BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Monday, April 20, 2009

على كرسي الإنتظار ...


عقل و قلب ... جسد و روح ... إنسان بشري ... هائم على وجهه يفكر ... يرى خلف الضباب ، هناك ، طائر أسود العنق أزرق الجسد ... يقف على شجرة خالية من الأوراق ... يبتسم ... يتذكر ... فتتساقط حبات الحزن من عينيه ... يقبض على قلبه ... يمزق صدره ... يتألم ...

تتجلى صورة في السماء ... بين السحاب .. صوت واحد للقطار يعلن عن الرحيل ... و في خلاياه ألف صوت للقطار ... دخان و جرس الإنذار ... ساحة الإنتظار خالية .. مقهى و فنجان .. و ها هي قارئة الودع ... بيدها المرتعشة ، تسمعه إرتطام المستقبل ... و صوت داخلي يقول: "كاذبة .. كاذبة" ...

بعض أزهار الأقحوان الربانية ، نامية أسفل كرسي الإنتظار ... تتمايل مع تراتيل الرياح و بقايا من أغنية حب عتيقة كان يغنيها ... إختلطت معه فيروز مع أم كلثوم ... أحزان العود مع بعض من رقصات الجاز ... و لو تسللت لقلبه ، لوجدت موسيقى أخرى ...

أشباح الماضي لاتزال تطارده ... تبقيه ثقيلا على الكرسي ...
لا تزال عينيه تحبس الدموع أملا ... لعل القطار القادم يحملها إليه ... تفتح الأبواب ، و يطل وجهها المتشبث في ذاكرته منها ... متى يأتي ؟

لقد مرت عليه سحابة ... أرعدت ، ثم هطلت الأمطار على الثرى هناك ... رطبا ، هشا ... قد تخونك قدماك و تسقط ... تتجلى قسوة الأيام ، عذاب الماضي ، ذكريات تتهاوى بداخله ... هل أسدلت الستار؟

هو لم يرد غيرها ... هي و هي فقط ... عندها ، سوف يستقر ذلك البركان الثائر ... ذلك الجمر الملتهب في خلجات صدره ... لا يرى في الأفق شيئا غير بعض الإنتظار ... يتخيلها ترقص مثل سنبلة تتمايل على ضفة النهر ... فيضم الصورة حتى لا تختفي في برودة الوقت ...

جموع تأتي و ترحل ... تسافر شمالا و جنوبا ... شرقا و غربا ... تحمل الحقائب الممتلئة ... قد يعرفون و جهتهم ، و قد يكونوا جاهلين ... و هو يتوسط المكان و الزمان ... يراجع و يقلب في دفاتر عمره ، ليلقاها جديدا طاهرا ... طليقا من قيوده ... هو يعرف أنها قادمة ... فبينهما ميعاد و وعد ... هو فقط جاء مبكرا ...

"فلتأتي لأن أمواج البحر قد إشتاقتنا سوية .. لتدثرنا ، و يلثمنا الزبد ... و يتصاعد بخار الأيام ، لننطلق إلى الفضاء ... إلى الأفاق الأخرى بلا حواجز للزمن ... و نعبر إلى نور الإله"


نور بدر
27/2/2009
الخميس – الجمعة
4:00 فجرا

0 comments: