BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Thursday, March 26, 2009

صرخات ... و حلم



قد قال لي رفيقي ذات يوم :"كل شئ يتجند حتى يصرخ واقعنا الحزين .. حتى أجمل الكلمات و التعابير"
فقلت له :"نعم يارفيقي ...إني أسمع الصرخات حتى في الرياح الهادئة و البحيرة الساكنة ... في إبتسامة الطفل و تجاعيد الشيخ ... في يد فقير تتسول على الطريق و غني لا يشعر بجمال قصوره ...
أسمع صرخات القبور المظلمة ، و أوراق الشجر تعصف بها الأرياح ... أسمعها عند مصرع الشمس و ولادة القمر ... حتى النجمة تضيء و تخفت ، يخنقها صمت الليل ... كل شيء يصرخ ... نحن نصرخ واقعنا .. وواقعنا يستصرخنا ... في كلماتنا ، تصرخ الكلمات "

كنت أنطق تلك الأحرف ، بينما هو يحبس تلك الدمعة في عينيه الحزينة الهائمة في الفضاء ... كان وجهه يقول الكثير و الكثير ... عقله مليء بالأفكار السرمدية ...

اّه من ذلك الحزن العميق الذي أثقل كاهلك ... و إستكان كالجاثوم فوق صدرك ... تلك الخطوط الرفيعة بين عينيك من أثر التأمل ...
كفاك يارفيق العمر ذلك الصمت الرهيب ... صمتك يقتلني ... دعني أزيح تلك الغمامة عن قلبك ، و أمسح على جبينك الأسمر من أثر السجود ... و أغمض جفنيك لتستريح ... لترى ذلك العالم المضيء في أحلامك ، شيء من نور ... ذلك الجزء الأخضر الذي لم يصل إليه العادم الرمادي ... و لم تخنقه أنفاس المعذبين ... دعني أريحك من عناء السفر الطويل ...

دعنا نطوف خارج إطار واقعنا ، من قبل أن يتمكن الشيب من رأسينا و نحن لم نرى ذلك الجزء الأخر من النفق ... دع الأوراق في الأدراج ... و تلك الكتب القديمة ... إعتزل قلمك و أفرغ عقلك ... فنحن الأن سائحين في أرض الله ... بين حشائش السافنا و طيور الجنة ... نبحر في المحيط الهادئ ... إلى تلك الجزيرة النائية ... فلنحيا هناك ، و نفنى هناك ... و تكون الزهور البيضاء ، و تلك الشجرة المتعانقة رمز لأبديتنا ...


الإثنين
10 مساء
26/1/2009

0 comments: