شيء عنهما : فراشـات
(2)
في هذه الساعات الأخيرة قبل أن تدق تلك اللحظة و في تلك اللحظة أيضا أستطاعت أن تطير إلى قوس قزح أو أبعد ، فالسماء بالنسبة لها كانت مجرد لوح زجاجي رقيق تستطيع تحطيمه فقط ليكون نقطة الإنطلاق ...
"سنرقص فوق النجوم كأنها الرمال ، و تطأ قدمينا الرياح البارده كأنها شاطئ الأسكندرية ، و لن يكون هناك تصفيق من الجماهير الإغريق في المسرح الروماني .. سنمتلك العالم و معاركه و ثوراته و مستنقعاته و كهوفه ... و سوف نرى من بعيد سجود الأساقفة و العباد .."
كل تلك الموسيقى الفعاله في أذنيها ، تهدر و تهمس و تصرخ ... جيتار ، و ناي ، و كمان ، و بيانو ، و طبول .. و سوف تضحك لهم إفريقيا بأسنانها البيضاء ، و يرون أحلام الشهداء تمطر عليهم ، تباركهم ، تبارك جنونهما المغلف بكل الألوان النارية ، و الدافئة في أيديهما – هناك .. أو أبعد ..
إنها لا تعرف ، من أين لها بكل تلك الإنفجارات العظيمة الداخلية و الخارجية .. من أين جاءت بقلب يتحمل عواصف كانت تظن أنها أقوى منه .. عجبا لشيء لا تتعجب منه الآن !
قصة في كل يوم تتكون من جديد ، و تتولد مع الدقائق الأرضية لكنها في السماء تعلو .. هو / هي و شيء عنهما يبرق في إرتقاء كإبتسامة نبي مطمئنة بالإيمان .. فالكون يتوسع ، و هم في تقارب مستمر بخطوات حرة ، رقيقة أحيانا و أخرى تضرب بقوة لتكون مسموعة ..
"كانوا" ؟ "كانوا" كانت تقال في الماضي ، و حذفت من الحاضر بطريقة مستترة ، لتغيب في غياهب الزمن و العقارب مازالت تئن . و لكن ، كيف اللقاء ، كيف التوغل في النفس ، كيف كانت سهولة إنسياب الروح عبر الأثير الملوث ؟ و لكن هو قالها لها "انتِ .. و تبقين أنتِ" / "أصدقك .. أنت كذلك ، أنت" .. فكانت تستمع إلى نصيحته و تنصت إلى الفراشات ليلا من النوافذ ، و موسيقى مهداه في صميم القلب تدق لكن بصوت هامس لا يبعد الفراشات ..
"لأننا أحببنا الحياه .. لأننا لله .."
"لأننا نجوب الشطآن الهادرة التي لم تهدأ يوما أمام الصخور"
"لأننا في الليل الساكن ، سحب غير مستقرة"
"لأننا كنا في يوم "إثنين" و علمنا كيف نكون "واحد"
القلق الوجودي كثيرا ما ينقذهم من الوقوع في المحظور إذا وجد .. شِـعرُ الغربة كان يُـطربهم ، و يدميهم .. و مازالت الخريطة قائمة ، و مازال التبعثر وارد .. مازال الكون يدور ، و الروح تسرع إلى الأبدية ..
تعب هي الدنيا .. و النفس ماهرة في الغواية .. و ما همّهم ؟ إذا كان خلقهم فوق الصدوع مكتوبا .. و على الألواح مسطورا .. ما همهم؟ إذا كان القلب واحد ، و الروح هائمة خلف المرايا للقاء .. حتى أحلام الليل تؤرقهم كضجيج الصباح ، ليثوروا على الواقع تحت راية حمراء !
ما همهم؟ إذا كانوا واحدا يعبدون "واحدا" ..
و ما بينهما .. شيء عنهما / لهما .. للحياه .. ؟
نور بدر
صباح يوم الأربعاء
الساعة 4:23 فجرا
16/12/09
(2)
في هذه الساعات الأخيرة قبل أن تدق تلك اللحظة و في تلك اللحظة أيضا أستطاعت أن تطير إلى قوس قزح أو أبعد ، فالسماء بالنسبة لها كانت مجرد لوح زجاجي رقيق تستطيع تحطيمه فقط ليكون نقطة الإنطلاق ...
"سنرقص فوق النجوم كأنها الرمال ، و تطأ قدمينا الرياح البارده كأنها شاطئ الأسكندرية ، و لن يكون هناك تصفيق من الجماهير الإغريق في المسرح الروماني .. سنمتلك العالم و معاركه و ثوراته و مستنقعاته و كهوفه ... و سوف نرى من بعيد سجود الأساقفة و العباد .."
كل تلك الموسيقى الفعاله في أذنيها ، تهدر و تهمس و تصرخ ... جيتار ، و ناي ، و كمان ، و بيانو ، و طبول .. و سوف تضحك لهم إفريقيا بأسنانها البيضاء ، و يرون أحلام الشهداء تمطر عليهم ، تباركهم ، تبارك جنونهما المغلف بكل الألوان النارية ، و الدافئة في أيديهما – هناك .. أو أبعد ..
إنها لا تعرف ، من أين لها بكل تلك الإنفجارات العظيمة الداخلية و الخارجية .. من أين جاءت بقلب يتحمل عواصف كانت تظن أنها أقوى منه .. عجبا لشيء لا تتعجب منه الآن !
قصة في كل يوم تتكون من جديد ، و تتولد مع الدقائق الأرضية لكنها في السماء تعلو .. هو / هي و شيء عنهما يبرق في إرتقاء كإبتسامة نبي مطمئنة بالإيمان .. فالكون يتوسع ، و هم في تقارب مستمر بخطوات حرة ، رقيقة أحيانا و أخرى تضرب بقوة لتكون مسموعة ..
"كانوا" ؟ "كانوا" كانت تقال في الماضي ، و حذفت من الحاضر بطريقة مستترة ، لتغيب في غياهب الزمن و العقارب مازالت تئن . و لكن ، كيف اللقاء ، كيف التوغل في النفس ، كيف كانت سهولة إنسياب الروح عبر الأثير الملوث ؟ و لكن هو قالها لها "انتِ .. و تبقين أنتِ" / "أصدقك .. أنت كذلك ، أنت" .. فكانت تستمع إلى نصيحته و تنصت إلى الفراشات ليلا من النوافذ ، و موسيقى مهداه في صميم القلب تدق لكن بصوت هامس لا يبعد الفراشات ..
"لأننا أحببنا الحياه .. لأننا لله .."
"لأننا نجوب الشطآن الهادرة التي لم تهدأ يوما أمام الصخور"
"لأننا في الليل الساكن ، سحب غير مستقرة"
"لأننا كنا في يوم "إثنين" و علمنا كيف نكون "واحد"
القلق الوجودي كثيرا ما ينقذهم من الوقوع في المحظور إذا وجد .. شِـعرُ الغربة كان يُـطربهم ، و يدميهم .. و مازالت الخريطة قائمة ، و مازال التبعثر وارد .. مازال الكون يدور ، و الروح تسرع إلى الأبدية ..
تعب هي الدنيا .. و النفس ماهرة في الغواية .. و ما همّهم ؟ إذا كان خلقهم فوق الصدوع مكتوبا .. و على الألواح مسطورا .. ما همهم؟ إذا كان القلب واحد ، و الروح هائمة خلف المرايا للقاء .. حتى أحلام الليل تؤرقهم كضجيج الصباح ، ليثوروا على الواقع تحت راية حمراء !
ما همهم؟ إذا كانوا واحدا يعبدون "واحدا" ..
و ما بينهما .. شيء عنهما / لهما .. للحياه .. ؟
نور بدر
صباح يوم الأربعاء
الساعة 4:23 فجرا
16/12/09
0 comments:
Post a Comment