BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Tuesday, November 13, 2012

خواطر محترقة (3) .. مع "السّنجة" ..

"حرام عليكِ يامّة .. أنا معملتش حاجة"
"لم تكت هذه هي المرّة الأخيرة .. كانت هناك مرّات .. و بدا أن حماصة لن ينتهي أبدا"
"لاغ تؤذها .. فهي بنت غلبانة. أنت أولا يا عبد الظّاهر"

هي لم تكن تطيق أنفاسها ، فكيف بأنفاس البشر و كيف بشمس تطلع كل يوم على جسد لا يستحق الحياة بعد الآن: فقط أصبح ضدّها !

"كان القطار يمر في هذه اللحظات و يهز الكون كلّه .. يهز النّفوس .. يهز القلوب .. يهز العشش الحقيرة التي لم تستطع أن تخفي أسرارها ، فقانفتحت كجرح مقزز .. يهز المسلّمات"

القطار البريئ في حد ذاته ، و الذي شهد محطّات أفضل و أجمل و أكثر إنسانيّة من تلك .. القطار الذي يهدر من بعيد، فيثير الشجن و الحنين .. و لكنّة الآن يفوح برائحة موت عجيبة ، تختلط بكل قسوة مع رائحة الخشب المحترق ، و جثث ملقاة ، و ذعر في العيون و رغبة دفينة في انتحار القفقر مع الإنسان في آن واحد.

"كان يتذكّر عفاف الرّشيقة النّاضجة و هي تنطلق في شارع النوساني لترفل هذه الطّرحة أو تلك ، مفعمة بالزّهو بأنوثتها، و على الرّغم من الفقر فهي تتوقّع أن الغد أفضل"
"من القسوة أن تطالبهم بتحمّل المزيد من المعاناه"
"إن الكلام سهل، و إن إشعال الحماس في الجماهر أمر هيّن .."
"فقط من يشعلون حماس النّاس لا يحدث لهم شيء أبدا ، و لا يفقدون أرواحهم و لا أرواحهم أو عيونهم .. إن حروف لفظ "ثوروا" هي خمسة أحرف.. يمكن أن تكتبها في خمس ثوان و تنام راضيا عن نفسك"

من السّيء أن تشعر انّك من هذا الفصيل ، و الأسوا أنّك كنت مؤمن بها و ليس عبثا أو لهوا أو تخطيط سوداوي منّظم .. إنه الحلم ، الحلم المثالي مرّة أخرى .. لكن هيهات الحلم ، فهناك من خلقوا ليحوّلوا أي حلم إلى أسوأ كابوس ممكن. إعتدنا على أن الحلم لا يكلّف ، و لكن هنا، على أرض الوطن، يكلّفنا كل شيء منذ الميلاد حتّى اللحد. و من الصّعب أن تعوّض ما فقده، ناهيك عن أنّك لن تعوّض الحلم نفسه !

خمسة أحرف في خمس ثواني، و لكن ما يعقبها أعوام من تحمّل النتيجة .. و ما يعقبها محاسبة ضميرك. و ما يسبقها ، تساؤلات: و ماذا عن نفسك ؟ أتكتبها لنفسك ؟ أتكتبها ضعفا ؟ أتكتبها مشاركة ؟ أتكتبها للآخرين فيقوموا نيابة عنك ؟ .. و ماذا عن الميلاد و الموت ؟ أتعد بهما ؟ أتنطق وعودا تعرّف إنّها ليست في يديك ؟

كم هي ثمينة تلك الدّموع التي تذرف حسرات على نفسك .. حسرات على طاقتك المهدرة .. أغبياء، ألا تستغلّوا طاقتي و إضافاتي و أبداعي .. غباء ، أن أهين نفسي لهؤلاء الأغبياء الرأسماليين. "رأسماليون" هنا ليس مصطلحا ضحلا ، أو عميقا؛ هو فقط يعني لي حالبي البقرة لإنتاج الحليب المجفف !


نور بدر
  13/11/2012 الثلاثاء 
من السّاعة 9 حتى 3 عصرا
العمل

0 comments: