BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Thursday, December 31, 2009

بيت القصيد



جلست منزوية ملتفة حول نفسها في ركن على كرسي .. برودة تغلفها وحدها .. لا ضباب و لا سحب و لا أرياح .. حرارة خانقة و الشمس تخلت عن رحمتها .. ظلت تنزوي و تحيط نفسها بذراعيها و قماشة مهلهلة ، لكنها كانت تريد شخصا ما ليضمها بقوة فيحجب عنها ذلك العالم للحظات .. كانت تتحســس صدرها ، رقبتها العارية كأنها تبحث عن مخرج للروح لتدخلها مرة أخرى ..!

شاشة تضيء بتراهات ، أصوات غير مسموعة فقط تهتز لها طبلة الأذن لتخرجها .. تقوم ، تروح ، تجيء ........ تتحرك السيارة ببطء و ترقص على المطبات ، فلاحوا القرية يصرخون " الماء .. الماء ...." ثم يختفي الصوت .. أطفال تلهوا بالطين بجانب الأبقار .. أم سمراء حولها الحمام المرقط .... و تختفي الصورة .. .... .. تمر على حقول الموز اليابسة و أشجار البرتقال التي فرغت من حملها .. ظلت تنادي طائرها الأزرق ، و لكن الله لم يأذن بشيء بعد ..

وجوه عابرة ، مساجد مهلكة ، النهار ساكن فوق النيل ، و غزة تصرخ ، مراكب الشمس تطفوا يعربد فيها الأغنياء ... إختفى صوت دار الأوبرا ، و غُلِّقت أبواب المعارض ، و على الطرقات تنفجر الأفواه بالحب بينما القلوب تضحك في سخرية و تهكم - ترسم علامات إكس في الفراغ .. حتى البحر كف عن إنجاب الموج .. " أصبحنا نقتل لأجل المتعة ثم نبكي على اللبن المسكوب أو نمرح حوله أو حتى نتهافت عليه كالكلاب الضالة نَسُفه مع التراب " ..
....................................................................................................................................................................
و قفت تشاهد مصرع الشمس و تتذوق دماءها النازفة ، و الجبل يعزف على أوتار أشعتها لحنا قيثاري مؤلم ، و السحاب ينهش في جسد السماء ... كان المشهد الأخير .. حبها الأخير .. ملحمتها الأخيرة .. لم تعد ترى إبتسامتها في العتمة .. صرخاتها غير المسموعة ... "حبيبي ... هل أطلق الرصاص ؟ هل أغتال الحقيقة ؟ أم أغرق في دموعي و أترك العالم يموج ، ظلمات بعضها فوق بعض ؟ "

حبيبي .. قلبي في متاهات البلدان قطع متفرقات ، أدعهن يأتينك سعيا .. قلبي يذهب مع الشمس و يأتي .. و في يوم أعرف أنه أت ، سوف يشرق من المغرب مخرجا لسانه لي و يتفوه بالكلمات الصاعقة : لقد ولى زمان الحب .. ولى زمان التوبة ، إذ حان الكذب !

نور بدر
12-7-2009

0 comments: