(1)
من دون أن تدري ، كانت تستمع إلى تلك الأغنية مرارا و تكرارا و عيناها تمر بين تلك الكلمات التي حفظتها عن ظهر قلب .. لم تكن تراها ، بل كانت تبصرها بطريقة ما !
كانت تعلوا و تهبط مع التشكيل أعلى الأحرف ، تأخذها الرياح القادمة من العنوان إلى فراغات أرجوانية - مليئة بعلامات ملتوية و أسفلها نقطة –رغم أنه سيقول أنها ليست كذلك ، لكنها تعلم- .. هناك ، عالمها المفضل .. حيث يكون بإستطاعتها أن تتنفس ، أن تتلمس غموضا محببا لنفسها .. و رغم أنه يقتلها فإنه يحييها .. تغرق فيه ، تفقد الإحساس بالواقع / بحاجز الزمن / تتقد أفكارها و تختمر .. تفقدها هي كهي .. و عندما ترتفع للسطح ، كانت تعود لتغرق مرة أخرى لأطول فترة ممكنه ..
كانت عودتها للسطح تعني الغرق الحقيقي ، تعني إنقطاع وريد الحياة .. كانت عودتها ، تعني السطح بكل معنى الكلمة ... !
مازالت تلك الأغنية تتردد –كالصدى- فيما حولها ... - كانت تخبرها بشيء عن نفسها - ... فترتعد كأنها تعود للحياة في كل لحظة .. تتساءل: "هل هي عنّي لي؟" .. "هل مازلت أتدفق في عروق ذاكرته؟"
كانت تحاول أن تقلع عن عادة التحليل المقيتة تلك ، لكنها تفوقت عليها ، و كانت تقذف إليها المزيد من التساؤلات .. كانت تشعر دائما أنها ستنفجر و لكنها لا تفعل .. – تبا - .. فقط بعض البخار الساخن يتصاعد من خريطة "العقل" !
"كانت تعتقد بأنها لا تطلب الكثير ، فقط أن تظل معه ، و كأنها تنحني علّ ذلك يجدي نفعا"
كان/كانت تعلم أن قلبيهما أوسع و أعظم من أن "يحب" فقط .. "يعشق" فقط ... كانا يبحثان عن شيء يدعى الكمال في قاموسهما - في كل شيء .. كانت حربهما ، ثورتهما ضد الأنصاف – لكنها كانت تلاحقهما بإستمرار .. في عيون الوطن ، أفعال البشر .. في كسوف الشمس ، و خسوف القمر .. في إنهيار الجبل ، و تغير مواقع الرمال .. –حتى أنهم قرروا السريالية!- ..
كانوا يحاربون حتى لا يطأ قلبيهما "النصف" .. حتى يحققوا "كمالا" ..
كلمة "الحب" هي أصغر بكثير من أن تصف ذلك الجموح تجاهه .. كم حاولت أن تتحدث عنه أمام الآخرين - أنه أكثر من أن يٌرَى- .. لكنها علمت أنها بذلك تنتهك حرمة ذلك القلب ، تنتقص منه فيقل .. فقررت أن تمتص الصدى و تصمت فيكون صمتها شيء مقدس .. – بل قدس الأقداس - ...
و مازالت الحدود قائمة
و هم ... هم على طريق البداية المميتة
الذي كان "بداية" !
نور بدر
الثلاثاء 14/4/2009
10:00 ليلا -كمسودة
الجمعة 16/10/2009
10:00 ليلا
0 comments:
Post a Comment