،مودي العزيز
نعم .. هذه هي ذكرى وفاتك بشكل ما أنت و الحبيبة جين ، لكني أيضا أرفض أن أقول عنكما تلك اللفظة "ميت" لأني عندها سأكون كاذبة ، منذ متى و أنا اؤمن بأن من يموتون ، يموتون حقا ؟ ... مادمت أشعر بهم ، أذكرهم ، و أؤمن بوجودهم فهم بالطبع موجودون بلا نقاش
عندما أرى الريشة ترسم بدفء و عصبية على الورق / أبلاكاج / توال .. بكل الألوان أو بحيادية الأسود و الأبيض .. أو ببراعة الفحم .. فماذا ينقصني إذن لأعرف أنكم تبعثون سرا بذراتكم الفتية التي غادرت تلك الحياة الشقية باكرا في قلوب الكثيرين ممن يعرفوكم أو لم يعرفوكم ... فقط يكفي أن يستنشقوا رحيق الزيت مع العرق و إختلاط المواسم فيهما ، و كل هذا في غرفة ضيقة / واسعة هي المرسم
مودي / جين .... أليس من العجيب أن أعرفكما في ليلة غير مكتمل قمرها ، و أذكركما ايضا في نفس التوقيت تقريبا -موعد عدم إكتماله ؟
أتعتقدان بحزنه ؟ أم أنه في تلك الليلة بالذات يردد أشعار دانتي ؟ أم يطل بدفء على إيطاليا - توسكاني ؟ أم أنه يراقب باريس و يلومها ؟
لا أعرف يا صديقي ، أنا أعرف تماما أنه يعرف ما يفعله و أثق فيه ، و هذا يكفيني .. .. أتسمع ما أسمعه ؟ إنها قيثارة قادمة من أشعته الفضية ، تعزف لأجلكما و تجعل الشموع ترقص بلهبها على القبر البعيد بل تردد ، بلا تراجع ، و لتنتعش الزهور للأبد بالندى لذي يغلف الليل الطويل الأزرق ..... لذلك أرجو أن تكون الليلة تماما كما تحب ، و أسعد بمعرفة أن جين معك
تلك رسالة عابرة ، من فتاة إفريقية نيلية مصرية تتذكرك كثيرا ... و ترى وجهك و حبك و بؤسك في الألوان و على الأبواب و بداخل اللوحات .... إذن ، انت حي على طريقتها و تمرح في الطرقات بروحك كما في نظريتها
ألقاك قريبا ، يا صديق ، في طريقي إلى المرسم
0 comments:
Post a Comment