BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Saturday, March 28, 2009

في الجنوب ...

كانت جالسة في المعبد
تتأمل رسومات كانت منقوشة
أزمنة و حكايات
على جدران المعبد
أمامها الرمال الذهبية
و النيل الساكن تحت الأشعة الملتهبة
مرت الرياح بجانبها
لتحمل من بين يديها ...
أوراق كانت مكتوبة
تتساقط على صفحة الماء
لتصدر موجات دائرية
فتهتز أزهار اللوتس ...

نظرت بعيدا وراء السراب
تجاوزت النخيل و الشطآن
هناك و راء الكثبان
قرص الشمس الذهبي
قطيع بجانبه كوخان ...
إمرأة و رجل نوبي
يراقبون الأفق في إفتتان
و الأصابع في رفق تتلامس
جسد واحد ...
قلب واحد ... لا قلبان

كانت تحدق في المشهد
كانت تتحرك
حافية القدمين
تحترق بداخل الرمال
خطواتها ... ولازالت تتحرك
السراب يبرق من بعيد
يختفي ... و يظهر من جديد
تسرع من خطواتها
و الموسيقى التصويرية تخنقها
تعثرت قدماها
فقامت مذعورة
و قد حدث ما كانت تخشاه

لقد إبتلعتهما الرياح
ليس هناك أي من أثارهما
فقط الكوخان ..
و حطام مركب بلا شراع
و كأن أحزان الأكوان
قد إحتشدت داخلها
خنقتها و أبكتها
و ظلت –لماذا؟-
تصرخ ضمير و جودها
لماذا ؟ .. لماذا؟ ..

أنهكت و إستنزفت قواها
فألقت بنفسها في أحضان النيل
لتستلقفها أزهار الباردي
و تطوف بها
إلى الشاطيء مرة أخرى

***
كانت تمشي
و تجر الظل ورائها
تتساقط حبات الماء
من بين ثنايا شعرها
تتسند على حائط المعبد
تتلمس رسومات الماضي
تتذكر عشق لياليها
حب قد نقشت يوما أحرفه
على أشجار حديقتها
قلب .. و حروف متبعثرة
أغنيات لا تنتهي

كانت تودع عمرها
و تعد الثواني
مع عقرب ساعتها
ترفض الحياة
تنبذ عالمها
لأول مرة ..
تشعر بالهواء الثقيل
بالفراغ .. يغلف وقتها
رغم أن التاريخ يصرخ حولها
من داخل توابيت الملوك
و تماثيل الألهه
أم أن هذا صدى صرخاتها
المكتومة في صدرها؟

بداخل إحدى غرف المعبد
الرطبة الباردة
تغمض عينها ..
و تتمتم بروية
أحببتك .. صدقني
أحببتك "......"
من كل زوايا جسدي
و لا نهائيات روحي
"......"
كانت تنطق إسمه ببطء
كأنها تودع كل حرف منه
و كانت تتمنى
عندما لامستها الرياح
ألا ترى النور عينيها
ألا تصحو مرة أخرى
فتكون أخرتها ... أبديتها

نور بدر
ليلا 1:30
الأحد 15 /3 /2009

0 comments: