إن التفاصيل هي دائما الاكثر إغراءً؛ أصابع اليد منسابة كانت أو مرخيّة ، تدفق العروق التي تجري منها مجري العيون من القلب .. فتحة القميص المطويّة برفق بين الرّقبة و الصّدر ، كرمشة القِماش الملفوفة حول الذّارع لتنتهي أطرافها بملامسة الكفّين فتضيق بخفّة كلّما اقتربت من الأزرار .. منبت اللحية في الوجه الدّقيق يداعب منابت روحي صعودا إلى منحنى الوجنتين ، و قطعتين غائرتين اسفل العينين لا أعرف عنهما شيئا تلوح حولهما ظلال ارتخاء الحاجبين .. عينين يضيق منتهاهما في اطمئنان جميل ، لحظي غير ساكن .. و تتحرّك معي بينما يشدّني مسار انتهاء الشّعر القصير الحاد في زاوية مذهلة متمرّدة على رقبة مصابة برعشة اللقاء الأوّل و تتخفّى بحجاب القميص الفضفاض .. رقصة الضّوء مابين انسياب القماش و نعومة الجسد تخلق هذا الحنين الجارف المغلّف بضوء الغرفة الأصفر؛ كأن استلقي على حرف لأخلق الدّفئ بين الجسدين.. و ماذا بعد أن تنتصب الشّعيرات الشّفيفة شغفا لما قد تعبّر عنه دقّات الوقت و الموسيقى ؟ امعن النّظر دون أن أحدّق ، فلا اريد لشيء من القلق ان يتسرّب إلى ذرّات الهواء فتبدد هدوء اللّحظة أو صفو تركيزها. كيف يمكن لمثل تلك الأذنين أن تسحرني كما تسحرها دقّات البيانو و ترهقني كما ترهقها طبقات الصّوت الجبليّة. و كيف يمكن لشبح الإبتسامة ان يكسر حاجز السّكون ، و يتسلل تسلل نسبي مراوغ؟ .. أيقدر هذا الجسد المُتعب من تدفق اللحظات أن يُحب أكثر ، أن يستوعب قدرة القلب في ان يحب أكثر ؟ أيستطيع أن يحتوي هذه التّفاصيل بينما تتمرّد تفاصيله تمرّد المشتاق إلى الفوران ؟ .... أطيل النّظر طويلا فلا انتهك حق الصّمت في أن يمهد طريقا للإنتظار، و لا إثم هنالك و قد فتحت كل السّتائر.
نور بدر
7/4/2013
12:05 صباحا
(على إثر ليلة البارحة)
ما أجمل كلمات البشر الإقصائية .. و كيف تظهر إغراءها الفاتن بطائفيتها .. و كيف تشع عنفا تعصبيا .. و ما يجعلها اجمل؛ هو أن باطنها لم ينجلِ بعد على ظاهرها .. فهيهات أن تعرف قوة الإغراء بأن تكون ممثّل الرب على الأرض .. بأن تنطق بكلمات مهيبة تشعرك بألوهيتك !
___________________________________
آه ، إن قوة الأرض و الدم مخيفة حقا. إنها لتستطيع أن تجذبنا إليها في كل حين كلما أردنا ارتفاعا ! - "سلطان الظلام" توفيق الحكيم
Saturday, April 13, 2013
لا نهائيّات الجسد ..
Subscribe to:
Posts (Atom)