الانتظار .. يقتلني الانتظار و يقتلني الخوف أكثر. أدخل نفسي في متاهات السؤال و لا جواب سوى المجهول. دوامة من الاحتمالات المفتوحة و اللانهائية يتخللها الكثير من الوحدة و الانعزال. قُلتَ لي ذات مرة انني شجاعة أستطيع أن أكون. لكنني مستمرة في خذلان نفسي قبل خذلانك. لا أدري متى يمكن للعنتي أن تنفك و لا أدري متى ستأخذني الشجاعة و ينقشع عني الخوف و أحلق بعيدا فوق الناس جميعا و فوق قلبي و أطلق العنان لروحي لترى النور. متى أستطيع أن أعيش لحظة الجنون التي أدعيها و متى أسمح للمغامرة أن تأخذني في طريقها بعيدا عن سلاسل الخوف و الانتظار. الخوف من ألا ينتظرني أحد.
ما التغيير الذي حدث لي على مدار كل هذه المدة؟ لنقل الخمس سنوات الماضية؟ بعض التغييرات الطفيفة؟ و ماذا عن الأشباح الكبيرة و الغيلان المظلمة و السحب المثقلة بالهموم؟ ماذا عن الفرص الضائعة و عن سلاسل القيد العنيدة و الهروب المستمر و الدموع و البكاء. ماذا عن عواصف الحزن التي تعصف صيف شتاء و تحمل معها أوراق العمر و ترحل بالكثير مما حملناه من حب بداخلنا. ماذا عمن أحببناهم و ظننا انهم لا يحبونا بالقدر الكافي، و عمن أحبونا و كنا سبب هلاكهم؟
سألته مرة: لماذا ننتظر؟ هل من أحد ينتظرنا ؟ قال لا وسكت... سكت و سكت العالم و غزت السحب السماء و اضمحلت النجوم و خفتت الكواكب و غلف الضباب كل شيء. فسد القمح و شاخت الحقول و تبددت الأصوات في مساحات الفراغ الشاسعة و لم تعد المسافة بين الجبل و الصحراء تتسع لشيء.
نور بدر
1/1/2019
7:00PM
0 comments:
Post a Comment