3 Days > Thinking > Conclusion:
النّاس كان بقالها يومين بتحتفل بذكرى تنحّى/خلع "الدّيكتاتور" مبارك .. طيّب؛ ما بالنا نحتفل بينما النّتيجة هي دكتاتور جديد تلوّثت يداه بالدّم سريعا ، و حط على كرسي العرش و اخذ يتمادى في التّجاوز بسلطة مزيّفة هي "الدّين" ، و يدّعي على الشّعب باسم جماعته و حاشيته .. و الأسوأ هو أننا نقول بأسطورة "خلع" ديكتاتور بينما الدّكتاتور الأعظم و الأكثر تعمّقا و تجذّرا هو بداخلنا .. نحن ننادي بالحريّة بينما ننصب حول الحريّة نفسها ألف سياج من خيالنا المريض .. يقول مولانا جلال الدّين الرّومي: (لعل من أعجب العجائب أن ترى روحا تئن في محبسها .. بينما المفاتيح جميعا فيها ومعها) .. نحن نمتلك المفاتيح ، أهمّها مفاتح عقولنا و قلوبنا لنتحرر ، و من الضّروري جدا معرفة أننا لا نمتلك الحقيقة ، فيقول مولانا الرّومي أيضا: (و كأنما كانت الحقيقة مرآة في يد الله .. وحين سقطت هذه المرآة ، تهشمت ، فكان أن اخذ كل واحد قطعة من الهشيم .. ونظر فيها قائلا : هذه هي الحقيقة و لا سواها !) .. نحن حقيقة ، و فينا جزء من الحقيقة ، و بنا تُعرف أوجه من الحقيقة .. في الحقيقة أن ما نحياه الآن في ظل عرش هذا الديكتاتور هو ببساطة اسقاط على واقع نحياه هو ديكتاتوريّتنا في : إجتهاداتنا الدّينيّة - رؤيتنا لأنفسنا - رؤيّة المجتمع لنا (أي ضميرنا الجمعي) - ساميّتنا المزيّفة .. (و كأن التّيه كان لنا و ليس لبني اسرائيل) التّيه العربي و ليس الرّبيع العربي ..
ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﺘﺼﺪﻋﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺇﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻭﺭﺍﺀ - ﺇﻣﻴﻞ ﺳﻴﻮﺭﺍﻥ
ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !
___________________________________
آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم
Wednesday, February 13, 2013
هذا و قد ..
فلا ترأب الصّدع ، بل ابحث بين الشّقوق- نور بدر
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 comments:
Post a Comment