اليوم صباحا .. كان الهواء مغلفا برذاذ الماء الأبيض البارد ، و الضباب قد حجب عني ماوراء حديقة بيتي الصغيرة .. فنفخت في الهواء لأرسم قلبا من دفئ قلبي و أرسلته شمالا إلى فلسطين .. ليمر جنوبا على غزة و يواسي كل ام شهيد و يطبع قبلة على جبين كل طفل جريح نائم على فراشه بالمشفى لا يدري بما يدور من حوله ، و كل أحلامه أن يستيقظ يوما ليرى الشمس مشرقة من دون دخان كثيف ...
و يمر القلب على القبور المضيئة بشهدائها و قد جمع بعض أزهار النيل ليضعها إحتراما لذكراهم ...
و يمضي و قد تجمعت بعض حبيبات الماء بداخله لتسقط دمعا حزينا على القبة الخضراء للأقصى شوقا و أملا بالذهاب إليه يوما ، و الصلاة على أحجار ساحته القديمة .. و يمر على الجامعات التي شقت طريقا لها في العلم رغما عن الأعداء .. لتخرج أجيالا كلهم حماسة و عقل متفتح إيمانهم بوطنهم يزداد مع كل خطوة للأمام ...
و يمر على بعض قرى الزيتون ليلقي السلام على أسرة بسيطة ، جلس أفرادها في الحقل و يتوسطهم جدهم يحكي لهم عن المقاومة الحية في كل جزء من أجزاء فلسطين ، و حفرت بالدماء على كل جدار قائم أن لا حياة للعدوان .. و بالبارود الحي يقتلون أذلاء ...
و أخيرا ذهب إلى الشمال مودعا ، و قبل أن يتلاشى كان قد وصل إلى مستعمرة للعدو ليرى الرعب في أعينهم ، فقذف نفسه بإتجاه قائدهم ليشتعل نارا بعد أن كان ماء و يصرخ و يقول " سلام عليك فلسطيني .. سلام عليك فلسطيني" ...
نور بدر
السبت 17/1/2009
الساعة 10 صباحا
ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !
___________________________________
آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم
Friday, March 27, 2009
من قلب إلى و طن ...
Posted by Nour Badr at 9:58 PM
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 comments:
Post a Comment