BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Thursday, April 2, 2009

مرج البحرين .. يلتقيان


أغمضت عينيها ، و على وجنتيها تتسرب الدموع خلسة ، لتحرق كل خلية تعترض طريقها ... فتتبخر تحت شعاع الشمس ، تتصاعد مع رذاذ البحر في معراج قدسي للسماء ... يجتمعان في قصة حب أبدية ... فتستمع –هي- إلى قلب السماوات و ترى ألوان تبرق بين السحاب ... الفرح و الحزن يتصادمان ، فتسقط الأمطار ...

البحر الغاضب على الصخر .. يفتته ، ثم يأخد البقايا إلى القاع ... و لكن عند لقاء النهر .. يقبله في رفق .. و تهدأ ثورته ... و إنها حكمة القدر التي أبت إمتزاجهما .. ذلك البرزخ الخفي .. رأته قسوة .. لكنها رحمة .. قد علم الله تقلب البحر و طغيانه ، و علم هدوء النهر و سكينته ... قد يتمرد البحر على النهر .. قد يكسر ما تبقى له من أجنحة و هو مازال يتعلم الطيران بعد سقطات عديدة ... !

زمان القهر علمه كيف يعلو بموجه و يعصف بالسفن المارة ، ثم يحتضنها في جوفه .. و لا يزال النهر يمضي مع الرياح من منبعه إلى الشمال ، و في حب يتدفق حتى يصيبه الجفاف ، فيتجدد مع أحزان السماء ...

كانت تضع صدفة عملاقة على أذنها اليمنى مستمعة إلى قيثارة عرائس البحر ، و الغناء الخفي لأرواح القراصنة و البحارة المرتزقة ... و من دون أن تشعر ، كانت تدفن جسدها في الرمال لعل الذرات الملتهبة تتغلغل بداخل روحها .. تعطيها ذلك السمار الإغريقي الذي سكن ذات يوم ثنايا الأسكندرية ... تتحرر من جسدها ، لتتدرج مع ألوان البحر الفيروزية ...

تتسلل برودة الليل برفق إليها مع الغروب ، لتتشكل في الضباب أشباح لأساطيل الماضي .. تكاد تقسم أنها تستمع إلى أصوات إصطكاك السيوف البعيدة ...
يزحف الليل ، و معه يزحف البحر مع حركة القمر .. يقترب بحذر من أسوار المدينة ... و لكنه لا يتجاوزها ... إنها تلك الحدود اللعينة التي تقيد حريتها !
من وضعها ، و لماذا ؟؟

فتحت عينيها ، لتجد دموعها قد حفرت تشعبات النهر على الجنبين ... و البحر في شعرها الغجري الهائج حول رأسها .. و الموج لا يزال يهدر في أذنيها ... و مازال قلبها ينبض بالحياة ! ...
كانت تظن بأن أوراق عمرها ستصفر ثم تكون حطاما .. و لكنها تصحوا بثورتها ، لتجد العالم كما هو .. !

نور بدر
الجمعة 13/3/2009
الأسكندرية – الساعة 10:00 صباحا