بالأمس صباحا، انتهيت من رواية "السّنجة" للدكتور أحمد خالد توفيق .. و كانت مشاعري عاديّة ، حيث سبق النّهاية أحداث أفظع، و هي حادثة قطار أسيوط الذي راح نتيجته حوالي 75 طفل حتّى الآن .. !
البشع في الموضوع هو أن الأطفال هم الأكثر شعورا بالألم .. هم من يذهبون ضحايا الآن نتيجة ترتيب اختياراتنا التي قمنا بها ، و نتيجة إهمال و نتيجة قسوة المجتمع و السيّاسيين الجشعيين الأنانيين ، و قسوة هؤلاء الذين يعتبرون الذّهاب إلى غزّة بالمعونات هو الجهاد الحقيقي بينما جرحى أطفال القطار يموتون بسبب نقص الدواء و الحقن ! الذين يأتون بالغزّاويين إلى مستوطنات في سيناء ، بينما لم يرحموا من في العشوائيّات ينامون كل يوم و هم يئنّون !
هم أيضا بشر .. و نحن لا نسمع و لا نشعر ، لقد اعتدنا هذه الحياة الظالم أهلها .. لقد اعتدنا رؤية الدماء ، و الجثث ، و الصواريخ و القطارات الملطّخة بالدماء ، و الطرق المتناثر عليها الأشلاء، وسقوط الأبنيّة كأطلال على رؤوس من فيها .. مناظر سرياليّة تغري أي كاتب أو شاعر بالكتابة عنها و إفراغ ما في جوفه على ورقة أو مدونة "كحالتي" و لكن الآدميين الذيين يعيشون مع الحدث ، هم الوجع الحقيقي !
على أي حال ، ستظل يوتوبيا في المقدّمة بمراحل .. كانت هي العصارة ، و هي الواقع الكابوسي ، و هي المستقبل الغامض ، و الماضي الذي يسيطر
ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !
___________________________________
آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم
Monday, November 19, 2012
خواطر محترقة (4) و الأخيرة .. مع "السّنجة" ..
Posted by Nour Badr at 3:58 PM
Labels: 17 نوفمبر, 18 نوفمبر, أحمد خالد توفيق, أطفال, السنجة, القطار, خواطر, خواطر محترقة, قطار أسيوط, ما بعد الثورة, نور بدر
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 comments:
Post a Comment