اليوم .. أقصد الليلة ، جاءتني "هوجة" شعرية فذهبت للمكتبة و عبثت في الرف الشعري ، وجدت الكثير كالعادة و أسماء شتة لكنني كنت أبحث عن ديوان معين و في الطريق قابلت الكثير مما وضعته على قائمة الأنتظار حتى يحين موعده -الذي سيكون "هوسة"- هو الآخر .. و وجدت مبتغاي ... "راهب الليل - طاهر أبو فاث" بأوراقه الخضراء من الداخل ، و من الخارج أزرق و بنفسجي و ذهبي و هلال رفيع يحتضن نجمة مشعة بشيء ما ... قرأت فيه قليلا ، فرأيته يبتعد بي إلى شواطئ لم أرد أن اذهب إليها ، فعدت به الى المكتبة و وجدت "لابد - محمود حسن اسماعيل" و قررت قراءته لأن أبي قال لي : قد تقرأين له يوما ! و ها أنا أقرأه .
اعجبتني القصيدة الأولى "لابد" و الباقي لم يركز كثيرا في عقلي ، فقط عناوين القصائد ، لكني أنهيته في ساعتها و أعدته ، و كنت مدركة تماما أن ما أريده سيأتي على يد درويش و بدون تردد كان ديوان الأعمال الكاملة بين يدي أتقلب بين صفحاته التي أعشقها ، و كلماته التي تبعث في حياة أخرى هي التي أبغيها.
و في كلمات كثيرة و قصائد كتفرقة من هنا و هناك ، تلملمت ذاكرتي و ظهرت لي "فلاشات" جميلة كنهر ليس بمستقر ، و لكن شعور بغربة تأكدت لي عندما كنت أقلب صفحات الكتاب و وجدت عنوان قصيدة "النهر غريب .. و أنت حبيبي" فعلمت أن روحي كانت سباقة في العلم بذلك و سرها قلبٌ مسافرٌ تحت المطر.
و كان من ربيع الصدف الشتوية ، أن بعدما نام الكتاب ثائرا في مكانه ، وجدت على التلفاز فيلم وثائقي عنه -درويش- في قناة فلسطين ، فعلت وجهي تقاسيم عرفتها من دون مرآتي و لم أسأل لأن فمي يتحرك للأعلى .. "آراءة - سفر - غربة عن النفس- زيارة للوطن كسائح "فما أقسى أن تزور نفسك" - و بكاء على أرض شقيقة - ..........." و أنا سافرت حيث هناك ... و انتهى الفيلم "بتتر" فرنسي لم يرجعني من سفري حيث أن ذاكرتي كانت هناك ، و موسيقى هادئة حاولت إحتواء كلماته عبثا.
فقلت بداخلي : محمود درويش في غرفة المصادفة الأرضية - عبر الأثير
1 comments:
أنا أقرأ لك
أنا أدخل نصك
وأخرج آخر
Post a Comment