BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Tuesday, May 21, 2013

أمل

في مثل هذا اليوم من ثلاثين عام رحل عنا أمل دنقل، وإذا المصري اليوم تنشر مقال عن أم دنقل تحت اسم "أمل دنقل.. «شاعر الرفض» الذي قاوم السلطان.. وهزمه السرطان (بروفايل)"
للصحفي عاطف عبد العزيز ولا أعرف كيف لصحفي يكتب مقالات في السياسة يكتب مقال عن أمل دنقل وفي ذكرى رحيله

وبغض النطر عن إن المقال أقل من صفحة أمل دنقل على ويكيبديا، وأن أي شخص لم يقرأ لأمل دنقل ألا "لا تصالح" سيكتب أكثر من ذلك.

ولكن أوقفني جزء من عنوان المقال "هزمه السرطان"
وهل الموت أصبح هزيمة؟

هل يعلم الصحفى من هو أمل دنقل؟

هل يعلم إن أمل تشاجر مع الطبيب عندما أخبره إنه مصاب بالتراتوما، ولا أمل في الشفاء، لأنه قال ذلك أمام عبلة، وقال له: "لماذا كنت قاسيا معها إلى هذا الحد، كان يمكن أن تخبرني وحدي"

هل يعلم ما قاله أمل لصديقه الشاعر عصام الغازي: لو سألتني عن الموت، فأنا لا أخشاه، ولكن أكثر ما يعذبني في موتي هو بكاء أمي وعذاب عبلة من بعدي.

هل يعلم إن أمل المريض الوحيد الذي كان يتسلل في منتصف الليل من غرفته ألى شوارع وسط البلد

هل يعلم الصحفي هذه القصة
ذهاب أمل لمهرجان تكريم حافظ إبراهيم وأحمد شوقي في أكتوبر 1982 وكان ساعتها أمل في المستشفى ورفض يروح عشان شكله كان مريض أوي لكن الناس وعبلة اقنعوه في أخر لحظة إنه يروح
ورفض إن حد يسنده وهو طالع على المسرح يقول قصيدة لا تصالح العظيمة و طلب منهم إنه يلف شوية في وسط البلد بالليل وهو في العربية بعد المهرجان و لما روح بعدها معهد السرطان كان الأسانسير عطلان وطلع على رجله لحد الدور السابع ودي تقريبا كانت أخر مرة يشوف فيها الشارع تاني

هل يعلم إن أمل قال لعبله في بداية المرض لماذا لا يريدني الطبيب أن اتعامل مع السرطان كشاعر؟

هل يعلم إن أمل كان يتفاخر بأنه أول مصري يأخذ أكبر كمية مكثفة من الاشعاع الذري، ويُصيب خيال العلم الطبي بالصدمة من قوة احتماله وخروجه مبتسما

هل يعلم إن ذات مرة دخلت عبلة على أمل في الغرفة رقم 8 وجدته ينزع ضروسه بالكماشة دون بنج ويهديها إليها بعد نجاحه في نزعها

هل تلعلم إن أخر ما قال أمل عندما سألته عبلة
هل أنت حزين؟
أشار وهو عاجز تمام عن الكلام، نعم
إنها المرة الأولي الذي يقول فيها نعم، إنه وكما قالت عبلة القرار الذاتي بالموت

فكيف يصح إن السرطان هزم أمل؟ ، إن أمل هو الباقي والسرطان هو الذي مات محطما على صلابة أمل وقوته، ألا يكفيك ديوان غرفة رقم 8 لتوقن عين اليقين إن أمل هزم السرطان بالضربة القاضية؟ ، ألا يكفيك إنك بعد 30 عام تكتب عن أمل وشعره وليس عن السرطان.

وأخيرا أرجوك تأسف لأمل في قبره لإن هذا العنوان أزعجه وأقلقه من سباته وجعلته يغضب علينا، ويسبنا بكل روحه، ويقسم إنه لن
 يرسل لنا قصيدته الجديدة


شريف حسن
21 مايو 2013
12:38 PM

0 comments: