"حرام عليكِ يامّة .. أنا معملتش حاجة"
"لم تكت هذه هي المرّة الأخيرة .. كانت هناك مرّات .. و بدا أن حماصة لن ينتهي أبدا"
"لاغ تؤذها .. فهي بنت غلبانة. أنت أولا يا عبد الظّاهر"
هي لم تكن تطيق أنفاسها ، فكيف بأنفاس البشر و كيف بشمس تطلع كل يوم على جسد لا يستحق الحياة بعد الآن: فقط أصبح ضدّها !
"كان القطار يمر في هذه اللحظات و يهز الكون كلّه .. يهز النّفوس .. يهز القلوب .. يهز العشش الحقيرة التي لم تستطع أن تخفي أسرارها ، فقانفتحت كجرح مقزز .. يهز المسلّمات"
القطار البريئ في حد ذاته ، و الذي شهد محطّات أفضل و أجمل و أكثر إنسانيّة من تلك .. القطار الذي يهدر من بعيد، فيثير الشجن و الحنين .. و لكنّة الآن يفوح برائحة موت عجيبة ، تختلط بكل قسوة مع رائحة الخشب المحترق ، و جثث ملقاة ، و ذعر في العيون و رغبة دفينة في انتحار القفقر مع الإنسان في آن واحد.
"كان يتذكّر عفاف الرّشيقة النّاضجة و هي تنطلق في شارع النوساني لترفل هذه الطّرحة أو تلك ، مفعمة بالزّهو بأنوثتها، و على الرّغم من الفقر فهي تتوقّع أن الغد أفضل"
"من القسوة أن تطالبهم بتحمّل المزيد من المعاناه"
"إن الكلام سهل، و إن إشعال الحماس في الجماهر أمر هيّن .."
"فقط من يشعلون حماس النّاس لا يحدث لهم شيء أبدا ، و لا يفقدون أرواحهم و لا أرواحهم أو عيونهم .. إن حروف لفظ "ثوروا" هي خمسة أحرف.. يمكن أن تكتبها في خمس ثوان و تنام راضيا عن نفسك"
من السّيء أن تشعر انّك من هذا الفصيل ، و الأسوا أنّك كنت مؤمن بها و ليس عبثا أو لهوا أو تخطيط سوداوي منّظم .. إنه الحلم ، الحلم المثالي مرّة أخرى .. لكن هيهات الحلم ، فهناك من خلقوا ليحوّلوا أي حلم إلى أسوأ كابوس ممكن. إعتدنا على أن الحلم لا يكلّف ، و لكن هنا، على أرض الوطن، يكلّفنا كل شيء منذ الميلاد حتّى اللحد. و من الصّعب أن تعوّض ما فقده، ناهيك عن أنّك لن تعوّض الحلم نفسه !
خمسة أحرف في خمس ثواني، و لكن ما يعقبها أعوام من تحمّل النتيجة .. و ما يعقبها محاسبة ضميرك. و ما يسبقها ، تساؤلات: و ماذا عن نفسك ؟ أتكتبها لنفسك ؟ أتكتبها ضعفا ؟ أتكتبها مشاركة ؟ أتكتبها للآخرين فيقوموا نيابة عنك ؟ .. و ماذا عن الميلاد و الموت ؟ أتعد بهما ؟ أتنطق وعودا تعرّف إنّها ليست في يديك ؟
كم هي ثمينة تلك الدّموع التي تذرف حسرات على نفسك .. حسرات على طاقتك المهدرة .. أغبياء، ألا تستغلّوا طاقتي و إضافاتي و أبداعي .. غباء ، أن أهين نفسي لهؤلاء الأغبياء الرأسماليين. "رأسماليون" هنا ليس مصطلحا ضحلا ، أو عميقا؛ هو فقط يعني لي حالبي البقرة لإنتاج الحليب المجفف !
نور بدر
13/11/2012 الثلاثاء
من السّاعة 9 حتى 3 عصرا
العمل
ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !
___________________________________
آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم
Tuesday, November 13, 2012
خواطر محترقة (3) .. مع "السّنجة" ..
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 comments:
Post a Comment