ما أجمل كلمات
البشر الإقصائية .. و كيف تُظهِر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تُشِع عنفا
تعصبيا .. و ما يجعلها أجمل هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن
تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك
بألوهيتك !
هذا تماما ما يجول بخاطري حين أرى لمعة من الدكتاتورية تلوح في عين أحدهم فينتشي بقوة عجيبة تجتاحه تجعله يفند هذا و يصنف ذاك و أول من تنطلي عليه الخدعة "نفسه" ، حيث إنه أقنعها بأنها تعلم ما لا يعلمه الآخرون، و يرى أن ما يعرفه عين الصواب دائما فلا مجال للنقد هنالك. هذا الفرد "تناسى" تماما ما تعنيه كلمة الاحتمال و نسبية الصواب و الخطا و ألا أحد يمتلك الحقيقة وحده. تناسى أنه يقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه غيره فثار عليه مطالبا إياه بأن يتحرر و يعطي مجالا لحرية الآخرين.
هذا تماما ما يجول بخاطري حين أرى لمعة من الدكتاتورية تلوح في عين أحدهم فينتشي بقوة عجيبة تجتاحه تجعله يفند هذا و يصنف ذاك و أول من تنطلي عليه الخدعة "نفسه" ، حيث إنه أقنعها بأنها تعلم ما لا يعلمه الآخرون، و يرى أن ما يعرفه عين الصواب دائما فلا مجال للنقد هنالك. هذا الفرد "تناسى" تماما ما تعنيه كلمة الاحتمال و نسبية الصواب و الخطا و ألا أحد يمتلك الحقيقة وحده. تناسى أنه يقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه غيره فثار عليه مطالبا إياه بأن يتحرر و يعطي مجالا لحرية الآخرين.
هذا الدكتاتور
مهما صغر أو كبر قد لا يعرف أن عينه قد فضحته، و أن تلك اللمعة لاحت في عيون
الآخرين شررا. لا يعرف أن كلماته التي فتنته هي بمثابة جدار عازل يبنيه بكامل
إرادته بينه و بين الآخرين يضاهي الجدار الذي يقسم البيت الواحد إلى جزئين و الأرض
إلى أرضين. لا يعرف أنها تستفزّهم ليمارسوا نفس الإقصاء بمبررات عكسية أو ينبههم
ليحرروا أنفسهم من أنفسهم و ينبذوا ما بداخلهم من تصنيف محتمل قد يقعون فيه. و
الأهم أنه يقول بنبذه للتطرّف و تبنيه للحرية! ، و لكن عندما تأخذه الحمية للاختلاف
يتناسى مبدأ "رأيي صواب يحتمل الخطأ، و رأيك خطأ يحتمل الصواب" .لا أدري
حقا كيف نتعجّب من التطرّف في الآراء بينما هذا التطرّف يسكن فينا جميعا بشكل أو
بآخر ، و نستمر في التعجّب لما يؤول إليه هذا التطرّف من قتل و خراب و دمار يحل
على الإنسان و الإنسانية و المستقبل.
أتساءل، لماذا نلوم الآخرين على جهلهم و تطرّفهم بينما الجهل الحقيقي يبدأ حين يظن الإنسان نفسه عالما ببواطن الأمور أكثر من غيره ؟ و يظن أن الحقيقة بين يديه وحده ؟. يقول مولانا جلال الدين الرّومي : "و كأنما كانت الحقيقة مرآة في يد الله و حين سقطت هذه المرآة تهشّمت، فكان أن أخذ كل واحد قطعة من هذا الهشيم و نظر فيها قائلا: هذه هي الحقيقة و لا سواها!" .. هذه مقولة مصقولة كما صقلت مرآة الحقيقة . فلو أدرك الناس أن الاختلاف حقيقة واقعة منذ الأزل؛ اختلاف على أشياء عظم شأنها أو صغر، لارتاحوا و اراحوا. و لاتسع صدرهم لهذا الاختلاف و للآخرين و تفتح عقلهم لتقبله.
أتساءل، لماذا نلوم الآخرين على جهلهم و تطرّفهم بينما الجهل الحقيقي يبدأ حين يظن الإنسان نفسه عالما ببواطن الأمور أكثر من غيره ؟ و يظن أن الحقيقة بين يديه وحده ؟. يقول مولانا جلال الدين الرّومي : "و كأنما كانت الحقيقة مرآة في يد الله و حين سقطت هذه المرآة تهشّمت، فكان أن أخذ كل واحد قطعة من هذا الهشيم و نظر فيها قائلا: هذه هي الحقيقة و لا سواها!" .. هذه مقولة مصقولة كما صقلت مرآة الحقيقة . فلو أدرك الناس أن الاختلاف حقيقة واقعة منذ الأزل؛ اختلاف على أشياء عظم شأنها أو صغر، لارتاحوا و اراحوا. و لاتسع صدرهم لهذا الاختلاف و للآخرين و تفتح عقلهم لتقبله.
لا عجب؛ أنْ اختلف الشيطان مع "الله"
في أول الخلق، و لا عجب أنْ اختلف الخلق على الخالق. و لا عجب هنالك حيث الإرادة
الحرة و العقل ركيزتان أساسيتان في خلق الاختلاف و تقبله في ذات الوقت. حتى القلب،
يختار من يحب و يختلف مع العقل كثيرا في اختياره. لا عجب، حيث أن الاختلاف يكمن في
ذات كل إنسان.
نور بدر
(أول ما نُشر لي خارج هذه المدونة)
(أول ما نُشر لي خارج هذه المدونة)
8/1/2015
نشر في صحيفة التقرير الإلكترونية
9/1/2015
0 comments:
Post a Comment