BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Saturday, November 5, 2011

معركة اليونسكو

سلامة أحمد سلامة
السبت 5 نوفمبر 2011 - 8:30 ص بتوقيت القاهرة

لم يكن المهم فى حصول فلسطين على العضوية الكاملة لليونسكو فى الجلسة الحاسمة التى حصلت فيها على تأييد 107 دول ومعارضة 14 وامتناع 52 عن التصويت، هو حجم التأييد الذى اعتُبر بمثابة مقدمة لقبول فلسطين فى الأمم المتحدة، ولكنه فوق ذلك يأتى بمثابة انتصار للحق والعدالة والقيم الإنسانية فى مواجهة الظلم والطغيان والقيم الأمريكية. وبعبارة أخرى انتصار ضد التحالف الأمريكى الصهيونى الذى سيطر منذ عقود على مقدرات الشعب الفلسطينى وفرض الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية على دول عربية وأفريقية لانتهاج سياسات فى خدمة مصالح إسرائيل.

لقد ظلت المحاولات العربية لضم فلسطين إلى اليونسكو، ليست لأسباب سياسية فحسب، ولكن بالدرجة الأولى لأسباب ثقافية وتراثية وتعليمية، حيث تمثل هذه المنطقة إرثا عربيا تاريخيا قديما، يتعرض للنهب والضياع، ويجرى تدميره تحت سطوة الاحتلال فى المستوطنات، وما لا يتم تدميره يتم الاستيلاء عليه وضمه إلى دولة إسرائيل.. بحيث يجرى طمس معالم الهوية الفلسطينية منهجيا والقضاء عليها نهائيا.

ولهذا لم تكن معارضة أمريكا وإسرائيل لضم فلسطين نابعة من محاولات جعل القدس عاصمة لإسرائيل، أو غيرها من المدن الفلسطينية فى الأراضى المقدسة، بطريقة تحيى ما وعت الذاكرة الإنسانية من حقوق تاريخية للشعب الفلسطينى.. ولكنها كانت جزءا من مخطط أمريكى إسرائيلى يستهدف محو الهوية الفلسطينية والقضاء على فكرة الدولة. وهذا ما عملت أمريكا على تحقيقه خلافا للوعود والعهود التى أخذها أوباما على نفسه حين ألقى خطابه المشهور فى القاهرة، واتضح أنه كان يعمل على عكس ما وعد به من قيام الدولتين. وقد بذلت واشنطن جهودا مضنية فى الضغط على عشرات الدول الأفريقية والآسيوية الفقيرة، التى تعتمد على برامج الدعم من اليونسكو، لحملها على التصويت ضد ضم فلسطين أو الامتناع عن التصويت. وكانت أكثر الدول دعما للمجهود الأمريكى والإسرائيلى هى كندا وألمانيا. وظلت أمريكا تهدد بالامتناع عن سداد نصيبها فى ميزانية اليونسكو (60 مليون دولار) ولكن دون جدوى!

يتضح من نتائج التصويت إلى أى حد فقدت أمريكا ثقة العالم وثقة عدد كبير من الدول الصديقة والحليفة، وأن أساليب الابتزاز السياسى التى مارستها دفاعا عن إسرائيل، انكشفت أخلاقيا وسياسيا، وأصبحت تقف على طرفى نقيض مع المبادئ الأخلاقية والحرية التى دعت إليها أمريكا.

ولعل هذا ما يضع أمريكا فى موقف لا تحسد عليه فى علاقاتها مع دول الربيع العربى. فقد أصبحت كل المساعدات التى تقدمها باسم الدفاع عن الديمقراطية وتشجيع ودعم الحقوق المدنية تثير حولها كثيرا من الشبهات وحول المتعاملين معها.

هناك دول أوروبية عديدة خرجت على الصف الأمريكى مثل فرنسا وإسبانيا، وأيدت ضم فلسطين لليونسكو. وبدا واضحا أن الاتحاد الأوروبى لا ينطق بلسان واحد فقد امتنعت عدة دول أوروبية عن التصويت، وأيد بعضها الآخر. ولكن تبقى النتيجة فى النهاية رهنا بما تحقق من فوز فلسطين.. إذ لم يقتنع أحد بالحجج التى كانت تضغط بها أمريكا، من أن دخول فلسطين إلى اليونسكو سوف يعرقل مباحثات السلام. وأن الوقت ليس مناسبا لمثل هذه الخطوة قبل الشروع فى المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وهى كما نرى حجج تافهة لا تقدم ولا تؤخر. فلا توجد مفاوضات سلام من الأساس. ولم تكن فى أى وقت سببا فى توقفها. أو فى منع إسرائيل من الاستمرار فى بناء المستوطنات دون إبداء رغبة صادقة فى السلام.

وهكذا تبدو معركة اليونسكو وكأنها ضربة موجهة للنهج الأمريكى فى الشرق الأوسط وفى تحقيق الأمن والسلام فى العالم!

0 comments: