في وسط زخم الثورة .. وسط صوتها الأعلى .. بكيت أمس و أبكي اليوم بدماء حارة حررت الدموع من محاجر عيني بينما هناك صوت يردد داخلي: كان نفسي ابقى معاكم .. كان نفسي أشارك في الثورة .. كان نفسي ابقى معاكم .. كان نفسي اشارك في الثورة
.. ابكي .. ابكي .. ابكي
و ظللت أبكي بلا سبب واضح .. ابكي .. ابكي .. ابكي
ابكي .. ابكي .. ابكي ..
أنا لا أستحق أنا اسميني معهم .. و لا أستحق أن أتكلم عنهم .. و قد لا أستحق أن أتكلم عن الثورة من الأساس بعد هذا .. حتى يوم المسيرة المليونية ، كان هناك من يقنعني بأني حتى لو لم أكن معهم هناك في الميدان فأنا معهم و مشاركة ، و لكني كنت أعلم أنه قد فات وقت الكلام .. ضيعت على نفسي فرصة المشاركة الفعلية ، لن ألوم عائلتي و لا أصدقائي الذين منعوني خوفا علي .. لن ألوم إلا نفسي التي استسلمت لما قالوه لي ، و لمنعهم .. و قد أحتقرت كل عناصر المعارضة من أحزاب و إخوان و برادعي و كل هؤلاء الغزاة الذين أرادوا - مهما أنكروا- أن يكونوا ضمن الثوار بعد أن كانوا رافضين جميعهم أن يكونوا في صفوفهم بلا أي انتماءات إلا لمصر
لكن ، عند نقطة معينة .. بدأ الخلاف الداخلي "داخلي أنا" .. نقطة بين خطاب الرئيس .. لقد كنت معهم قبله قلبا و قالبا ، و بعده كان التيه .. لم أعد أعلم من الصواب و أين الخطأ .. بمعنى آخر؛ لم أعد أعرف أين مصلحة مصر التي هي بالنسبة لي فوق الجميع
لكلا الطرفين بالنسبة لي منطق خاص به .. و أنا بين منطقين ، و أنا لن أختار سوى مصر
فلا أهتم بسمعتى أو أهوائي أو أي شيء .. سوى مــصر
يتبع ،