للمخاطر في سبيل عالم أفضل وحريّة لا مناص منها وحياة رغدة، حيث تتحقق فيها أبسط أمنياتنا كأن تنشر كتابًا لك وأن أكتُبَ أنا شعرًا. وكنّا بالرغم من ثورتنا على الأهل نحبهم ونطلب منهم أن يصفحوا عنّا  أن يتفهموا معاناتنا.
- أحبك
لكن بلادي لا ترحم
لا يملك الفرد منا -حتى- أن يتنفس
حتى تعالت أصوات الثورة
وتحت الجلد احترقت –
أتتذكّر تلك الأيام تمامًا قبل وقوع شهر ديسيمبر 2010؟ لم نكن نعلم هل كنّا حقًا مستعدين لشيء مما حدث، ولم نكن نعلم أن فرحتنا ستؤخذ على حين غرّة ونتوه ونتخبّط ونتساءل وفي نفس الوقت نسخر بشدّة من كل هؤلاء المدّعين على شاشات التلفاز الذين قالوا: “لم نكن أبدًا نتوقّع وقوع الثورة”، أو حتى من قالوا وقد ارتاحوا أمام الكاميرات في أوج تأنقهم: “كنّا نعلم أن الثورة قادمة لا محالة”! كيف لهم أن يتبجّحوا في وجوهنا بكلامهم هذا في حين أنهم لم يرونا ولم يسمعونا. لم نكن نعلم أن ما حدث سيفرق الناس عن بعضها لمجرد اختلافهم في الرأي، وأنه سينتج فئة لزجة أخرى منهم وجدت سبيلًا لأن تظهر أخيرًا وتجد نفسها بمجرّد التصاقها “صوريا” بالثورة التي لم تخطر لهم على بال وأنّهم مجرّد دخلاء.
لم نكن نعلم أن الموت الذي كنا نتحدث عنه ليل نهار سوف يكون رزق أناسيّ مزّقوا وجوههم لنرى أبشع المسوخ. وأنه اللون الأحمر الذي يتصدّر العناوين اليومية، وأنه سيجري على ألسنتنا وألسن الأجهزة الإلكترونية التي تحاصرنا من كل اتجاه، بلا توقف أو هدنة. لم نكن نعلم أن الموت سيتصدّر المشهد ليكون الفخ الدائم الانتظار، سكون حيث الحدائق ذات الأشجار العالية وحيث المدارس والجامعات وحيث المشفى والجامع والمطعم والنادي والاستاد ويخطف وجوهًا أحببناها وأخرى قابلناها صدفة أو لم نقابلها. لم نكن نعلم أننا من سيقتل بعضنا، ونغتال أرواحنا وأن أكثر ما سنتشاجر عليه هو الموت. لم نكن نعلم أننا سنبكي كثيرًا ونفرح قليلًا ونشفى رويدًا رويدًا من الأمل.

نور بدر
12/2/2015
الخميس
التّقرير

Friday, January 9, 2015

الإقصاء يفسد للود ألف قضية



ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تُظهِر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تُشِع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها أجمل هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

هذا تماما ما يجول بخاطري حين أرى لمعة من الدكتاتورية تلوح في عين أحدهم فينتشي بقوة عجيبة تجتاحه تجعله يفند هذا و يصنف ذاك و أول من تنطلي عليه الخدعة "نفسه" ، حيث إنه أقنعها بأنها تعلم ما لا يعلمه الآخرون، و يرى أن ما يعرفه عين الصواب دائما فلا مجال للنقد هنالك. هذا الفرد "تناسى" تماما ما تعنيه كلمة الاحتمال و نسبية الصواب و الخطا و ألا أحد يمتلك الحقيقة وحده. تناسى أنه يقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه غيره فثار عليه مطالبا إياه بأن يتحرر و يعطي مجالا لحرية الآخرين. 
هذا الدكتاتور مهما صغر أو كبر قد لا يعرف أن عينه قد فضحته، و أن تلك اللمعة لاحت في عيون الآخرين شررا. لا يعرف أن كلماته التي فتنته هي بمثابة جدار عازل يبنيه بكامل إرادته بينه و بين الآخرين يضاهي الجدار الذي يقسم البيت الواحد إلى جزئين و الأرض إلى أرضين. لا يعرف أنها تستفزّهم ليمارسوا نفس الإقصاء بمبررات عكسية أو ينبههم ليحرروا أنفسهم من أنفسهم و ينبذوا ما بداخلهم من تصنيف محتمل قد يقعون فيه. و الأهم أنه يقول بنبذه للتطرّف و تبنيه للحرية! ، و لكن عندما تأخذه الحمية للاختلاف يتناسى مبدأ "رأيي صواب يحتمل الخطأ، و رأيك خطأ يحتمل الصواب" .لا أدري حقا كيف نتعجّب من التطرّف في الآراء بينما هذا التطرّف يسكن فينا جميعا بشكل أو بآخر ، و نستمر في التعجّب لما يؤول إليه هذا التطرّف من قتل و خراب و دمار يحل على الإنسان و الإنسانية و المستقبل.

أتساءل، لماذا نلوم الآخرين على جهلهم و تطرّفهم بينما الجهل الحقيقي يبدأ حين يظن الإنسان نفسه عالما ببواطن الأمور أكثر من غيره ؟ و يظن أن الحقيقة بين يديه وحده ؟. يقول مولانا جلال الدين الرّومي : "و كأنما كانت الحقيقة مرآة في يد الله و حين سقطت هذه المرآة تهشّمت، فكان أن أخذ كل واحد قطعة من هذا الهشيم  و نظر فيها قائلا: هذه هي الحقيقة و لا سواها!" .. هذه مقولة مصقولة كما صقلت مرآة الحقيقة . فلو أدرك الناس أن الاختلاف حقيقة واقعة منذ الأزل؛ اختلاف على أشياء عظم شأنها أو صغر، لارتاحوا و اراحوا. و لاتسع صدرهم لهذا الاختلاف و للآخرين و تفتح عقلهم لتقبله.
 لا عجب؛ أنْ اختلف الشيطان مع "الله" في أول الخلق، و لا عجب أنْ اختلف الخلق على الخالق. و لا عجب هنالك حيث الإرادة الحرة و العقل ركيزتان أساسيتان في خلق الاختلاف و تقبله في ذات الوقت. حتى القلب، يختار من يحب و يختلف مع العقل كثيرا في اختياره. لا عجب، حيث أن الاختلاف يكمن في ذات كل إنسان. 


نور بدر
 (أول ما نُشر لي خارج هذه المدونة)

8/1/2015
نشر في صحيفة التقرير الإلكترونية
9/1/2015

Saturday, January 3, 2015

لماذا ... ؟

و يؤرقني في هذا الوقت من الليل العاصف سؤال موحش: هل كنت على أمل "أيضا" حين رحلت ؟
أتساءل كيف في عينين كما عينيك خبا الضوء ؟

.
.
.
2 بعد منتصف الليل
3/1/2015
السبت

Tuesday, December 23, 2014

سهم الله

كان في البدء أن تفتحنا على المحبة
كان في البدء أن قال سلاما عليكِ
سلاما على الدنيا التي لفظتني
و على الأرض التي ضمتني
سلاما على من لا سلام لهم
سلاما على روحينا معا
حين ثارتا و حين غضبتا
و حين هدأتا على حين غفلة

كان في البدء أن تكلم
فـأحب الله صوته
و أطلقه سهما في السماء
حيث ثمة وجهه
و المنتهى


إلى عماد ،،،
(22 في شتاء 88)

نور بدر
22/12/2014

Monday, August 11, 2014

كما لم تعرفه من قبل ..

يمر علي اليوم -و هو ليس اليوم بالتحديد- و توجعني ذكرى درويش ، و تلهمني ، و تكشف المستور من خبايا القلب و تنبش بأظافرها فتحك حكا في جدار القلب بعد الشرايين. و اراه من خلالك ، يلبس النظارة كما تلبسها غير ان الشعيرات البيضاء في حاجبيه تزيده بهاء. انت كما لم تعرفه من قبل. كيف امتزجت به فأصبحت تنادي على النهر البعيد خشية ان يضيع. كيف كنت تهاب الحنين احيانا فتضمه إلى صدرك و تحن عليه مشفقا على حاله منك. كنت تناجي الموت من بعيد و تسخر منه أمام الشمس فلا انت ترحل و لا هو يبتعد، مسافة الحذر بينكما متروكة للوقت. و أنا، كلما ذكر اسمى على مسمعي يدق القلب كما لو أصابته رصاصة. كيف لاسم ان يترك صداه رعشة و توجسا كما كنت تكتبه. ان تفهم كل شيء بمجرد المرور على الإسم و تفصصه على الورق أو حتى في الفراغات البينية للوهم. هو -قد- يعرف ان لاسمه حرمة و ان النطق به يغير الآيات و أن المعنى لا يكتمل الا بذكره.  كماك أنت ، أنت أنت. فكيف كان الفارق بينكما ايام ، و كيف كان لقاؤنا في الحلم وداع، و كيف كانت المرآة ثغرة للعبور ، و كيف كان الرقص و سيلة للوصول ، و كان الوصول في حد ذاته لا ينتهي. لي هوس تجاه نفسي، بتفسير الأحاديث و الأسماء و الأبيات و كأنها لي ، لست واثقة من أنها لي، و لست أجرؤ على تأكيد ذلك و لا السؤال عنه حتى اني لا أستطيع نفيه. ابحث للتأكد دون أن أقول شيئا و أترك كل شيء للإحتمال. هو التمحور حول نفسي في الوقت الذي لا اثق فيه بنفسي. و هنا كانت نقطة التلاقي. هل تذكر يوم سطرت درويش في بيته قائلا "للنيل عادات وإني راحلُ" ؟كنت أنا ، و كنت ابكي. كيف لا و كنت اقسمت بداخلي انها لي ، و أنك تسرقني في عبارة درويش و تسرق مسافتنا التي بين أرضين، و طنين .. بين ما كان و ما سيكون. أكنت تقصدها بمدلول "و إلى لقاء إذا استطعت" ؟ .. لم تكذب في اللقاء كما لم تكذب في الوداع. و علمت ان اسمي يدل علي و لا أحد يدل علي سواي؛ و هنا تكمن المفارقة. فأنا لست أنا بدونك.


نور بدر
11/8/2014
الإثنين - الساعة 2:30 بعد منتصف الليل
في ذكرى محمود درويش