"هكذا كان شد السّنجة يعني الثورة .."
ستظل الثورة أمنية بريئة تشع مثالية كحلم لن يتحقق أبدا .. كحلم يملؤك نشوة و فوران كلما أردت أمتعاضا ، ثم تشعر أنّك قادر على أي شيء ..
"قاموا باعتصام فلم يعبأ بهم أحد .. الزّمن يقتل أي اعتصام ، و هم يعرفون هذا جيدا"
أي شيء أنت قادر على فعله ، و هكذا يطاردك حلم الثورة كلما كنت مُهمَلا و لا يعبأ بك أحد .. سوف تدمن الشعور و تتمنّى لو انك تتخلّص من قلقك على البلد ، من القلق على النتائج .. قلقك على المنطق و المبادئ .. قلقك مستمر ، و لكن الثورة؛ آه ، كم هو جميل أن تخرج كل هذا الرّفض و تصرخ مع كل الرّافضين في صوت واحد .. تصرخ و تسب و تلعن كل هذا الكم من الصمت المطبق على رئتيك و الذي تراه ضجيجا مزعجا جدا في عيون الآخرين !
"هكذا كان شد السّنجة يعني الثورة .."
كم يتمنّى الواحد منّا أن يشد سنجة نفسه و يعطّل العمل ليعرف اصحاب العمل كم هو مهم و لو لإدارة جزء صغير من عمله .. الأجزاء الصغيرة تافهة فعلا ، و لكن هل أنت مستعد للتخلّي عنها ؟ افعلها و سوف تجد "التوقّف" لك بالمرصاد .. افعلها ، و سوف أكون ممتنّة لك .. و لكنّك لن تقدر ، انت لا تراها ، لا تشعر بأهميّتها .. لكن دعها تقف في طريقك ، و لو سوف تدعس عليها لتستمر و تستمر ، لتحلب لك ما تريده حتى تجف !
أعترف ، مازلنا صعفاء .. أنا مازلت ضعيفة و صوتي موجات فوق سمعيّة ، و عيوني توصل الرسالة بخجل .. و رغم ذلك ، يستقبلها جشع للمزيد من تلك العيون الزجاجية التي تتلألأ فيها الدموع .. كم هي مهمّة تلك الدموع، حبّات لؤلؤ لا يقدرها أحد .. لا يقدرها سوى عيونك و جسدك الذي لم يستطع التحمّل أكثر .. فهو مدين لها استخراج شحناته الزائدة و التهوين عليه قليلا ..
"الثورة"
حلم بريء عذري أهوج كطفل يمسك بكل الألوان و ينطلق ليرسم على كل جدران المنزل يرسل رسائله المبدعة التي لا يفهمها أحد سواه .. فقط هو بداخله جمال و ألوان و روعة يريد أن يخبرنا بها ، يحمل أفكارا و تساؤلات لا يعرف كيف يعبّر عنها .. فتصرخ الأقلام على الحائط و يستهلك قلبه الرقيق ، و يضحك في عينيك .. "فقط لو أني أفهمك" .. !
نور بدر
6/11/2012
الثلاثاء - الساعة 5:20 مساء
العمل
ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !
___________________________________
آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم
Tuesday, November 6, 2012
خوطر محترقة (2) .. مع "السّنجة" ..
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 comments:
Post a Comment