BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

مصــــــر

مصــــــر
فلترفعوا عيونكم إليّ ، لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ ، يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه ! -أمل دنقل


كانت النبوءة :(الناس نيام، فإذا ما انتبهوا ماتوا!)؛ و قد كٌسرت البلورة فوجبت

ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !

___________________________________

آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم


Tuesday, July 14, 2009

كان لي حلم ...




قد حلمت يوما
بعالم ليس من بقايا
و كوكب ليس متناثر الأجزاء

حلمت يوما
بوطن قومي لنا
و أرض ليست مسلوبة منا

كنت في يوم
طفلة تحملها براءتها
خلال ألوان من الأحلام
فتلطخ بها يديها
الصغيرتين و ترسم
على وجهها إبتسامات عدة
ترى زهرة بيضاء بعيدة
فتمسح يديها في ملابسها
ثم تعدو ...
و صوت ضحكتها يعلو
و بخفة تقترب من الزهرة
و تتلمس أوراقها
لتطير من بين ثناياها .. نحلة
فرحت .. و كانت دهشتها
"ما هذا ؟"
لم تقاوم رغبتها
مضت خلفها ...
و قفزت حولها ...
حتى لدغتها ...
فبكت بكاء حارا
لكنها في اليوم التالي ...
رأتها ... و مضت –بعناد- خلفها
حتى و صلت خليتها
فذاقت من العسل ،
و كان من حلاوته ... ما أوقفها
فتساءلت ..
لماذا ؟
بقدر جمال تلك النحلة
تلدغنا ..
فتموت ؟

كبرت
لأصير تلك الفتاة
هادئة في مراهقتها
ثائرة في قلبها ...
تحب الإستقرار في حد ذاته
تعشق المغامرة المتنقلة
فكان البحرصديقا لها ...

لطالما كانت الأحلام
تهرب مني ...
كمثل السراب في يوم
قاتل الحرارة ..
لقد إنتظرت ..
أن يأتي إلي الحلم
بعد أعوام ..
من الزحف إليه
إنتظرت ..
أن يضيء في سماء ليلي
و أن تكون النجوم
شيء أتسلق عليه !

حلمت في يوم ..
بأن تنتهي مأساتي
و أن يتوقف اليأس ..
عن التمادي

حلمت في يوم
بألا ينتهي قرآن الفجر
حتى تغرقنا الدموع
و ألا ينتهي الليل ..
حتى تنطفئ الشموع
فيتجلى نور الله ..
ليضيء الربوع

حلمت في يوم
ألا تُغتال براءتي
أو تنتحر آمالي ..

كم مرة سمعت فيها
صوت الرياح العاتي
يحاول تحطيم أعصابي
و تمنيت حينها ..
بأن تهمد زوابعها
لتتحرر منها رياح الشمال
و يتساقط معها ..
البَرَد الأبيض

حلمت بأن النيل
قد غزا الصحراء
لتصير خضراء
ليطهر الأرض من الفساد
و تكون ثورة القرن المجيدة

حلمت في يوم ..
بأن البحر قد غضب
على شواطيء حيفا
فيحطم حواجز الصمت
و أن الحدود في رفح
قد تلاشت ...

حلمت ذات يوم ..
بأن أحلم ،
بأن أعشق ،
إلى حد اللانهاية ...
إلى أقصى الشمال
حتى تلامس جبهتي الجنوب
من بداية الشرق
حتى الدقائق الأخيرة من الغروب
فلا قلبي يخشاه شيئا
و لا هو يخشى شيئا
أسدل ستائر حمراء
على خوفي ..
فيتلاشى بين الرقصات
فيصير مثل غبار أملس ..
يتملص من بين يدي

سوف أرقص ..
حتى النهاية
سوف أحلم حتى البداية
سوف أعشق
حتى يكون للموت
كلمته الأخيرة
فقد يأتي ذلك اليوم
الذي يحمل فيه أحلامي
في إنحناءه ..
و يعترف في صمت
بصلابة شابة ..
أبت ان تتخلى عن قلبها
في إستماته !



نور بدر
الثلاثاء 21/4/2009
الساعة 8:00 مساء

0 comments: